تتكون الشراكة من شخصين أو أكثر يشكلون علاقة عمل، وكما هو الحال مع أي علاقة، يتوقع الشركاء مواجهة مواقف على طول الطريق تسبب الخلافات والنزاعات، وعادةً ما يتم حل هذه النزاعات ويمضي الشركاء قدمًا.
قد تبدو الشراكة أمرًا جذابًا، فخمسون بالمائة من العبء والمسؤولية والتمويل والضغط يتحملها شخص آخر، ولكن لسوء الحظ، 70٪ من جميع الشراكات تفشل، فإذا كان التواصل ضعيفًا أو كان لدى كل من الشركاء مستويات مختلفة من الالتزام عندما يتعلق الأمر بالوقت أو المال، فإن شراكتهما يمكن أن تغرق بشكل أسرع من "تايتانيك".
كونك رجل أعمال صعب بما يكفي، ولكن مرحلة ما بعد الانفصال عن شريكك ربما تكون هي الرحلة الأصعب على الإطلاق، لهذا السبب نمنحك 8 نصائح فعالة لمساعدتك على المضي قدمًا، فتعرف عليها في السطور التالية!
أسباب فسخ الشراكة
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حل الشراكة، تشمل الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى حل الشراكة، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:
- تقاعد الشريك أو انسحابه من الشراكة.
- وفاة الشريك.
- يصبح الشريك عاجزًا عقليًا.
- قيام الشريك بأنشطة غير قانونية.
- شراء الشريك أسهم جميع الشركاء الآخرين لتحويل العمل إلى ملكية فردية.
- موافقة الشركاء على حل الشراكة.
- حصول الشريك على أمر من المحكمة بحل الشراكة.
ماذا تفعل لإبقاء مشروعك مستمرًا بعد خسارة شريك لك؟
تشير الإحصائيات إلى أن سبعة من كل عشرة من شراكات الأعمال تفشل، وعندما تفشل الشراكة التجارية، يمكن أن يكون الأمر مدمرًا، فأنت لن تفقد شريكًا وصديقًا ومقربًا فحسب، بل قد يتعرض عملك أيضًا للخطر، لذا إليك نصائح ستساعدك على التغلب على العاصفة والخروج منها بشكل أقوى:
-
جمع المعلومات الأساسية
بدءًا من معرفة مكان جميع وثائق التأمين وحتى الوصول إلى أرقام الحسابات وكلمات المرور، عليك إنشاء قوائم بالمعلومات الأساسية التي تحتاجها في هذه الحالة الطارئة، سيساعدك الاحتفاظ بالقوائم على تذكر جميع المهام التي تحتاج إلى إكمالها في وقت فض الشراكة.
-
السيطرة على المال
الشؤون المالية للأعمال هي المشكلة الأكبر إذا لم تكن على علم بقضايا مثل التدفق النقدي والنفقات وكشوف المرتبات، لذا، لملم اوراقك واستعن بخبير مالي لمساعدتك في التدقيق.
-
الاعتماد على فريقك:
والآن بعد أن أصبحت تدير الشركة بمفردك، تشاور مع مستشاريك الماليين ومستشاري مجال التأمين لإنشاء خطة تَعَاقُب للموظفين الرئيسيين لتولي مسؤولية الشركة وإعادة توزيع الأدوار.
تذكر أن هذا ليس الوقت المناسب للإدارة التفصيلية، فقد قضيت وقتًا في توظيف وتدريب الأشخاص الجيدين، حتى تتمكن من الاعتماد عليهم في أوقات الحاجة، تحدث معهم بصراحة حول الخطط التي لديك للعمل واطلب مساعدتهم للحفاظ على سير الأمور أثناء عملية فض الشراكة.
عندما تبقى في منطقة العبقرية الخاصة بك، ستشعر بالحماس تجاه عملك وستكون قادرًا على النجاح، ولكن في أي عمل تجاري، هناك دائمًا مهام مملة تحتاج إلى إنجازها حتى تتمكن من البقاء مستمرًا.
ابدأ في الانتباه عندما تشعر بالإرهاق من مهام معينة - إلى درجة أنها تعيقك - وقم بتوظيف هؤلاء بدلاً من ذلك. قد تبدأ في ملاحظة أن المهام التي تخشاها هي تلك التي قام بها شريكك بفارغ الصبر، فقط لأنك لا تمتلك خبراتهم، لا يعني أنه يتعين عليك تطويرها بنفسك، استعن بمن يملك الخبرة حتى وإن كان ذلك بتعيين الموظفين "المستقلين" لاتمام المهمة فقط.
-
البقاء مرئيًا
بعد خسارة شريكك، سيكون هناك بعض القلق بين العملاء حول ما إذا كنت ستتمكن من إبقاء مشروعك مستمرًا، فالكثيرون لا يعرفون مدى مشاركتك في الشؤون المالية واستراتيجيات العمل، فاحرص على وضع حد لهذا القلق من خلال الاتصال بالعملاء وطمأنتهم، وابذل جهدك في الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء مرئيًا.
