أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الأحد، عن موافقته على المبادرة التي طرحها عضو الكنيست تسفيكا هاوزر لتسوية أزمة الميزانية التي تعصف بالائتلاف الحكومي، ما يعزز من فرص المصادقة على مشروع قانون تأجيل التصويت على الميزانية لمئة يوم، وذلك لمنع التوجه لانتخابات عامة مبكرة في حال عدم إقرار الميزانية حتى منتصف ليلة غد.
ورمى نتنياهو كرة الانتخابات في ملعب حزب "كاحول لافان"، مشيرا إلى أن شخصا آخر هو من يتخذ القرارات في الحزب، عوضا عن رئيسه، وزير الأمن، بيني غانتس. وتساءل نتنياهو عن تأخر دعم غانتس لمقترح هاوزر، في محاولة لتحميل "كاحول لافان" مسؤولية الذهاب إلى انتخابات جديدة لا تزال محتملة.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، الأحد، إنه "حان وقت الوحدة وليس الانتخابات، دعونا نتحد ونعمل معًا لتحقيق المزيد من الأهداف"، واعتبر أن اقتراح هاوزر "يتيح لنا الضخ الفوري للأموال لصالح المواطنين والاقتصاد ويلغي الحاجة إلى الذهاب لانتخابات".
وعن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بدعوى مواجهة فيروس كورونا المستجد، قال: "الخطوات التي نتخذها أوصلت إسرائيل إلى مكانة جيدة مقارنة بالعالم. الركود الذي نشهده في إسرائيل نصف معدل الركود المسجل في أوروبا. ومعدلات البطالة من بين الأدنى في العالم"، كما استعرض نتنياهو المنح المالية التي منحتها الحكومة للمواطنين وأصحاب المصالح المتضررين من الأزمة.
وعندما سُئل عن مسألة التعيينات، ادعى نتنياهو أنه "ليس لدي نية لتعيين مفوض الشرطة أو المدعي العام"، وتابع "لكني أريد أن أفهم كيف سيتولى (آفي) نيسنكورن، مسؤولية التعيينات، بعد أن اكتشفنا أن المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، أغلق ملفا ضده عشية تعيينه وزيرا للقضاء". وأضاف "ربما سيوافق نيسنكورن على جميع التعيينات التي يهتم بها مندلبليت".
جاء ذلك بعد أن افتتح نتنياهو المؤتمر بالتهليل باتفاق التحالف الذي عقده مع الإمارات، وأشار إلى أنه سيناقش مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بوميو، الذي يصل إلى إسرائيل يوم غد، الإثنين، "توسيع دائرة السلام في المنطقة". وأضاف "نحن نعمل على التوصل إلى اتفاقات مع المزيد من الدول. أقدر أنه سيكون لدينا المزيد من الاتفاقات مع دول أخرى قريبًا"، مستطردا "لقد صنعنا السلام من موضع القوة، قوة اقتصادية وقوة عسكرية. في الإمارات معنيون بإقامة مشاريع معنا".
وردا على إعلان نتنياهو قال عضو الكنيست هاوزر: "لقد سررت بسماع أن رئيس الحكومة تبنى اقتراح التسوية الذي قدمته، إنه شرط ضروري، لكنه لا يزال غير كاف. آمل أن يواصل الكنيست العملية التشريعية. بهذه الطريقة فقط سننقذ إسرائيل من انتخابات جديدة".
وسبق حزب "كاحول لافان" مؤتمر نتنياهو الصحافي، وقال في بيان مقتضب: "ندعو رئيس الحكومة للعودة إلى رشده والالتفات إلى مصلحة الدولة وليس مصلحته الشخصية. فبينما يتوقع تسعة ملايين مواطن الوحدة والتعامل مع التحديات الأمنية وأزمة كورونا، فإن الليكود ينخرط في مراوغات سياسية."، واعتبروا في "كاحول لافان" أن نتنياهو "يبصق في وجه المواطنين الإسرائيليين لأسباب شخصية".
واتهم مسؤول في "كاحول لافان" إن الليكود "يرفض الموافقة على سياسة خاصة للحكومة، ويرفض الموافقة على ميزانية لمدة عامين لأنهم يصرون على ترك هذه المسألة معلقة لاستخدامها كمخرج نحو الانتخابات ويصرون على التدخل في التعيينات. إنهم لا يستوعبون أنها حكومة مبنية على التوازن".
وفي وقت سابق، اليوم، انفض اجتماع لجنة المالية التابعة للكنيست، الذي عُقد من أجل وضع صيغة نهائية لمقترح القانون الذي قدمه هاوزر. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تم إيقاف اجتماع اللجنة على خلفية عدم توصل حزبي الليكود و"كاحول لافان" إلى تفاهمات حول المسائل الخلافية.
وتأجل التصويت في لجنة المالية على مشروع قانون تأجيل إقرار الميزانية إلى الجلسة التي انطلقت في الساعة التاسعة من مساء اليوم.
التعليقات