21/04/2021 - 21:34

بينيت ونتنياهو يتبادلان التهم.. لا حكومة إسرائيلية في الأفق

أعلن رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، أنه سيعمل على تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في حال فشلت محاولات زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، في "تشكيل حكومة يمينية مستقرة"، فيما شن بينيت هجوما على نتنياهو

بينيت ونتنياهو يتبادلان التهم.. لا حكومة إسرائيلية في الأفق

(تصوير: GPO)

تبادل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، الاتهامات حيال عدم التوصل إلى تفاهمات لتشكيل حكومة يمينية، فيما حاول الأول نزع الشرعية عن أي حكومة إسرائيلية تقام لا يكون على رأسها، معتبرا أن ذلك يعد "انقلابا على الديمقراطية"، في حين أعلن بينيت، للمرة الأولى، أنه سيعمل على تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في حال فشلت محاولات نتنياهو في "تشكيل حكومة يمينية مستقرة".

وفي مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، الأربعاء، شن بينيت هجوما على نتنياهو معتبرا أنه يسعى إلى جر النظام السياسي الإسرائيلي إلى انتخابات خامسة "مغلفة" بصيغة مغايرة تتمثل بـ"انتخابات مباشرة لمنصب رئيس الحكومة". وقال بينيت: "لا يمكن أن تكون دولة كاملة رهينة بيد السياسيين"، معتبرا أن نتنياهو يعمل على إفشال محاولات تحقيق رغبة الجماهير، مشددا على أن "الشعب يريد حكومة مستقرة، بينما يسعى نتنياهو إلى انتخابات خامسة قد تجر انتخابات سادسة وسابعة".

وأضاف بينيت أنه "نتنياهو يعتبر أنه لا يجب أن تقام حكومة إذا ما فشل هو في هذه المهمة"، وقال "نتنياهو ليس مستعدا لتقديم أي حل وسط لـ(رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون) ساعر، إنه يسعى لشيء واحد فقط - انتخابات خامسة". وذكر بينيت أنه "منذ تفويض نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة، عبّرت له عن دعمي لحكومة يمينية تحت قيادته؛ وللأسف، بعد ساعات وأيام طويلة في المفاوضات والمباحثات، إلا أن نتنياهو غير مستعد للتنازل".

وأوضح بينيت الحكومة التي يفضل تشكيلها وكيف سيتصرف في الأيام والأسابيع المقبلة، وقال: "حتى لا تكون هناك شكوك، إليكم ترتيب الأمور بالنسبة لي: الأولوية الأولى - تشكيل حكومة يمينية. نتنياهو، لديك أصواتنا، اذهب وشكِّل حكومة، هناك 14 يومًا أخرى، الأمر لم ينته، لا زال بإمكانك فعل ذلك. إذا فشل الليكود في المهمة، فعندئذ كأولوية ثانية، سأعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بشرط أن تكون حكومة جيدة ومستقرة. وشريطة أن أتمكن من الحفاظ على القيم والمبادئ الوطنية ورؤيتنا. لا أستطيع التأكيد على أن ذلك ممكن لكنني أعد ببذل قصارى جهدي".

من جانبه، عقد نتنياهو مؤتمرا صحافيا في أعقاب تصريحات بينيت، واعتبر خلاله أن بينيت "يعمل جاهدا ليكون رئيسًا للحكومة بسبعة مقاعد، وهذه إمكانية لن تحدث إلا إذا كان على رأس حكومة يسار"، واتهم نتنياهة بينيت بـ"عقد صفقة مع (رئيس حزب "يش عتيد"، يائير) لبيد"، مشددا على أن بينيت سعى جاهدا خلال الجلسات التي جمعتهما مؤخرا، للتوصل إلى اتفاق يتناوب بموجبه على منصب رئاسة الحكومة.

وقال نتنياهو إن "معظم الجمهور يريد مني الاستمرار في قيادة البلاد على رأس حكومة يمينية مستقرة وحقيقية"، وأضاف "لقد أعطى الجمهور لمعسكر اليمين 65 مقعدا حتى نتمكن من تشكيل حكومة يمينية مستقرة تعتني بكل المواطنين دون استثناء".

وأضاف "خلافا لمزاعمك يا نفتالي، أنت تفعل كل شيء حتى لا تُقام حكومة يمينية. أنت تعمل على خيار واحد فقط. أنت على استعداد لفعل أي شيء لتصبح رئيس حكومة بسبعة مقاعد. طريقك الوحيد هو أن تتولى رئاسة حكومة لبيد اليسارية. أنت تسميها حكومة وحدة وطنية - يا لها من مراوغة ومحاولة مكشوفة لخداع الجمهور".

وتابع أن "هذه بصقة في وجه الديمقراطية"، ودعا إلى ضرورة إجراء انتخابات مباشرة على منصب رئاسة الحكومة، معتبرا أنه ستشكل استفتاءً على شخصه، وذلك في ظل الخلاف الشخصي الحاصل والمسبب في الأزمة السياسية الراهنة، مشددا على أنه لا يوجد أي خلاف أيديولوجي يحول دون تشكيل حكومة يمينية في إسرائيل.

