إصابة محتجّين لبنانيين خلال اشتباكات مع قوات الأمن في بيروت

أصيب محتجون لبنانيون، مساء اليوم الأحد، خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومئات المحتجين، وسط بيروت، في ثاني أيام احتجاجات تطالب باستقالة الحكومة ورئيس البلاد، على خلفية انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية.

إصابة محتجّين لبنانيين خلال اشتباكات مع قوات الأمن في بيروت

استهداف محتجين بقنابل الغاز، الأحد (أ ب)

أصيب محتجون لبنانيون، مساء اليوم الأحد، خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومئات المحتجين، وسط بيروت، في ثاني أيام احتجاجات تطالب باستقالة الحكومة ورئيس البلاد، على خلفية انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية، وقال الصليب الأحمر في لبنان، عبر "تويتر"، إن 11 فرقة تابعة له تعمل على إسعاف ونقل الجرحى.

وأطلقت قوات الأمن "الرصاص المطاطي بشكل كثيف باتجاه متظاهرين وسط بيروت"، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء.

واستهدف عناصر من قوات الأمن، المحتجين بالرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، من أجل منعهم من الوصول إلى مبنى مجلس النواب (البرلمان)، ما أدى إلى جرح العديد من المحتجين.

استهداف محتجين بقنابل الغاز، الأحد (أ ب)

وحاول المحتجون تحطيم واقتحام السياج الحديدي باتجاه البرلمان، وأشعلوا النيران، فيما اقتحم محتجون مقري وزارتي الأشغال والمهجرين وسط بيروت.

وطالب المحتجون باستقالة حكومة، حسان دياب ورئيس الجمهورية، ميشال عون، محملين السلطة الحاكمة مسؤولية انفجار المرفأ.

في المقابل، حاول عضو مجلس النواب، شامل روكز، الالتحاق بالاحتجاجات في ساحة "الشهداء"، وسط بيروت، إلا أن مجموعة من المتظاهرين أقدمت على طرده ما دفعه لمغادرة الساحة.

وقال نيسان غراوي، وهو متظاهر عاطل عن العمل: "نريد تدمير الحكومة والقضاء عليها. لم يوفروا لنا لا وظائف ولا حقوقًا"، بحسب ما افادت وكالة "رويترز" للأنباء.

بدورها، طالبت قوى الأمن الداخلي، من المتظاهرين السلميين، "الخروج فورا من الأماكن التي تحصل فيها الاعتداءات، وهي لن تقبل بالتعرّض لعناصرها".

محتجون لبنانيون في بيروت (أ ب)

وذكر الجيش اللبناني، في بيان: "نحذر بعض المتظاهرين الذين تجاوزوا الأُطر السلمية للتظاهرات، وسنتعامل مع هؤلاء بالطرق المناسبة".

"لا قرار باستقالة الحكومة"

وقالت وزيرة العمل اللبنانية، لميا يمين، الأحد، إنه "لا قرار باستقالة الحكومة"، على خلفية الانفجار، في تصريح جاء بعد اجتماع وزاري جمع رئيس الحكومة، حسان دياب، وعدد من الوزراء.

وقال وزير الصناعة، عماد حب الله، عقب الاجتماع: "الحكومة صامدة، ومستمرون بالعمل ونقوم بمسؤوليتنا تجاه الناس"، وفق "الأناضول".

الأمل بالعثور على أحياء "أصبح ضعيفا"

في السياق، أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأحد، أن الأمل بالعثور على أحياء جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت "أصبح ضعيفا".

وقال قائد غرفة العمليات في وزارة الدفاع، العميد جان نهرا، في مؤتمر صحافي إنه "بعد 3 أيام من عمليات البحث والإنقاذ يمكننا القول إننا انتهينا من المرحلة الأولى والتي فيها إمكانية العثور على أحياء".

وأضاف: "يمكن القول إن الأمل بالعثور على أحياء أصبح ضعيفا".

وتابع: "لذلك هناك فرق قررت سحب عناصرها وأخرى قررت الاستمرار بالبحث معنا ضمن القطاع الذي تعمل به بعملية رفع الهدم وعملية البحث عن أشلاء".

وذكر نهرا أن "القطاع الأكثر تضررا في مرفأ بيروت جراء الانفجار الهائل، سُلم لفرق من تركيا وفرنسا وروسيا".

وأضاف: "هذه الفرق الثلاثة قررت الاستمرار بالعمل معنا في عملية إزالة الركام حتى النهاية".

