النووي الإيراني: واشنطن تدرس إمكانية رفع مكثف للعقوبات عن طهران

تبحث إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تخفيف بعض العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، على إيران، لحثها على العودة إلى التزاماتها ضمن الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

النووي الإيراني: واشنطن تدرس إمكانية رفع مكثف للعقوبات عن طهران

الوفد الإيراني يصل إلى فندق "غراند فيينا" حيث تعقد المباحثات (أ ب)

تبحث إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تخفيف بعض العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، على إيران، لحثها على العودة إلى التزاماتها ضمن الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

جاء ذلك بحسب ما كشفت وكالة "أسوشييتد برس"، مساء الأربعاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قالت إنهم مطلعون على المداولات الجارية في فيينا في محاولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

ورفض المسؤولون الكشف عن العقوبات التي سيُناقش رفعها ضمن مباحثات فيينا؛ إلا أنهم أكدوا على انفتاحهم على رفع العقوبات غير النووية، كتلك المرتبطة بالإرهاب، وتطوير الصواريخ، وحقوق الإنسان، إضافة إلى تلك المتعلقة بالبرنامج النووي.

وذكر المسؤولون الأميركييون أنه "مع استمرار المحادثات غير المباشرة في فيينا هذا الأسبوع لاستكشاف إمكانية إحياء الاتفاق، يبحث مسؤولون أميركيون ما يمكن أن يقدموه من عروض لإيران، المتمسكة بشدة بضرورة رفع جميع العقوبات الأميركية".

وقال مسؤولو الإدارة الأميركية إن "ذلك ضروري بسبب ما وصفوه بالمحاولة المتعمدة من جانب إدارة ترامب لوأد أي عودة للاتفاق النووي"، بحسب "أسوشييتد برس".

يذكر أن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران ومجموعة 5 + 1 (واشنطن وموسكو وباريس ولندن وبكين وألمانيا)، كان يتعين على الولايات المتحدة رفع العقوبات المتصلة بالبرنامج النووي، دون غيرها من العقوبات.

وذكرت "أسوشييتد برس" أن المسؤولين الأميركيين اشترطوا التكتم بشأن هوياتهم لمناقشتهم مداولات لا تزال جارية.

واستأنفت أطراف الاتفاق النووي مفاوضاتها بالعاصمة النمساوية فيينا، أمس الثلاثاء، وسط حراك دبلوماسي وحديث إيراني عن تقدم في المفاوضات، يقابله تكتم أميركي بشأنها خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات عن طهران.

وقالت مصادر دبلوماسية إن مجموعات الخبراء التي شكلتها الأطراف المعنية بالمفاوضات بشأن الاتفاق النووي في فيينا، تواصل عملها بمناقشة القضايا التفصيلية المتعلقة برفع العقوبات الأميركية على إيران.

من جانبه، أعلن ممثل روسيا في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف أن الأطراف المشاركة في مفاوضات فيينا اتفقت على العمل بمجهود أكبر لإحياء الاتفاق النووي قبل نهاية مايو/أيار المقبل.

وقالت موسكو إن مسؤولين روسًا وأميركيين سيعقدون غدا الخميس جولة جديدة من المشاورات. وذكر أوليانوف أن هناك "كل الدواعي للتفاؤل الحذر" إزاء المفاوضات الجارية، لافتا إلى أن الأمور تتطور بطريقة قد تتيح قريبا حذف كلمة "الحذر" من هذه العبارة.

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن مسألة رفع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابفة على إيران ما زالت تشكل صعوبة بالغة في المفاوضات. وأوضح أن الإيرانيين يسعون إلى تخفيف العقوبات قدر الإمكان، في حين يعتقد الأميركيون أن بعض العقوبات لا علاقة لها بالاتفاق النووي، ولذلك يمكن إبقاؤها.

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، قد صرّح بأن المفاوضات على الطريق الصحيح، لكن ما زالت هناك تحديات وتفاصيل صعبة. كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن بلاده لن تقبل أي مقترح حول الملف النووي يعتمد على مبدأ "خطوة مقابل خطوة".

وأضاف زادة أن موقف بلاده بشأن ضرورة رفع العقوبات الأميركية لم يتغير، وأن طهران تطالب برفعها كافة. وشدد على أنه لا حاجة لمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع واشنطن لتعود إلى الاتفاق النووي.

التعليقات