"نتنياهو خائف وهستيري"

من جانبه، غرّد لبيد على "توتير" معقبا على تصريحات نتنياهو، وقال إن "سماع نتنياهو يتحدث عن عدم الوفاء بالوعود، وعن خداع الجمهور وعن ذلك أن حكومة خاصة تشكل مشكلة... لا يوجد حد للاحتيال".

كما غرّد رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، مخاطبا نتنياهو قائلا: "بيبي، البصق في هذا الوجه هو جر المواطنين الإسرائيليين إلى الانتخابات لدوافع شخصية، ومنع إقرار الميزانية العامة خلال أزمة اقتصادية، وترك البلاد بدون وزير قضاء بسبب محاكمتك".

بدره، اختار رئيس حزب "يمينا" مهاجمة نتنياهو عبر استخدام عبارته الخاصة "إنهم خائفون" التي استخدمها نتنياهو خلال حملته الانتخابية عام 1999؛ وقال ليبرمان: "لم نشهد قط رئيس حكومة خائفا وهستيريا بهذا الشكل. إنه خائف".

بينيت في مرمى الليكود

وفي وقت سابق، اليوم، أصدر حزب الليكود بيانا، اليوم، هاجم فيه بينيت تحت عنوان "أزمة في الاتصالات بين الليكود وبينيت: بينيت يتجه مسرعا إلى حكومة يسار". وحسب بيان الليكود، فإنه "من خلال طموح لا يمكن السيطرة عليه بأن يكون رئيس حكومة بأي ثمن، بينيت – مع 7 أعضاء كنيست – مستعد لتنصيب حكومة يسار مع ائتلاف يضم 50 عضو كنيست من اليسار والمشتركة".

وأضاف البيان "هو يفعل ذلك خلافا لإرادة الناخب الذي منح 65 مقعدا لحكومة يمين، بخلاف مطلق لتعهداته الواضحة بألا يجلس في حكومة تحت لبيد واليسار، ورئيس حكومة لا يمكنه تولي المنصب مع 7 مقاعد لأن هذا ’ليس ديمقراطيا ولا أخلاقيا’".

وتابع بيان الليكود أن "حكومة اليسار المعطلة التي يشكلها بينيت ستنهار خلال أشهر معدودة وستؤدي إلى حل الكنيست وانتخابات عامة خامسة. وهي لن تصمد ولو يوما واحد أمام الضغوط الدولية ضد الاستيطان والجنود الإسرائيليين والسباق نحو اتفاقيات خطيرة مع إيران. كما أنها لن تتمكن من دفع إصلاح واحد لليمين".

واعتبر البيان أن "بينيت يرفض تأييد الحل الوحيد للمأزق السياسي غير المرتبط بالقضاء على اليمين: استفتاء شعبي سريع لانتخاب رئيس الحكومة وغير المقرون بحل الكنيست وانتخابات عامة أخرى. وسيكون بإمكان رئيس الحكومة المنتخب تشكيل حكومة على الفور. وأغلبية واضحة في الجمهور تؤيد هذا الحل. وإذا أراد بينيت حكومة يمين حقا، فهو ملزم بالإعلان فورا أنه يؤيد الاستفتاء الشعبي لرئاسة الحكومة، ووقف المفاوضات التي يجريها مع لبيد من أجل تشكيل حكومة يسار".

الحريديون لن يمنعوا حكومة بديلة

من جهة أخرى، رفض رئيس كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدي، موشيه غفني، خلال مقابلة إذاعية، في وقت سابق، اليوم، التعهد بأن تصوت كتلته ضد حكومة يشكلها رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، ورئيس حزب "يمينا"، بينيت. وقال غفني لإذاعة "كول بَرَمّا" إنه "سنسأل كبار (علماء) التوراة".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه في حال فشل نتنياهو، بتشكيل حكومة جديدة، وانتقل التفويض بتشكيل حكومة إلى لبيد وبينيت، فإن الأحزاب الحريدية لا تنفي إمكانية امتناع أعضاء كنيست فيها عن التصويت لدى تنصيب حكومة كهذه في الكنيست، إذا تشكلت، مقابل تعهدها بالحفاظ على الستاتيكو في العلاقة بين الدين والدولة ورصد ميزانيات للمعاهد الدينية الحريدية.

وأضاف غفني أن احتمالات تشكيل حكومة برئاسة لبيد وبينيت شبيهة باحتمالات تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو، أي أنها احتمالات ضئيلة، وكرر القول إن "يهدوت هتوراة سارت إلى جانب اليمين وحزب الليكود دائما"، وإذا تشكلت حكومة في "الجانب الآخر" فإن كتلته ستجلس في صفوف المعارضة.

التعليقات