10/11/2020 - 11:55

وفاة القيادي الفلسطينيّ صائب عريقات وعبّاس يعلن الحداد

توفي اليوم الثلاثاء، القيادي الفلسطيني وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، في مستشفى "هداسا - عين كارم" في القدس.

وفاة القيادي الفلسطينيّ صائب عريقات وعبّاس يعلن الحداد

القيادي الفلسطيني، عريقات (الأناضول)

توفي اليوم الثلاثاء، القيادي الفلسطيني وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات (65 عاما)، في مستشفى "هداسا - عين كارم" في القدس، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس "الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام".

وأعلنت حركة "فتح"، أن عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، توفي اليوم، في مشفى "هداسا عين كارم" الإسرائيلي، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

وجاءت وفاة عريقات، بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في الثامن من الشهر الماضي، وكان عريقات قد نُقل إلى المستشفى بعدما تدهورت حالته الصحية، جراء إصابته بالفيروس.

ونعى عباس"باسمه وباسم القيادة الفلسطينية والحكومة، إلى جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، والأصدقاء في العالم، القائد الوطني الكبير، وشهيد فلسطين، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والأكاديمي البارز، صائب عريقات، الذي أمضى حياته مناضلا ومفاوضا صلبا دفاعا عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل".

وقال إن "رحيل الأخ والصديق، المناضل الكبير الدكتور صائب عريقات، يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا، وإننا لنشعر بالحزن العميق لفقدانه، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية".

وأضاف عباس: "تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دورٌ كبير في رفع راية فلسطين عاليا، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، في المحافل الدولية كافة، وكان له دوره البارز عندما كان عضوا في الوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، ووزيرا للحكم المحلي، وعمله الدؤوب رئيسا لدائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير، وعضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني لدورتين متتاليتين، وتوج ذلك بتقلده أمانة سر وعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير".

وتابع: "سيتذكر أبناء شعبنا، الفقيد الكبير الدكتور صائب عريقات، ابن فلسطين البار، الذي وقف في المقدمة مدافعا عن قضايا وطنه وشعبه في ساحات العمل والنضال الوطني وفي الساحة الدولية".

وخضع عريقات، قبل ثلاث سنوات، لعملية زراعة رئة، على يد فريق طبي في مستشفى "إنوفا فيرفاكس" الأميركي.

وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أعلنت منظمة التحرير، إصابة عريقات بفيروس كورونا، وفي اليوم التالي، قال عريقات إنه يعاني "أعراضا صعبة" لإصابته بالفيروس، مؤكدا أن "الأمور تحت السيطرة".

ويعد عريقات أحد أبرز القيادات الفلسطينية، وقاد المفاوضات السياسية مع إسرائيل لأكثر من عقدين، خلال رئاسته دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير، وعرف بقربه من الزعيم الراحل ياسر عرفات.

وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية، د. مي الكيلة، قد قالت في بيان أصدرته في التاسع عشر من الشهر الماضي، إن عريقات، أصيب بالتهاب رئوي بعد إصابته بفيروس كورونا.

وذكرت أن عريقات "حُوِّل إلى مستشفى هداسا لمتابعة المشاكل الصحية التي يعاني منها بعد زراعة الرئة، حيث كان بحاجة إلى مركز متخصص بمتابعة مثل هذه الحالات".

ولفتت الكيلة إلى أن الوزارة على "تواصل مع الأطباء المعالجين للدكتور عريقات لمعرفة التطورات على حالته الصحية أولا بأول".

تدهورت صحة عريقات بسبب الفيروس (الأناضول)

وجاءت تصريحات الكيلة حينها، بعد ساعات قليلة من إصدار مستشفى "هداسا – عين كارم"، بيانا قال فيه إن تدهورا طرأ على صحة عريقات، خلال الليلة الماضية، ووُصفت حالته بالحرجة، وأنه تم تخديره ومنحه تنفسا اصطناعيا، إثر صعوبات بالتنفس.

أهم المحطّات في حياة عريقات

ووُلد عريقات في 28 نيسان/ أبريل عام 1955، في بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة، وسافر إلى الولايات المتحدة، في سن السابعة عشر، وأقام هناك مع والده فترة طويلة.

وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة سان فرانسيسكو عام 1977، ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية من نفس الجامعة بعد عامين.

