حداد وألم في طمرة: "ما حصل كارثة بحد ذاتها"

يخيّم الحداد والحزن على مدينة طمرة في أعقاب جريمة القتل التي راح ضحيتها الشابين أحمد حجازي ومحمود ياسين متأثرين بإصابتيهما برصاص الشرطة فيما أصيب آخران بجروح خطيرة ومتوسطة، الليلة الماضية

حداد وألم في طمرة:

شقيق الشهيد أحمد حجازي (عرب 48)

يخيّم الحداد والحزن على مدينة طمرة في أعقاب جريمة القتل التي راح ضحيتها الشابين أحمد حجازي ومحمود ياسين متأثرين بإصابتيهما برصاص الشرطة فيما أصيب آخران بجروح خطيرة ومتوسطة، الليلة الماضية.

والتأمت اللجنة الشعبية في طمرة ولجنة المتابعة العليا بعد ظهر اليوم، الثلاثاء، بجلسة طارئة في أعقاب جريمة القتل، بمشاركة رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، نواب من القائمة المشتركة، رئيس بلدية طمرة ونشطاء من مختلف الأطر والأحزاب الفاعلة على الساحة المحلية.


ومن المقرر أن تنطلق مظاهرة احتجاجية تزامنا مع جنازة الضحية، أحمد حجازي، عند الساعة الخامسة من منزل عائلته وصولا إلى شارع 70 حيث ستقام صلاة الجنازة على الشارع.

وروى شهود عيان أن "عناصر الشرطة أطلقوا النار بشكل عشوائي على مشتبهين بإطلاق نار على منزل وشابين آخرين لا علاقة لهما بالحاصل، ما أسفر عن مقتل أحد مطلقي النار وشخص آخر لا علاقة له؛ وكذلك بالنسبة للمصابين أيضًا".

وادعت الشرطة أنه "خلال نشاط عناصر لها في طمرة لاحظوا قيام مشتبهين بإطلاق النار نحو أحد المنازل، وعلى إثر ذلك حاول عناصر الشرطة اعتقالهما ووقع تبادل إطلاق نار ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة آخرين بجروح".

وبكت الوالدة الثاكل ابنها أحمد حجازي بالقول "أسأل الله أن يشلّ يد قاتل ابني، لقد حرمني من ابني الجميل والذي كان مواظبا في صلاته وصيامه".

ولفتت إلى أن "الشرطة لا تفعل شيئا ولو أنها كذلك لكانت قضت على العنف والجريمة من قبل".

وقال شقيق الضحية أحمد، جبر حجازي، باكيا في حديث لـ"عرب 48"، إن "ما حصل هو كارثة بحد ذاتها، وأنا أكاد لا أستوعب ما حصل لكن بالأخير لله ما أعطى ولله ما أخذ وحسبي الله ونعم الوكيل".

وتساءل متأثرا "كيف لي أن أواسي وأخفف عن والدتي التي تحتضن ملابس أحمد؟ كم كنت أتمنى أن يطمئن الناس على سلامته بدلا من تعزيتي بوفاته".

وانتقد شقيقه الآخر، عمار حجازي، تعامل الشرطة مع الجريمة في حديث لـ"عرب 48"، إن "الشرطة كان بإمكانها القبض على المشتبه بهما بإطلاق النار بطريقة أخرى بخلاف ما ارتكبته، خصوصًا وأن الحديث يدور عن إطلاق نار داخل حي سكني مأهول".

وتابع "أكاد لا أفهم ما حدث والنتيجة كانت فقدان شقيقي في الوقت الذي كان يدرس فيه عند أحد أصدقائه بعد خروجه لتفقد ما حدث في الحي، وبالتالي فقدنا شابا متعلما عرف بسيرته الحسنة وعلاقته الطيبة مع كل من عرفه".

وسردّ عدنان عرموش الذي أصيب نجله بجراح بعد خروجه من المنزل في حديث لـ"عرب 48"، إن "ابني يرقد لتلقي العلاج في المستشفى بحالة متوسطة، إذ تعرض لعيار ناري في منطقة القدم بعدما خرج من المنزل ليقدم المساعدة من خلال عمله كطبيب بعد سماعه لإطلاق النار في الحي".

وأضاف أن "الضحية أحمد حجازي تواجد في منزلنا حتى يساعده ابني على الدراسة في موضوع الطب، إذ كان بمثابة أحد أبنائي وفقدانه خسارة كبيرة لمجتمعنا علمًا أنه كان قد استلم بالأمس الزي الأبيض وكان من المقرر أن يبدأ اليوم مزاولة عمله في المستشفى".

واستذكر وقوع الجريمة بالقول إن "أحمد خرج لتفقد الأمور بعد سماعنا إطلاق النار في الحي، وأسفرت مطاردة عناصر الشرطة للمشتبه بهما بإطلاق النار عن مقتله متأثرا بجروحه وإصابة ابني عن طريق الخطأ".

وناشد عرموش بالقول "من هنا أدعو الأهالي إلى الاهتمام وتربية أبنائهم بالشكل المطلوب، وعلينا جميعا اتخاذ الحيطة والحذر وعدم الخروج من المنازل حتى لا نعرّض أنفسنا للخطر عند وقوع مثل هذه الجرائم، وأنا آمل أن تكون هذه الجريمة الأخيرة في مجتمعنا العربي".

التعليقات