عام 2022: انخفاض تاريخيّ في استهلاك الغاز عالميًّا

قالت المنظّمة الأربعاء أنّه يمكن اعتبار هذا الانخفاض تاريخيًّا بعد زيادة قياسيّة بنسبة 4,5 بالمئة في 2021 وانخفاض بنسبة 2 بالمئة في 2020 الّذي شهد وباء كوفيد-19.

عام 2022: انخفاض تاريخيّ في استهلاك الغاز عالميًّا

(Getty)

قالت المؤسّسة الدوليّة المتعلّقة بالغاز "سيديغاز"، إنّ الاستهلاك العالميّ للغاز، شهد انخفاضًا تاريخيًّا بلغت نسبته 1.6٪ خلال عام 2022.

وجاء هذا الانخفاض، جراء الحرب في أوكرانيا، وانقطاع إمدادات الغاز الروسيّ إلى أوروبا.

وقالت المنظّمة الأربعاء أنّه يمكن اعتبار هذا الانخفاض تاريخيًّا بعد زيادة قياسيّة بنسبة 4,5 بالمئة في 2021 وانخفاض بنسبة 2 بالمئة في 2020 الّذي شهد وباء كوفيد-19.

ومن أسباب التراجع شتاء معتدل أدّى إلى انخفاض "الطلب على الغاز المنزليّ والتجاريّ" في نصف الكرة الشماليّ وتباطؤ الاقتصاد الصينيّ وارتفاع أسعار الغاز ممّا قلّل من الطلب في الصناعة وأدّى إلى حركة لتوفير الطاقة. وشكل الغاز الطبيعيّ المسال 32 بالمئة من إمدادات الغاز الأوروبّيّة في 2022 مقابل 19 بالمئة في 2021 و2020.

وأكّدت المؤسّسة في بيان نشرته منتصف أيّار/مايو أنّ الاستهلاك العالميّ للغاز الأحفوريّ انخفض إلى أربعة آلاف مليار متر مكعّب "في إطار أزمة طاقة غير مسبوقة وتضخّم مرتفع".

لكنّ المنظّمة الّتي تضمّ مئة عضو من أربعين بلدًا رأت أنّ 2022 سيبقى عام "أسوأ أزمة للغاز الطبيعيّ والطاقة في التاريخ بسبب الغزو الروسيّ لأوكرانيا".

وقالت إنّ "العام 2022 شهد خصوصًا أكبر انخفاض في استهلاك الغاز في الاتّحاد الأوروبّيّ في التاريخ، بلغت نسبته 13 بالمئة إلى 353 مليار متر مكعّب". كما سجّل انخفاض كبير في بلدان رابطة الدول المستقلّة وأوكرانيا (-4,6 بالمئة) وكذلك في آسيا وأوقيانوسيا (-1,6 بالمئة)، خلافًا لزيادة الاستهلاك في أميركا الشماليّة والشرق الأوسط.

وبينما كان الغاز الروسيّ يلعب "دورًا مهيمنًا" في الإمدادات الأوروبّيّة، تراجعت الصادرات بخطوط الأنابيب إلى أوروبا "إلى أدنى مستوى منذ منتصف الثمانينات الماضية ممّا أدّى إلى خسارة 77 مليار متر مكعّب أي ما يعادل 20 بالمئة من استهلاك الغاز في الاتّحاد الأوروبّيّ في 2021".

ودفع هذا الوضع الجديد القارّة إلى تنويع إمداداتها بفضل واردات الغاز الغازي من النروج و "الارتفاع السريع في قوّة إمدادات الغاز الطبيعيّ المسال" من الولايات المتّحدة، المنقولة عن طريق السفن.

في هذا الإطار، بقي إنتاج الغاز العالميّ مستقرًّا. وقالت المنظّمة إنّ "الخسارة الحادّة في مبيعات الغاز الروسيّ قابلها نموّ قويّ للإنتاج" في الشرق الأوسط (+14 مليار متر مكعّب) وخصوصًا في الولايات المتّحدة (+41 مليار متر مكعّب). وارتفعت حصّة الولايات المتّحدة في إنتاج الغاز العالميّ من 24 بالمئة إلى 25 بالمئة بين 2021 و2022، وحصّة روسيا من 18 إلى 15,5 بالمئة .

وتجاوز التدفّق الدوليّ الصافي للغاز الطبيعيّ المسال حجم الكمّيّات عبر خطوط الأنابيب للمرّة الأولى في 2022 مع زيادة حصّة الغاز الطبيعيّ المسال إلى 51 بالمئة (46 بالمئة في 2021).

لكنّ "الانتعاش الواضح في تجارة الغاز الطبيعيّ المسال (+4,7 بالمئة)" لم يسمح "في تعويض انكماش تاريخيّ وضخم (-12,7 بالمئة) في تجارة خطوط الأنابيب". وفي المجموع انخفضت تجارة الغاز الدوليّة بنسبة 4,7 بالمئة إلى 1016 مليار متر مكعّب.

التعليقات