هل يتجه الاقتصاد التقليدي نحو الـ"بلوكتشين" والعملات الرقمية؟

مستخدمو نظام التحويلات العالمي التي تبلغ قيمته 550 مليار دولار، يمكنهم الاستفادة من توفير تكاليف تصل إلى 30 مليار دولار سنويًّا عبر استخدام العملات المستقرّة

هل يتجه الاقتصاد التقليدي نحو الـ

(Getty)

يعاني عالم العملات المشفّرة من أزمة ثقة، إلّا أنّ ذلك لا يمنع المستثمرين والمضاربين في عالم العملات الرقميّة، من استهداف نحو 7.2 تريليون دولار. وفي ورقة بحثيّة نشرها علماء في شركتي "سونيسواب لابز و"سيركل إنترنت فايننشال"، قالوا فيها إنّ مستخدمي نظام التحويلات العالمي التي تبلغ قيمته 550 مليار دولار، يمكنهم الاستفادة من توفير تكاليف تصل إلى 30 مليار دولار سنويًّا عبر استخدام العملات المستقرّة "ستيبل كوينز"، كما جاء في تقرير نشرته صحيفة "بلومبيرج".

ومن جهته، قال كبير الاقتصاديين في شركة "سيركل"، غوردون لياو "إنّ النقد الأجنبي واحد من أهمّ المجالات التي يوجد بها مبرر قوي لاستخدام التمويل غير المركزي". وصدرت الورقة البحثيّة تحت عنوان "النقد الأجنبي عير سلسلة الكتب والمدفوعات العابرة للحدود".

ويعتبر التمويل غير المركزي، تكنولوجيا ماليّة جديدة تقوم على فكرة "البلوكشين" أو "سلسلة الكتل"، المستخدمة في العملات المشفّرة، حيث يمكن من خلال هذه التكنولوجيا، إلغاء الرسوم التي تحصّلها البنوك في عمليّات التحويل الماليّة.

ويستطيع المستخدمون من خلال هذه التكنولوجيا، الاحتفاظ بالعملات بمحافظهم الرقميّة وتحويلها أو حتّى استثمارها، إلّا أنّ أسواق العملات الرقميّة "ملوّثة بالفوضى" كما جاء في التقرير، بعد انهيار العملة المستقرّة "تيرا يو إس تي"، والعملة المشفّرة "لونا"، ثمّ إفلاس "إف تي إس" وملاحقة مالكها سام بانكمان فريد.

ويقول القائمون على البحث، إنّ أكبر أسواق العالم - نظام تدفّق العملات التقليديّ - مؤهّل حاليًّا لأن يشهد تحوّلًا هيكليًّا لا حدود له. وأشار البحث إلى أنّ انتقال جميع تحويلات النقد الأجنبي إلى منصّات التمويل غير المركزي، سوف يسدّ فجوة متزايدة في تسوية المعاملات، أو خطر إخفاق أحد أطراف المعاملة في سداد الأموال التي يدين بها، كما جاء في التقرير.

ويقول رئيس جمعية المتداولين بالأسواق العالمية، ستيفان مالريت، إنّ الورقة البحثيّة عرضت أفكارًا مثيرة للغاية، ولاحظ "اهتمام جانب مجتمع النقد الأجنبي" بالأصول الرقميّة. غير أنّ التغيير الشامل لن يحدث بين ليلة وضحاها.

ويجري عدد من البنوك حول العالم، تجارب على العملات الرقميّة المستقرّة، إلّا أنّ عدم الوضوح من الناحية التنظيميّة، والاختراقات المتواصلة، تمنع عدّة مؤسّسات من الدخول والاستثمار في العملات الرقميّة، وحتّى المستقرّة منها.

وقال مالريت "إنّ بنية سوق التمويل التقليديّة ما زالت بعيدة للغاية عن التكنولوجيا المستخدمة في التمويل غير المركزي"، حسب التقرير.

التعليقات