تسريح الموظّفين بالجملة... ماذا تقول أرقام الشركات الكبرى؟

وبعد انحسار الوباء في عديد من دول العالم، شهد الطلب على التكنولوجيا انخفاضًا حادًّا، وهو ما أدّى إلى صدمة للقطاع

تسريح الموظّفين بالجملة... ماذا تقول أرقام الشركات الكبرى؟

(Getty)

أشارت دراسة استقصائيّة جديدة، أجرتها الرابطة الوطنيّة لاقتصادات الأعمال، إلى أنّ ظروف سوق العمل في الولايات المتّحدة آخذة في التراجع، مع توقّعات بأنّ 20٪ من الشركات، ستخفّض عدد الموظّفين لديها.

الدراسة المنشورة نتائجها في بلومبرغ، جاءت بعد إعلان عدد من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، تسريح عشرات الآلاف من الموظّفين خلال الشهرين الأخيرين، كانت آخرها شركة "ألفابت" المالكة لجوجل، والتي أعلنت عن نيّتها تسريح نحو 12 ألف موظّف في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يشكّل نحو 6٪ من حجم القوى العاملة لدى الشركة، كما قامت شركة "أمازون" خلال الشهور الماضية بتسريح آلاف العاملين، بالإضافة إلى شركات مثل "ميتا" و"تيكتوك".

وأرجع خبراء تسريح العاملين إلى الأزمة الاقتصاديّة العالميّة التي تمرّ فيها جميع شركات التكنولوجيا، بدايةً من جائحة كورونا، إلى الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تهيمن على القطاع التكنولوجي، ممّا استدعى عددًا من شركات التكنولوجيا العملاقة، إلى تغيير إستراتيجيّاتها المستقبليّة، والتركيز على قطاع الذكاء الإصطناعي دون غيره خلال الفترة المقبلة.

ويعتقد 12٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع المنشور في بلومبرغ، أنّ عدد الموظّفين سيعاود الارتفاع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وتسلّط الأرقام الضوء على مخاوف تتعلّق باستغناء الشركات عن موظّفيها، في ظلّ ارتفاع أسعار الفائدة عالميًّا، وتعرّض أرباح الشركات للانخفاض، إذ شهدت بعض الشركات انهيارات وصفت بالكارثيّة، في أسعار أسهمها. وكان قطاع التكنولوجيا، قد شهد طفرة أرباح مع وباء كورونا، بعد أن "أغلق العالم أبوابه"، حيث لجأ العديد من البشر للعمل والتعليم من المنزل، وهو ما دفع العديد من العائلات لتأمين مشترياتها من خلال متاجر الإنترنت، وهو ما دفع كثير من الشركات إلى التوسّع وزيادة عدد الموظّفين.

وبعد انحسار الوباء في عديد من دول العالم، شهد الطلب على التكنولوجيا انخفاضًا حادًّا، وهو ما أدّى إلى صدمة للقطاع، كما أشارت سي إن إن في تقرير لها، عام 2021. وخلال الأشهر الماضية، سرّحت شركات التكنولوجيا أكثر من 50 ألف موظّف، وهو ما يعتبره خبراء، بأنّه واقع معاكس تمامًا لما حدث مع بداية الجائحة.

وأشارت تقارير، إلى أنّ الموظّفين المسرّحين، يتلقّون "حزم إنهاء خدمة دون المستوى المطلوب"، فبدلًا من 16 أسبوعًا، حصلوا على 8 أسابيع فقط من الراتب الأساسيّ، عوضًا عن الخلافات الماديّة الأخرى التي تلوح بين الشركات وموظّفيها السابقين.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قد أشارت إلى أنّه "لا توجد شركة ستتجنّب التسريحات الكبيرة، في بيئة اقتصاديّة متقلّبة مثل البيئة الحاليّة… آبل ليست محصّنة بوجه التحديات التي أصابت عمالقة التكنولوجيا الآخرين"، بعد أن نمت القوّة العاملة في آبل، بنحو 20٪، حتّى وصلت إلى ما يقارب 164 ألف موظّف بدوام كامل.

من جهته، قال الخبير في مجال شركات التكنولوجي، سكوت كيسلر، إنّ "الشركات في القطاع اتّخذت قرارات غير صائبة، في الوقت الخاطئ".

وحسب البيانات، فإنّ أعلى مستوى للتوظيف كان عام 2021، وهو العام الذي أضاف نحو 6.7 مليون وظيفة، بعد أن فقد السوق نحو 9.3 مليون وظيفة بعد الجائحة، ولم تقف حملة التسريحات هذه عند الشركات التكنولوجيّة فحسب، بل امتدّت إلى القطاع الماليّ، إذ أعلن بنك "غولدمان ساكس"، عن تسريحه لما يصل إلى 3200 عامل، وسط ركود حادّ في نشاط إبرام الصفقات العالميّة، بعد أن كان لدى "غولدمان ساكس"، نحو 50 ألف موظّف العام الماضي، وامتدّ الأمر إلى شركة "كوين بيس" للعملات المشفّرة في أوائل الشهر الحاليّ، لتعلن الاستغناء عن نحو 950 موظّفًا، وهو ما يعدّ خمس الموظّفين لديها، على الرغم من أنّ عملة "بتكوين" قد شهدت بداية قويّة خلال العام الحالي.

التعليقات