الأسواق الماليّة تضطرب والبنك الفيدرالي الأميركي يحاول الخروج من الأزمة

يأتي اضطراب سوق العقود الآجلة الأمريكي من المخاوف بشأن الأزمة المصرفية للبنوك الإقليمية بالولايات المتحدة. هناك 186 مصرفًا أمريكيًا إقليميًا مهددين بالإفلاس. ولجأ البيت الأبيض إلى المستثمر الأبيض، وارين بافيت، لحل الأزمة

الأسواق الماليّة تضطرب والبنك الفيدرالي الأميركي يحاول الخروج من الأزمة

(Getty)

أعلن البنك الاحتياطيّ الفيدراليّ الأميركيّ، في بيان منسّق مع بنك كندا وبنك إنجلترا وبنك اليابان والبنك المركزيّ الأوروبيّ، تنفيذ إجراءات منسّقة لتعزيز السيولة في ترتيبات مقايضة الدولار الأميركيّ.

وتأتي هذه الخطوات لتخفيف الضغوط المتزايدة على النظام الماليّ العالميّ، بعد إفلاس بنك "سيليكون فالي" و"سيغنتشر" في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وسط توقّع خبراء بإمكانيّة إفلاس عدد من البنوك الأخرى.

وقالت البنوك المشاركة في مقايضات الدولار، في البيان المشترك "ستزيد من وتيرة عمليّات الاستحقاق لمدّة 7 أيّام، من الأسبوعيّة إلى اليوميّة.

وكانت العقود الآجلة الأميركيّة قد تراجعت بقوّة، مع هبوط مؤشّر داو جونز 250 نقطة.

وقال البنك الاحتياطيّ الفيدراليّ، إنّ العمليّات اليوميّة سوف تبدأ في 20 آذار/ مارس، وتستمرّ حتّى نهاية نيسان/ أبريل المقبل.

ومن جهته، قال كبير الإستراتيجيّين في شركة سوميتومو متسوي المصرفيّة، هيروفومي سوزوكي "كانت البنوك المركزيّة والسلطات على حقّ في اتّخاذ إجراءات سريعة قبل فتح الأسواق الآسيويّة، ومع ذلك، لا يمكن لهذه الإجراءات وحدها أن تمحو كلّ مخاوف الأسواق. من الواضح أنّ اجتماع بنك الاحتياطي الفيدراليّ لهذا الأسبوع يعدّ حدثًا رئيسيًّا مهمًّا. سيراقب اللاعبون في السوق كيف ستؤثر الأسواق المضطربة حاليا على وتيرة رفع أسعار الفائدة".

وقالت كبيرة الاقتصاديّين في شركة "ناتيكسس" إليسيا جارسيا هيريرو "إنّ ضخّ السيولة "مطلوب للغاية"، خاصّة بالنسبة للبنوك المركزيّة السويسريّة والأوروبيّة في الوقت الحاليّ "لقد تعلّمنا ذلك بالطريقة الصعبة خلال الأزمة الماليّة العالميّة في عام 2008، عندما استغرق الأمر وقتًا طويلًا لتهيئتها. كان الاحتياطيّ الفيدراليّ أسرع بكثير في مارس 2020".

ويأتي اضطراب سوق العقود الآجلة الأمريكي من المخاوف بشأن الأزمة المصرفية للبنوك الإقليمية بالولايات المتحدة. هناك 186 مصرفًا أمريكيًا إقليميًا مهددين بالإفلاس. ولجأ البيت الأبيض إلى المستثمر الأبيض، وارين بافيت، لحل الأزمة. وظهرت مشاهد لسفر رؤساء بعض هذه البنوك إلى أوماها حيث يقطن بافيت، آملين التوصل معه لاتفاق قبل افتتاح الأسواق. ولكن هذا ما لم يحدث إلى الآن.

وعبّر عدد من الخبراء الاقتصاديّين عن خشيتهم من القيام بطباعة الدولارات من أجل توفير السيولة اللازمة، كما حدث خلال السنوات الماضية مع أزمة كورونا، عندما قامت الولايات المتّحدة بطباعة تريليونات الدولارات.

التعليقات