عودة أميركية وشيكة للاتفاق النووي؟

أخطرت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، مجلس الأمن الدولي، بسحبها طلب إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حول استئناف كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

عودة أميركية وشيكة للاتفاق النووي؟

الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، عام 2015 (أرشيفية - أ ب)

أعلنت الجارجية الأميركية أن واشنطن "ستقبل دعوة الاتحاد الأوروبي للاجتماع مع إيران لبحث مسار دبلوماسي بشأن برنامجها النووي"، فيما أخطرت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، مجلس الأمن الدولي، بسحبها طلب إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حول استئناف كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

وقال القائم بأعمال مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، في رسالة وجهها لمجلس الأمن، الخميس، إن الولايات المتحدة تسحب إعلان إدارة ترامب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران في أيلول/ سبتمبر 2020.

وفي وقت سابق الخميس، أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع إيران بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.

كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن الولايات المتحدة وجهت رسائل حول استعدادها للتفاوض مع إيران خلال الاجتماع المرتقب لمجموعة "5+1".

هذا ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي قوله إن "واشنطن ستقبل دعوة من الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات مع إيران"، وأضاف المسؤول الأميركي أنه "توجد فرص للمرة الأولى لإنهاء سياسة الضغوط القصوى والعودة للدبلوماسية مع إيران".

واستدرك المصدر بأن "من الصعب تصور إحياء الاتفاق النووي مع إيران إذا لم تتم معالجة بعض القضايا الإقليمية". وكشف أنه "تم إبلاغ بعثة إيران بالأمم المتحدة بأنه ستخفف قيود السفر عن دبلوماسيين إيرانيين".

جاء ذلك في أعقاب إصدار بيان فرنسي وبريطاني وألماني مشترك مع الولايات المتحدة، يحذّر إيران من تداعيات "خطيرة" لمضيّها قدما في تنفيذ تهديدها بفرض قيود على مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة ضرورة عودة طهران للتقيّد التام ببنود الاتفاق النووي.

وأكدت الدول الأوروبية الثلاث ومعها الولايات المتحدة، عقب محادثات بينها، أنها "موحدة في التحذير من خطورة أي قرار من شأنه أن يقيّد عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وذلك مع قرب انقضاء مهلة بهذا الصدد حدّدها مجلس الشورى الإيراني تنهي في 21 شباط/ فبراير.

واستضاف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الخميس، نظيريه الألماني، هايكو ماس، والبريطاني دومينيك راب، في باريس، حيث أجروا محادثات شارك فيها عبر الفيديو وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

وحضّ البيان الأوروبي - الأميركي "إيران على الأخذ في الاعتبار تداعيات خطوة خطيرة كهذه، خصوصا في هذا التوقيت الذي يوفر فرصة دبلوماسية"، معربا عن توافق الدول المجتمعة على ضرورة عودة طهران "للتقيّد التام" ببنود الاتفاق النووي.

من جانبه، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارك ميشيل، على أن الاتفاق النووي إنجاز مهم للدبلوماسية متعددة الأطراف، وأكد على ضرورة عدم السماح بتدميره.

وطالب روحاني الاتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوات ضد الولايات المتحدة، مضيفًا: "يجب على الاتحاد الأوروبي بصفته عنصرا هاما على الساحة الدولية، أن يلعب دورًا مناسبًا ضد السياسات الأحادية للولايات المتحدة".

وفي وقت سابق اليوم، أصدر المجلس الأوروبي بيانا قال فيه إن ميشيل، أكد لروحاني خلال الاتصال أهمية تغليب الدبلوماسية لاستمرار الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية في المرحلة الراهنة.

التعليقات