وقال نهرا: "أما الفرق التي كانت تعمل للعثور على أحياء تعتبر أن عملها انتهى ومنهم الفريق الهولندي، وكذلك الفريق القطري ولكنهما لا يزالان يعملان معنا حتى النهاية للعثور على أشلاء".

وتابع: "الفريق البولندي خرج من البقعة التي يعمل بها وكذلك الألماني واليوناني والتشيكي".

محتجون لبنانيون في بيروت، الأحد (أ ب)

"عودة بيروت لما قبل الانفجار يتطلب الكثير"

بدوره، قال عون، إن استعادة الوضع في بيروت، كما كان قبل الانفجار، يتطلب الكثير من الجهود المحلية والدولية،

وأبلغ عون مؤتمر مانحي لبنان الذي يعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، تنظمه فرنسا والولايات المتحدة لدعم لبنان، في أعقاب الانفجار، أن "الاحتياجات كبيرة وعلينا الإسراع في تلبيتها خصوصا قبل حلول الشتاء".

والثلاثاء من الأسبوع الماضي، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.

وقال عون: "الزلزال ضربنا ونحن في خضم أزمات اقتصادية ومالية ونزوح، إضافة إلى انعكاسات كورونا، ما يجعل مجابهة تداعياته تتخطى قدرة هذا الوطن".

وزاد: "من الضروري أن يكون إدارة صندوق التبرعات المراد إنشاؤه، منبثقا عن مؤتمر الدعم الدولي لبيروت والشعب اللبناني".

محتجون لبنانيون في بيروت، الأحد (أ ب)

وزير البيئة يعلن استقالته

من جانبه، أبلغ وزير البيئة اللبناني، ديميانوس قطار، اليوم الأحد، رئيس الحكومة، حسان دياب، قراره بالاستقالة من الحكومة، على خلفية انفجار مرفأ العاصمة بيروت.

ونقلت وكالة "لأناضول"، عن سعد الياس، مستشار وزير البيئة، القول: "قطار أبلغ رئيس الحكومة قراره بالاستقالة وتجري حاليا مفاوضات لثنيه عنها".

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن "قطار"، قدم اسقالته في كتاب خطي إلى دياب خلال جلسة لمجلس الوزراء، ويعمل الأخير على ثنيه عنها.

وهذه ثاني استقالة لوزراء في الحكومة اللبنانية، على خلفية انفجار مرفأ بيروت، بعد إعلان وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، استقالتها، الأحد.

وقالت عبد الصمد في تصريحات متلفزة: "أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم، التغيير بقي بعيد المنال، وبما أن الواقع لم يطابق الطموح وبعد هول كارثة بيروت أتقدّم باستقالتي من الحكومة".

وشهد مجلس النواب أيضا استقالات مماثلة، حيث أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميّل، السبت، استقالة نواب حزبه (3) من البرلمان.

وأعلنت النائبة المستقلة بولا يعقوبيان استقالتها كذلك، ودعت بقية النواب لـ"تقديم استقالات جماعية"، كما تقدم عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي"، النائب مروان حمادة، يوم الأربعاء الماضي.

(أ ب)

ترامب يدعو إلى إجراء تحقيق "شفاف"

بدوره، حضّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الحكومة اللبنانية، على إجراء تحقيق "كامل وشفاف" في انفجار مرفأ بيروت، بحسب بيان للبيت الأبيض صدر بشأن مشاركة ترامب، في المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان الذي نظمته فرنسا.

وقال البيت الأبيض إن "الرئيس ترامب أعاد تأكيد استعداد ورغبة الولايات المتحدة في مواصلة توفير المساعدة لشعب لبنان".

وتابع بيان الرئاسة الأميركية أن ترامب "اتفق مع القادة الآخرين على ضرورة تنسيق الاستجابة الدولية بشكل وثيق".

وحض "الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق كامل وشفاف"، لافتا الى "استعداد الولايات المتحدة للمساعدة فيه".

ودعا ترامب إلى الهدوء في لبنان مع إقراره ب"مشروعية الدعوات التي اطلقها المتظاهرون السلميون الى الشفافية والإصلاحات وتحمل المسؤوليات"، بحسب البيان.

وفيما يتصاعد الغضب في لبنان ضد الطبقة السياسية الفاقدة للثقة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إلى تحقيق دولي في ملابسات انفجار مرفأ بيروت، وهي فكرة رفضها نظيره اللبناني ميشال عون.

وفي 4 آب/ أغسطس الجاري، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.

ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.

التعليقات