-
تجنب عقلية "النفور من الخسارة"
في كثير من الأحيان، يمكن أن يكون ألم الخسارة أقوى بمرتين من فرحة الفوز، وهو أمر يشير إليه الخبراء في تفسير نفورنا من الخسارة، فكر في معاناة خسارة 1000 دولار في استثمار تجاري سيئ مقارنة بإثارة الفوز بـ 1000 دولار في اليانصيب، أيهما يضرب بشكل أعمق؟
الحيلة هي ألا تدع الفشل يسحيك للوراء، فمن المعروف أن العديد من أصحاب الأعمال يبذلون كل ما في وسعهم لتجنب الفشل، ولكن الفشل يمكن أن يكون قويًا مع النظرة الصحيحة، إذ يمكن أن يكون هو القوة التي تسمح لك باتخاذ الإجراءات وتحقيق النجاح بالحكمة التي اكتسبتها على طول الطريق.
-
إنقاذ ما تستطيع إنقاذه
فكر في الاستعانة بمحامي أعمال ماهر لإدارة عملية تقسيم الشركة، وذلك بدلاً من الاضطرار إلى فقدان الكثير من الأشياء التي عملت مطولًا على إنجاحها عند فض الشراكة، قد يساعدك المحامي في التفاوض للاحتفاظ بها حتى تتمكن من استخدامها عند إعادة تسمية شركتك الجديدة.
سيكون هذا فوزًا كبيرًا وسببًا كبيرًا لإبقاء مشروعك مستمرًا بعد خسارة شريك الأعمال، لاسيما إذا كنت تبدأ شركة جديدة، لذا فكر في الأصول التي قمت بإنشائها مسبقًا وحاول معرفة ما إذا كان بإمكانك امتلاكها وإعادة توظيفها في عملك الجديد.
-
الترويج لعلامتك التجارية الجديدة:
لكي ينجح مشروعك الجديد، يجب أن يعرف الناس عنه، ففي الأشهر القليلة الأولى بعد تغيير العلامة التجارية، يجب استغلال كل منصة مناسبة وكل وسيلة ممكنة للظهور والتحدث عن عملك والترويج له. شارك في المؤتمرات عبر الإنترنت، وشارك المحتوى عبر السوشيال ميديا، ونظّم ورش العمل وشارك تجربتك في الاستمرار بعد فقدان شريك العمل، سيكون ذلك فعالًا لجذب الكثير من العملاء المحتملين.
-
الاستراحة والحذر من العلاقات الارتدادية:
بعد تفكك العمل، تحتاج إلى التركيز على تحسين عملك ونفسك، وليس على العثور على شريك بديل. قاوم الرغبة في الخروج والعثور على شريك جديد، قد يكون هذا صعبًا بشكل خاص، بل ومرعبًا، إذا كان الشريك السابق هو الممول أو المصدر الرئيسي لرأس المال في الشركة، ولكن كل ما عليك فعله هو أن تكون مبدعًا وواسع الحيلة.
فآخر شيء تريد القيام به الآن هو الشراكة مع شخص ما خلال هذه المرحلة الضعيفة، لتكتشف أن الشريك الجديد لم يكن مناسبًا أيضًا، وإذا كنت تعتقد أن النجاة من تفكك عمل واحد أمر صعب، فحاول النجاة من انفصالين في عام واحد، إنه ليس جيدًا لنفسيتك، أو لإبقاء شركتك.
خذ استراحة للتفكير، وقم بتحليل نموذج عملك، وابحث عن الموجهين وليس شركاء العمل الجدد.
يقال أن الشراكة التجارية تشبه إلى حد كبير شراكة الزواج، وتسري المقارنة عندما تسوء الأمور؛ فنهاية الشراكة تشبه إلى حد كبير الطلاق والحقيقة المؤسفة هي أن نهاية الشراكة تعني الخسارة حتمًا، سواء كان ذلك فقدان الحلم، أو فقدان الدخل، أو فقدان الصداقة.
ونظرًا لأن كل شريك استثمر كثيرًا في العمل - شخصيًا وماليًا ومهنيًا - فإن المشاعر سوف تتصاعد في حالة انهيار الأمور.
لذلك ومن أجل تجنب تفاقم الوضع السيئ، وإبقاء مشروعك مستمرًا ستساعدك هذه النصائح على مواصلة المضي قدمًا في مساعيك.
لا تتخلص من حلمك لمجرد أن ثاني أكبر داعم لك- في المرتبة الثانية بعدك-، توقف عن مشاركة نفس الحلم! كل هذا سيمر وستنجو، فقط إذا عقدت العزم!
التعليقات