في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية العالمية، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا، حيث تجاوزت حاجز 3400 دولار للأونصة، مدفوعة بتراجع قيمة الدولار الأميركي والمخاوف المتزايدة من تأثيرات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
هذا الارتفاع في أسعار الذهب يُعد الأعلى في التاريخ، ويعكس تحول المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل عدم اليقين الاقتصادي. وقد ساهمت السياسات التجارية التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الصينية، في زعزعة الثقة بالأسواق المالية العالمية.
وفي هذا السياق، أشار محللون إلى أن تراجع الدولار الأميركي بنسبة تقارب 10% منذ بداية العام، مع تسجيل أكثر من نصف هذا الانخفاض خلال الشهر الجاري، قد دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، مثل الذهب.
ويُعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الاقتصادية، حيث يحتفظ بقيمته حتى في ظل تقلبات الأسواق.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات حديثة أن المستثمرين بدأوا في تقليل حيازاتهم من الدولار الأميركي وسندات الخزانة، متجهين نحو الأصول الأخرى مثل الذهب والعملات الأجنبية.
ويُعزى هذا التحول إلى المخاوف من تدخلات سياسية محتملة في سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي، خاصة بعد تصريحات ترامب التي انتقد فيها رئيس البنك، جيروم باول.
وفي ظل هذه التطورات، يتوقع خبراء الاقتصاد أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع، خاصة إذا استمرت التوترات التجارية والسياسات الاقتصادية غير المتوقعة.
كما يُتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد العالمي، مع احتمال تباطؤ النمو وارتفاع معدلات التضخم.
التعليقات