تفجيرات نطنز: رواية إيران الرسميّة تتقاطع مع "التسريبات الإسرائيليّة"

قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، مجتبى ذو النوري، إن التحقيقات أظهرت أن مصدر الانفجار في مفاعل نطنز النووي "كان في الغالب من عناصر داخلية ولا يمكن الإفصاح عنها الآن".

تفجيرات نطنز: رواية إيران الرسميّة تتقاطع مع

منشأة نطنز بعد التفجير نطلع الشهر الحالي (أ.ب.)

قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، مجتبى ذو النوري، إن التحقيقات أظهرت أن مصدر الانفجار في مفاعل نطنز النووي "كان في الغالب من عناصر داخلية ولا يمكن الإفصاح عنها الآن".

وشدّد على أن التحقيقات تشير إلى أنه ليس هناك احتمالية الهجوم عبر الطائرات بدون طيار والصواريخ والقنابل والقذائف.

تقاطع روايتين

وتتقاطع تصريحات ذو النوري مع التسريبات التي أوردتها "نيويورك تايمز" الأميركيّة نقلا عن مصدر استخباراتي شرق أوسطي كبير، يرجّح أنه رئيس الموساد، يوسي كوهين.

فتقول تسريبات "نيويورك تايمز" إن الهجوم تمّ بقنبلة إسرائيليّة شديدة القوّة وضعت قرب أنبوب للغاز داخل المنشأة، مستبعدة فرضيّة تعرّض المنشأة لهجوم سيبراني أو جوّي إيراني، مثلما أفادت صحف عربيّة.

بينما أشار مراسل الشؤون العسكريّة والاستخباراتيّة في "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، قبل أسبوعين، إنّ إسرائيل تنفّذ هذا النوع من الهجمات داخل إيران عبر عناصر محليّة، دون إخبارها إنها تعمل لصالح إسرائيل، عبر عناصر من المعارضة الإيرانيّة في المنفى.

أنباء عن اعتقال مقاول إيراني

وتأتي هذه التصريحات بعد ورود أنباء عن اعتقال مقاول إيراني للاشتباه بضلوعه في تفجير مفاعل نطنز النووي.

وقال صحافيون إيرانيّون إن الحساب مقرّب من الحرس الثوري الإيراني، وينشر أخبارًا عنه. غير أن الحرس الثوري يصرّ على أنه لا يملك حسابات على "تلغرام".

ووفقًا للحساب، فإنّ المعتقل هو إرشاد كريمي، وتعاقدت السلطات معه لسنوات طويلة لتركيب أجهزة الطرد المركزي في المنشأة الحساسة، والتي تعدّ من أحد أكثر الأماكن حراسة في إيران.

وادّعى الحساب أنّ عمل كريمي في المنشأة صادقت عليه إدارة المخابرات في منطقة أصفهان، بينما ذكرت وسائل إعلام إيرانيّة أخرى أن كريمي هو مؤسس وصاحب شركة "مهر" الإيرانيّة للهندسة، المتخصّصة بإنتاج أجهزة قياس دقيقة.

وأضاف ناشطون إيرانيّون أنّ كريمي فجّر قاعة الطرد المركزي مع فريقه، وتسبب بأضرار كبيرة للصناعة النووية في البلاد، ولهيبة النظام.

ولم تعلّق إسرائيل رسميًا على تفجيرات إيران، لكنّ وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، قال في لقاء سابق "ليست كل الأحداث التي تشهدها إيران مرتبطة ولها علاقة بإسرائيل".

كما شدّد غانتس، أمام نظيره الروسي، سيرغي شويغو، على سعي إسرائيل إلى منع إيران من تحقيق طموحاتها النوويّة واستمرار العمل ضد تموضع إيران عسكريًا في سورية.

من جانبها، أشارت "نيويورك تايمز" إلى تنسيق أميركي – إسرائيلي مشترك، ضمن "الإستراتيجيّة المشتركة الجديدة" لمواجهة إيران، وأشارت إلى العلاقة الوطيدة بين وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، الذي كان في السابق رئيسًا لوكالة الاستخبارات المركزيّة (سي آي إيه) ورئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين.

ووقعت خلال الأشهر الأخيرة سلسلة انفجارات وهجمات غامضة في إيران، بدأت بهجوم سيبراني على ميناء بندر عبّاس عطّل العمل فيه لأيام في التاسع من أيار/مايو؛ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة أن إسرائيل تقف وراءه.

لاحقًا، اشتدّت التفجيرات الغامضة في محطات للطاقة، ففي السادس والعشرين من حزيران/يونيو اندلع حريق في محطة للطاقة بمدينة شيراز، ووقع انفجار في موقع لإنتاج وقود للصواريخ البالستيّة في موقع خوجير ببارشين قرب طهران.

وفي الثلاثين من حزيران/يونيو وقع انفجار في محطة للطاقة داخل مشفى بطهران أسفر عن سقوط 19 قتيلا.

أما في الثاني من تموز/يوليو فوقع هجوم في منشأة نطنز النوويّة.

وفي الثالث من تموز اندلع حريق في شيراز، بينما وقع انفجار في محطّة للطاقة بالأهواز في اليوم الذي يليه، كما وقع انفجار آخر في قاعدة عسكرية بمدينة قدس في التاسع من تموز/يوليو.

وفي الخامس عشر من تموز، اندلعت النيران في 7 سفن في ميناء بوشهر.

التعليقات