الملك عبد الله: أطراف الأزمة كانت من داخل بيتنا وخارجه... والفتنة وُئِدت

قال الملك الأردنيّ، عبد الله الثاني، في بيان أصدره، مساء اليوم الأربعاء، إن الأمير حمزة أكد الالتزام بالدستور ولا بدّ من إجراءات للحفاظ على استقرار الأردن.

الملك عبد الله: أطراف الأزمة كانت من داخل بيتنا وخارجه... والفتنة وُئِدت

الملك الأردنيّ، عبد الله الثاني (أ.ب)

قال الملك الأردنيّ، عبد الله الثاني، في بيان أصدره، مساء اليوم الأربعاء، إن الأمير حمزة أكد الالتزام بالدستور ولا بدّ من إجراءات للحفاظ على استقرار الأردن.

وجاء البيان عقب ثلاثة أيام من أزمة الأمير حمزة التي أثارت الرأي العام المحلي والدولي، عقب إعلان السلطات الأردنية عن تورطه مع آخرين مع جهات خارجية لـ"زعزعة أمن الوطن".

وكان التلفزيون الأردني الرسمي، قد أعلن أن الملك سيوجّه خطابا للشعب، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

وقال الملك عبد الله في البيان: "أتحدث إليكم اليوم، وأنتم الأهل والعشيرة، وموضع الثقة المطلقة، ومنبع العزيمة، لأطمئنكم أن الفتنة وئدت، وأن أردننا الأبي آمن مستقر. وسيبقى، بإذن الله عز وجل، آمنا مستقرا، محصنا بعزيمة الأردنيين، منيعا بتماسكهم، وبتفاني جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن".

وأضاف: "اعتاد وطننا على مواجهة التحديات، واعتدنا على الانتصار على التحديات، وقهرنا على مدى تاريخنا كل الاستهدافات التي حاولت النيل من الوطن، وخرجنا منها أشد قوة وأكثر وحدة، فللثبات على المواقف ثمن، لكن لا ثمن يحيدنا عن الطريق السوي الذي رسمه الآباء والأجداد بتضحيات جلل، من أجل رفعة شعبنا وأمتنا، ومن أجل فلسطين والقدس ومقدساتها".

"أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه"

وتابع: "لم يكن تحدي الأيام الماضية هو الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاما، ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه، ولا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز".

وقال عبد الله: "لكنّ لا فرق بين مسؤوليتي إزاء أسرتي الصغيرة وأسرتي الكبيرة، فقد نذرني الحسين، طيب الله ثراه، يوم ولدت لخدمتكم، ونذرت نفسي لكم، وأكرس حياتي لنكمل معا مسيرة البناء والإنجاز في وطن العز والسؤدد والمحبة والتآخي. مسؤوليتي الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه. ولا شيء ولا أحد يتقدم على أمن الأردن واستقراره، وكان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الأمانة، وكان إرثنا الهاشمي وقيمنا الأردنية الإطار الذي اخترت أن أتعامل به مع الموضوع، مستلهما قوله عز وجل ’وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ’".

وأضاف: "قررت التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، وأوكلت هذا المسار إلى عمي صاحب السمو الملكي، الأمير الحسن بن طلال. والتزم الأمير حمزة أمام الأسرة أن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصا لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى، وحمزة اليوم مع عائلته في قصره برعايتي".

"جوانب أخرى قيد التحقيق"

وتابع: "وفي ما يتعلق بالجوانب الأخرى، فهي قيد التحقيق، وفقا للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة، وبما يضمن العدل والشفافية".

وأوضح أن "الخطوات القادمة، ستكون محكومة بالمعيار الذي يحكم كل قرارتنا: مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي".

وأشار إلى أن الأردن "يواجه تحديات اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا، وندرك ثقل الصعوبات التي يواجهها مواطنونا. ونواجه هذه التحديات وغيرها، كما فعلنا دائما، متّحدين، يدا واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة والأسرة الهاشمية، لننهض بوطننا، وندخل مئوية دولتنا الثانية، متماسكين، متراصين، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا".

وفي سياق متصل، أعلن النائب العام بالعاصمة الأردنية عمان، حسن العبد اللات عن استثنائين فيما يتعلق بحظر النشر في قضية الأمير، الذي جرى إقراره الثلاثاء.

وأوضح العبداللات، في بيان، أن الحظر مرتبط بكل ما يتعلق بمجريات التحقيق وسريته وسلامته والأدلة المتعلقة به وأطرافه وكل ما يتصل بذلك.

وأضاف أنه يُستثنى منه ما يعبر عن الآراء وحرية الرَّأي والتَّعبير ضمن إطار القانون وأحكام المسؤولية.

وأشار إلى أن الحظر يستثني أيضًا التَّصريحات الصَّادرة عن الجهات الرَّسمية بهذا الخصوص.

والأحد، أعلنت السلطات الأردنية أن "تحقيقات أولية" أظهرت تورط الأمير حمزة مع "جهات خارجية" وما تسمى بـ"المعارضة الخارجية" في "محاولات لزعزعة أمن البلاد" و"تجييش المواطنين ضد الدولة"، وهو ما نفاه الأمير، عبر تسجيل مصور منسوب إليه.

والإثنين الماضي وقع الأمير حمزة، رسالة لأخيه الملك بعد وساطة عمه الحسن قال فيها: "إنني أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، وسأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيا لإرثهم، سائرا على دربهم، مخلصا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك، وملتزما بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة. وسأكون دوما لجلالة الملك وولي عهده عونا وسندا".

وفي اليوم ذاته، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، عن محامي الأمير حمزة، قوله إن "الوساطة في العائلة الملكية الأردنية كانت ناجحة"، مؤكدا أنه "من المتوقع الوصول إلى حل قريبا" للخلاف العلني غير المسبوق الذي هز الأردن، بعد ثلاثة أيام من دراما القصر.

وفي وقت سابق، شدد قائد الجيش الأردني، اللواء يوسف الحنيطي، على أن قوات بلاده وأجهزتها الأمنية قادرة على مواجهة "أية مساعٍ يراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه، وزعزعة أمن واستقرار المملكة".

يأتي ذلك بعد اعتقالات في الأردن، السبت، شملت رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، وأحد الأشراف (أحفاد الشريف حسين) و16 شخصا آخرين. فيما تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن "مؤامرة" للإطاحة بالملك عبد الله الثاني بن الحسين.

وخلال متابعته لتمرين عسكري في المنطقة الشرقية بالمملكة، قال الحنيطي إن "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لديها من القدرة والكفاءة والاحترافية ما يمكنها من التعامل مع أي مستجدات تطرأ على الساحتين المحلية والإقليمية بمختلف المستويات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية، وبالقوة"، وفق بيان بثه الجيش على موقعه الإلكتروني.

رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي وبايدن يدعمان قرارات المملكة

أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، عن تضامن الولايات المتحدة "التام" مع الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، وتأييدها لإجراءات وقرارات المملكة للحفاظ على أمنها واستقرارها.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بايدن مع عاهل الأردن، وفق تغريدة للديوان الملكي على "تويتر"، في أعقاب اعتقال شخصيات بارزة في المملكة.

كما عبرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، عن دعم الاتحاد لقرارات المملكة، وذلك خلال لقائها الملك عبد الله بالعاصمة عمان، وفق بيان للديوان الملكي.

وقال الديوان إن الطرفين بحثا أوجه التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي في شتى الميادين، إضافة إلى آخر المستجدات إقليميا ودوليا.

وخلال الأيام الماضية، أعربت العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عن تضامنها مع الأردن.

التعليقات