أعلن البنك المركزيّ الأميركيّ (الاحتياطيّ الفيدراليّ)، عن رفع أسعار الفائدة مرّة أخرى، في وسط حالة من الاضطرابات الماليّة التي وصفها خبراء بـ"الهائلة".
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة، ليصل إلى 5٪. ووصف الفيدرالي الأميركيّ في بيان له النظام المصرفيّ الأميركيّ بأنّه قويّ ومرن. وحذّر الفيدرالي من الاضطرابات المصرفيّة خلال الأشهر المقبلة، والتي قد تضرّ بالنموّ الاقتصاديّ.
ويحاول الفيدرالي الأميركي من خلال رفع الفائدة، تحقيق الاستقرار في الأسعار ومحاربة التضخّم. ويذكر أنّه خلال العام الماضي، تمّ زيادة الفائدة لأكثر من مرّة، ممّا تسبّب في ضغوط على النظام المصرفي والشركات وأسواق الأسهم، بالإضافة إلى أسواق العملات المشفّرة
وخلال الأسبوع الماضي، انهار كلّ من بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر، وهو ما ساهم فيه ارتفاع أسعار الفائدة. يذكر أنّه خلال الأسبوع الماضي أيضًا، رفع البنك المركزيّ الأوروبيّ سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.5 نقطة مئويّة.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إنّ المركزيّ الأميركيّ استمرّ في التركيز على معركة التضخّم، حيث وصف انهيار بنك سيليكون فالي بأنّه "حالة شاذّة في نظام ماليّ قويّ".
وقال إيان شيبردسون، كبير الاقتصاديّين في مؤسّسة بانثيون ماكروإكونوميك، إنّ هذه التحرّكان هي "إشارة واضحة على أنّ الاحتياطيّ الفيدراليّ يمرّ بحالة عصبيّة".
ويتوقع الاحتياطي الفيدرالي أن تؤدي هذه الخطوة إلى انخفاض الطلب، مما يؤدي بدوره إلى انخفاض الأسعار.
وبدأ هذا الهدف يتحقق في سوق الإسكان الأميركيّ، حيث تباطأت عمليات الشراء بشكل حاد خلال العام الماضي، وكان متوسط سعر البيع في فبراير/شباط أقل مما كان عليه قبل عام، وهو أول انخفاض في هذا القطاع منذ أكثر من عقد، كما جاء في تقرير نشره موقع "بي بي سي".
لكن بشكل عام، تستمر الأسعار في الارتفاع بشكل أسرع من معدل 2 في المئة الذي يعتبر المعدل الصحي للاقتصاد.
وقفز التضخم، معدل ارتفاع الأسعار، بنسبة 6 في المئة في 12 شهرا حتى شهر فبراير/شباط الماضي. كما أن تكلفة بعض العناصر، بما في ذلك الطعام والطيران، ترتفع بشكل أسرع، حسب التقرير.
التعليقات