الإدارة الأميركية للأمن النووي تعرضت للاختراق خلال الهجوم السيبراني الأخير

أكد مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الإدارة الوطنية للأمن النووي جرى اختراقها خلال الهجمات الإلكترونية الأخيرة، مشددين على أن هناك أدلة على أن القراصنة اخترقوا شبكات إدارة الترسانة النووية

الإدارة الأميركية للأمن النووي تعرضت للاختراق خلال الهجوم السيبراني الأخير

(أ ب)

أكد مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الإدارة الوطنية للأمن النووي جرى اختراقها خلال الهجمات الإلكترونية الأخيرة، مشددين على أن هناك أدلة على أن القراصنة اخترقوا شبكات إدارة الترسانة النووية، ضمن عملية تجسس واسعة، بحسب ما جاء في صحيفة "بوليتكو" الأميركية، مساء الخميس.

وشدد المسؤولون على أن "القراصنة ألحقوا ضررا بالهيئة الفدرالية لتنظيم الطاقة أكثر من باقي الوكالات"، فيما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، عن مصادر مطلعة قولهم إن "الهجوم الإلكتروني طال 3 ولايات أمريكية على الأقل إلى جانب الوكالات الحكومية".

من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "مسؤولين في الحكومة الفيدرالية أصدروا تحذيرا عاجلا من أن مخترقي الأنظمة الحكومية استخدموا تقنيات مختلفة"، وأضافت أن "الأساليب المستخدمة في القرصنة تشير إلى خصم ماهر مستعد لإنفاق موارد كبيرة للحفاظ على سريته".

وأشارت الصحيفة إلى أن "القراصنة استخدموا أساليب هجوم تشكل خطرا جسيما على الحكومة الفيدرالية"، وأوضحت أن "المحققين يعتقدون أن كشف مدى تأثر الشبكات الأميركية إثر عملية القرصنة سيستغرق أشهرا"

من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، أن "القرصنة الإلكترونية التي استهدفت وكالات فيدرالية أمريكية أمر مقلق للغاية"، وأضاف أن "إدارتي ستجعل المسؤولين عن الهجمات الإلكترونية يدفعون ثمنا باهظا"، وتابع أنه "يحب أن يعلم خصومنا أنني كرئيس لن أقف مكتوف اليد في مواجهة الهجمات الإلكترونية على بلدنا".

جاء ذلك بينما أعلنت لجنتا الرقابة والأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي عن فتح تحقيق مشترك في الهجوم الإلكتروني على وكالات حكومية، فيما انتقد السيناتور الجمهوري، ميت رومني، صمت البيت الأبيض على عمليات القرصنة الإلكترونية.

هجوم الكتروني واسع ما يزال متواصلا

وما زال هجوم إلكتروني واسع يستهدف وزارات عدة في الولايات المتحدة متواصلا بعد اكتشافه في نهاية الأسبوع الماضي، بينما ذكرت وكالات استخبارات أميركية أنها ما تحاول تقييم حجم الأضرار الناجمة عنه.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنى التحتية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية المرتبط بوزارة الأمن الداخلي، في بيان مشترك إن "الوضع قابل للتطور ونواصل العمل لمعرفة الحجم الكامل لهذه الحملة مع علمنا أن هذا الاختراق أثر على شبكات للحكومة الفدرالية".

وشكلت هذه الوكالات فريقا موحدا للتنسيق، بينما تُعقد اجتماعات يومية في البيت الأبيض لإعداد استجابة الولايات المتحدة التي أكدت مساء الأحد تعرضها لهجوم سيبراني؛ وقطع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، روبرت أوبراين، رحلة إلى الشرق الأدنى وأوروبا، وعاد إلى واشنطن للنظر في تداعيات هذا الهجوم.

وكان مكتب التحقيقات الفدرالي أشار إلى أنه فتح تحقيقا لتحديد المسؤولين عن الاختراق ومتابعتهم. وإضافة إلى وزارة الأمن الداخلي، تضررت وزارة الخزانة والتجارة وعدة وكالات فدرالية من الهجوم، وفق معلومات نشرتها وسائل الإعلام.

وقالت مجموعة مايكروسوفت إن الطرق المستعملة في الهجوم تشير إلى مسؤولية جهة تتبع دولة، لكنها لم تحددها.

وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى المجموعة الروسية "أي بي تي 29" التي تعرف أيضا باسم "كوزي بير".

ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، تتبع تلك المجموعة أجهزة الاستخبارات الروسية وسبق أن اخترقت الإدارة الأميركية خلال رئاسة باراك أوباما.

وبدا وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، كأنه يوجه الاتهام إلى موسكو عندما صرح، الإثنين، أن الحكومة الروسية قامت بعدة محاولات متكررة لاختراق شبكات الحكومة الأميركية.

لكن السفارة الروسية في الولايات المتحدة أكدت أن "روسيا لا تقوم بعمليات هجومية في الفضاء السيبرا".".

ما يصل إلى 18 ألف زبون

وبدأ الهجوم في آذار/ مارس، واستغل القراصنة تحديثا لبرنامج طورته شركة "سولار ويندز" التي تتخذ تكساس مقرا، وتستعمله آلاف الشركات والإدارات حول العالم.

وتواصلت عملية الاختراق أشهرا قبل أن تكتشفها مجموعة "فاير آي" للأمن المعلوماتي التي كانت هي نفسها ضحية هجمات سيبرانية، الأسبوع الماضي.

ووفق المجموعة، جرى استهداف شركات تعمل في مجالات الاستشارات والتكنولوجيا والطاقة في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

بدورها أشارت "سولار ويندز" إلى أن ما يصل إلى 18 ألف زبون، بينهم شركات كبيرة ووكالات حكومية أميركية، حمّلت التحديث الذي طورته، ما سمح للقراصنة باختراق رسائل البريد الإلكتروني.

ولم تُعرف حتى الآن المعطيات التي سعى القراصنة للحصول عليها وإن كانوا قد نجحوا في تحقيق مسعاهم.

في ظل التهديد المتزايد، وجهت وزارة الأمن الداخلي الأميركي جميع الوكالات الفدرالية بالتخلي فورا عن استعمال منصة سولار ويندز.

وقال البيان المشترك إن الوزارة "في تواصل منتظم مع حكومتنا والقطاع الخاص وشركائنا الدوليين، وتوفر المساعدة التقنية (...) لمساعدة المتضررين على التعافي سريعا من الحادثة".

التعليقات