وفي عام 1982 حصل على شهادة الدكتوراه في دراسات السلام من جامعة برادفورد البريطانية.

وبعد نيله درجة الدكتوراه حصل عريقات على الجنسية الأميركية.

وعمل المسؤول الفلسطيني في تدريس العلوم السياسية في جامعة النجاح منذ العام 1979 وحتى العام 1991، كما عمل في هيئة التحرير في جريدة القدس المقدسية منذ العام 1980حتى 1992.

وبزغ نجم عريقات في عالم السياسة، حينما ظهر مرتديا الكوفية الفلسطينية، خلال عضويته لوفد المفاوضات الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام، عام 1991.

وشارك في مباحثات واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُيِّن رئيسا للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994.

وكان عريقات، أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وفي عام 1995، حمل لقب "كبير المفاوضين الفلسطينيين"، وانتخب لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني في جولتي الانتخابات اللتين عقدتا عامي 1996 و2006.

وعرف عن عريقات بأنه أحد المقربين من الزعيم الراحل، ياسر عرفات (1929- 2004)، وخاصة إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في مدينة طابا المصرية عام 2001.

وفي عام 2009، انتُخب عضوا باللجنة المركزية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، ثم اختير بالتوافق في نهاية 2009 عضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وفي عام 2003، ترأس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.

وفاوض عريقات 6 رؤساء حكومة إسرائيليين، سعيا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المأمولة.

وجمع عريقات خبراته التفاوضية في كتاب أطلق عليه اسم "الحياة مفاوضات" (2008)، ثم تبعه بكتاب بعنوان "عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر" (2014).

والكتاب الأخير، هو دراسة مقارنة بين سبعة عناصر للتفاوض حددها عالم المفاوضات الأميركي، روجر فيشر، وعناصر التفاوض الـ12 عند الصحابي علي بن أبي طالب، أي أنها دراسة مقارنة بين السلوك التفاوضي الغربي والسلوك التفاوضي العربي– الإسلامي.

وخلال تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، طرح المسؤول الفلسطيني، رؤية متكاملة لسُبل إفشال "صفقة القرن" الأميركية ومواجهة قرار الضم الإسرائيلي ضمن كتاب "رؤية عريقات" صدر عن "منتدى التفكير العربي" في لندن.

ويتهم اليمين الإسرائيلي، عريقات بالعمل على "تدويل" الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من خلال طرح حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والانضمام إلى العديد من المعاهدات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية ومعاهدات جنيف الرابعة.

ويقف عريقات على رأس لجنة تضم ممثلي فصائل، بما فيها ممثل عن حركة "حماس"، ومؤسسات أهلية فلسطينية مسؤولة عن تزويد المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالمستندات التي تثبت تورط مسؤولين إسرائيليين في جرائم حرب ضد الفلسطينيين.

ودعم القيادي الفلسطيني في أكثر من مناسبة الجهود التي تقوم بها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل (BDS) الناشطة في فلسطين وفي أنحاء العالم والتي أعلنت إسرائيل الحرب عليها.

ويتهم عريقات الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، وهو ما قاد إلى انتقادات حادة من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمينية.

ورفض مواقف إسرائيلية وغربية بأن حركة "حماس" إرهابية ويصر على أنها حركة تحرر وطني فلسطينية، وأن "الاحتلال الإسرائيلي هو مستنقع الشرور في المنطقة".

ويصرّ في لقاءاته مع الإسرائيليين والأجانب على أن الحل هو بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 مع إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يستند إلى قرار الأمم المتحدة 194 وهو ما رفضته إسرائيل.

ومؤخرا، عارض عريقات بشدة، تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل.

وقال بعد توقيع اتفاقي التطبيع بواشنطن في 15 أيلول/ سبتمبر، إنه لو قبل بما قبلت به الإمارات والبحرين، لوقع اتفاقا مع إسرائيل خلال ساعات.

ورد عريقات، على مغردين انتقدوا سنوات التفاوض الفلسطينية الطويلة مع إسرائيل، فقال "أنا قبضت على الجمر، ولم أقبل أن تكون القدس بما فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة عاصمة لإسرائيل"، في إشارة لقبول الدولتين بذلك.

التعليقات