تظاهرة في نوف هجليل تطالب بالكشف عن ملابسات مصرع شاب من يافة الناصرة

نظمت صباح اليوم، الأحد، تظاهرة احتجاجية أمام بلدية "نوف هجليل" في أعقاب وفاة الشاب جورج نسيم حلو في حادث طرق قبل نحو الشهر ونصف على الشارع الالتفافي الناصرة- نوف هجليل

تظاهرة في نوف هجليل تطالب بالكشف عن ملابسات مصرع شاب من يافة الناصرة

من التظاهرة الاحتجاجية في "نوف هجليل" (تصوير عرب 48)

نظمت صباح اليوم، الأحد، تظاهرة احتجاجية أمام بلدية "نوف هجليل" في أعقاب وفاة الشاب جورج نسيم حلو في حادث طرق قبل نحو الشهر ونصف على الشارع الالتفافي الناصرة- نوف هجليل.

وجاءت هذه الوقفة احتجاجا على عدم محاسبة مراقبي البلدية الذين لاحقوا الضحية دون أي مبرر أو سبب، ما أدى إلى مصرعه وإصابة شاب آخر كان برفقته بجروح وصفت بأنها حرجة آنذاك.


وشارك في التظاهرة العشرات من عائلة ضحية حادث الطرق وعدد من النشطاء بالإضافة إلى رئيس مجلس محلي يافة الناصرة، ماهر خليلية.

ولقي الشاب جورج حلو (19 عاما) وهو من سكان يافة الناصرة، مصرعه، في حادث طرق وقع بالقرب نوف هجليل، بينما كان يقود دراجة نارية، في أعقاب مطاردة مع مراقبي بلدية نوف هجليل.

وقال والد الضحية، نسيم حلو، في حديث لـ"عرب 48" إن "هدفنا هو إظهار الحقيقة ومحاسبة المسؤولين والحقيقة هي أن جورج تعرض لملاحقة عبثية وغير مبررة من قبل مراقبي بلدية نوف هجليل، وحسب المعلومات التي وصلتنا فإن مراقبي البلدية كانوا تحت تأثير الكحول حين تم استجوابهم في مركز الشرطة، ولا ندري لماذا لم يتم اجراء فحص لهم! ربما بسبب تعرض الشرطة للضغط من قبل البلدية".

وأضاف "قمنا باستجواب البلدية من خلال رسالة وجهناها للمسؤولين، لكنهم يزعمون أن رسالتنا لم تصل! وتتضمن الرسالة التي أرسلت عن طريق مكتب محاماة، طلب توضيح حول أسباب ومبررات المطاردة التي بدأت من أمام المركز التجاري القريب من أحراج ’تشرتشل’ واستمرت لبضعة كيلومترات، والى خارج مناطق نفوذ بلدية نوف هجليل، وتخلل الاستجواب أسئلة حول ما إذا كانت البلدية قد اتخذت أي إجراء بحق المراقبين".

وأشار إلى أنه "من المثير أن الذين طاردوا جورج هم ليسوا أفراد شرطة، وليس من حق مراقب البلدية (حسب القانون) تنفيذ عملية مطاردة لمركبات أو دراجات نارية.. فهم ليسوا عناصر شرطة ولا يملكون هذه الصلاحية".

وتابع أنه "بحوزتي شريط فيديو يظهر بداية الملاحقة، وأن لدي شهادة من صديق جورج الذي كان يركب معه يؤكد فيها تفاصيل الملاحقة وأنها عبثية لا أسباب ولا تبرير لها بينما نتيجة هذه الملاحقة كانت كارثية بالنسبة لنا فأنا فقدت ابني الوحيد، بعد تخويفه وترهيبه وكأنه ارتكب جرما وهو في الواقع لم يقترف أي ذنب ليدفع حياته ثمنا لذلك".


وأكد أن "محاكمة المذنبين لن تعزيني ولن تعيد لي ابني الوحيد لكنها ربما تمنع تكرار مثل هذه التصرفات لأشخاص أرادوا استعراض عضلاتهم وأخذوا القانون لأيديهم، ربما محاسبتهم تبرد النار المشتعلة في قلوبنا حسرة على جورج".

وردا على سؤال حول مطلب العائلة من بلدية نوف هجليل وسبب التظاهر أمام البلدية "نريد للبلدية أن تعترف بمسؤوليتها الكاملة عن مراقبيها وأن تبلغنا بالإجراءات التي اتخذت ضد المراقبين ولو على الأقل إقصائهم عن العمل لحين استكمال التحقيق، فيما لم تبلغنا الشرطة أيضًا بتفاصيل التحقيق بادعاء أنها تجري تحقيقات سرية".

وختم حلو بالقول إنه "سيلاحق الموضوع قضائيا وتحويله إلى قضية رأي عام، وأنه ردا على ادعاءات البلدية بأنها لم تتلق أي رسالة من العائلة فإنه قد أحضر الرسالة ليسلمها باليد للمسؤولين في البلدية بعد التظاهرة".

وذكرت والدة الضحية، خلود حلو، لـ"عرب 48"، أنها "مقتنعة تماما بأن ملاحقة ابنها جورج ما هي إلا ’زعرنة’ من قبل مراقبي البلدية، وأن جورج شاب خلوق ومنضبط، علمًا أنه في يوم الحادث خرج مع صديقه بجولة إلى حين التحضير للمفاجأة التي أعدها الأصدقاء لصديقهم في عيد ميلاده، وحين وصلا إلى دوار المركز التجاري قرب ’مكابي’ بدأت ملاحقة جورج ومضايقته وتخويفه دون أي سبب".

وأنهت الوالدة حديثها بالقول إنها "فقدت أغلى ما تملك في الحياة، وأنه ليس هنالك شعور أصعب من هذا الفقدان".

من جانبه، وصف رئيس المجلس المحلي في يافة الناصرة، ماهر خليلية، مشاركته في التظاهرة تضامنا مع الإنسانية والحق قائلا "الظروف التي خسر فيها جورج حياته هي ظروف مأساوية ولا بد أن كل شاب هو عزيز على أهله وأبناء بلدته، مثل هذه الملاحقات يجب أن تتوقف وأن تكون هنالك بدائل لتطبيق القانون دون تعريض حياة الناس للخطر، سيما وأن يافة الناصرة كانت قد شهدت مصرع مواطن دهسا قبل أيام خلال مطاردة بوليسية.

وتابع أنه "أجرى اتصالا مع رئيس بلدية نوف هجليل رونين بلوط، للاستفسار حول الموضوع، لكن الأخير قال إن ليس لديه معلومات كافية حول الموضوع وأنه رهن التحقيق في الشرطة".

وقالت النائبة في القائمة المشتركة، د. هبة يزبك، لـ"عرب 48"، إن "المطلب الأساسي للأهل هو الكشف عن ملابسات الحادث ومحاسبة المتسببين به، وأن تكون هنالك توجيهات واضحة وصارمة فيما يتعلق بالأشخاص الذين يتم توظيفهم للعمل كمراقبين.. بمعنى أن جورج هو ضحية لملاحقة ومطاردة كان يمكن منعها لو تصرف ذلك المراقب بشكل مسؤول".

ولفتت إلى أن "الأهل لا يكفيهم مصابهم الأليم والفاجعة التي حلّت بهم، بل سيضطرون للملاحقة أمام البلدية وأمام أجهزة القضاء لتحقيق القليل من العدالة، في حين أنه لا شيء يعوضهم عن فقدان الابن".

التعليقات