08/09/2021 - 23:31

تعزُّز شبهات تقديم سجّانين ’مساعدة’ للأسرى: خشية من تصعيد يشمل إطلاق قذائف من غزّة

بينيت يجري تقييما للوضع داخل سجون الاحتلال بمشاركة الأجهزة الأمنية || تخشى أجهزة الأمن الإسرائيلية تصعيدا أمنيًّا، يُحتمَل أن تُطلَق خلاله قذائف من غزة باتّجاه إسرائيل || تعزُّز شبهات تقديم سجّانين ’مساعدة’ للأسرى

تعزُّز شبهات تقديم سجّانين ’مساعدة’ للأسرى: خشية من تصعيد يشمل إطلاق قذائف من غزّة

عناصر قوات الاحتلال في القدس، الأربعاء (أ ب)

أجرى رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نفتالي بينيت، مساء الأربعاء، تقييما للوضع داخل سجون الاحتلال، حيث تُشنّ حملة قمعٍ بحقّ الأسرى، منذ يوم الإثنين الماضي. فيما مدّدت سلطات الاحتلال، الطوق الأمنيّ المفروض على الضفة الغربية المحتلة، حتى السبت المقبل، في حين تخشى أجهزة الأمن الإسرائيلية تصعيدا أمنيًّا، يُحتمَل أن تُطلَق خلاله قذائف من غزة باتّجاه إسرائيل.

وشارك في اجتماع تقييم الوضع، وزير الأمن الإسرائيلي، ووزير الأمن الداخلي، ورئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، ومفوّض الشرطة، ومفوّض مصلحة السجون، ورئيس مجلس الأمن القومي، وغيرهم من كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وقال بينيت خلال التقييم، إنّ "الأحداث من المحتمل أن يكون لها تأثير على عدد من القطاعات، لذا؛ هناك جهد مشترك من قِبل جميع القوى الأمنية (الإسرائيلية)".

وذكر بينيت أن "إسرائيل مستعدة لأي سيناريو".

في السياق، قال متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان: "بناءً على تقييم الوضع الأمني ​​وجهود تحديد مكان الأسرى الفارّين، تقرَّر تمديد الإغلاق العام" في الضفة الغربية المحتلة "حتى منتصف ليل السبت (المقبل). وأشار البيان إلى أنّ ذلك "سيخضع لتقييم للوضع".

وفي ما يخصّ غزّة، ذكر البيان، أنه "سيتمّ فتح معابر البضائع في قطاع غزة ومنطقة يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) كما هو مخطط مساء (اليوم) الأربعاء، عند منتصف الليل".

وأضاف أنه "يمكن نقل العمال الذين يعملون" في الضفة، وكذلك "في الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية فقط، وبشرط موافقة منسق عمليات الحكومة في المناطق (المحتلة)".

وقال البيان إنه "في نهاية تقييمات الوضع التي قادها رئيس الأركان، أفيف كوخافي... تقرر تعزيز قوات الجيش الإسرائيلي" في الضفة، مُشيرا إلى أنّ ذلك سيكون من خلال الدفع بفِرق مُقاتِلة أخرى، بالإضافة إلى قوات أخرى.

شبهات تتعزّز

وتتنامى الشبهات حول تلقّي الأسرى مساعدة من قِبل سجّانين، بحسب ما أوردت هيئة البثّ الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الأربعاء.

وذكرت الهيئة أنّه "تمّ اليوم (الأربعاء) استجواب خمسة سجانين في سجن جلبوع للمرة الثانية".

وبحسب هيئة البثّ، فإنه يُتوقَّع أن تحقق الشرطة، الخميس، "مع اثنين من (عناصر) مصلحة السجون الذين شاركوا في اتخاذ قرارات في القضية".

أمام الجلبوع (أ ب)

وأوردت الهيئة نقلا عن مسؤولين مطّلعين على التحقيقات التي أُجريت الأربعاء، قولهم، إن "لدى الشرطة معلومات تعزّز الشكوك بأن الحراس ساعدوا (الأسرى) على الهروب من سجن الجلبوع".

وأشارت إلى أن الشرطة "تدخل مرحلة الاستجواب تحت التحذير (باستخدام أقوال المُحقّق معه في المحكمة)، بعد انتهاء جمع شهادات من 14 سجينًا وموظفًا في (جهاز) مصلحة السجون".

"زعزعة للاستقرار"

في السياق ذاته، أوضحت هيئة البثّ، أن الجيش الإسرائيلي في "حالة تأهب لمواجهة أعمال شغب"، وإلى احتمال "إطلاق قذائف من قطاع غزة"، صوب إسرائيل.

وأشارت إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية، تعرّف عملية الفرار، وتبعاتها، بأنها "زعزعة للاستقرار"، قد تؤدي إلى التصعيد.

وأوضحت أن الجيش "يستعد لمواجهة أعمال شغب خطيرة في (الضفة) واشتباكات خلال عمليات البحث عن (الأسرى)، بالإضافة إلى الاستعدادات لاحتمال إطلاق قذائف أثناء المطاردة، وبخاصة أثناء أسْر الفارّين".

ولفتت هيئة البثّ إلى أنّه "منذ التقديرات (التي أشارت) إلى أن جميع (الأسرى) الستة لا يزالون داخل إسرائيل، توجهت 14 سريَّة مقاتِلة في اليوم الأخير، إلى خطّ التماس (مع الأردن) لمنع مرور الأسرى إلى الأردن".

وقالت إنّ "النشاط في الوقت الحاليّ، يتركّز على تشكيل صور وضع استخباراتيّة، من قِبل جهاز الأمن العام ’الشاباك’"، في عمليّة "قد تستغرق عدة أيام".

يأتي ذلك بعد أن أشعل أسرى قسم 6 في سجن النقب الصحراوي (كتسيعوت)، النار في الزنازين، فيما أشعل أسرى في سجن ريمون، النيران في غرف بقسمَي 4 و5 في السجن.

في المقابل، تتزايد الخشية لدى مصلحة سجون الاحتلال، من فقدان السيطرة على الأوضاع في السجون.

وقال مكتب إعلام الأسرى، إن "حالة من التوتر الشديد تسود سجن ريمون في ظل القمع الهمجي المستمر بحق الأسرى والأوضاع هناك وصفت بالصعبة جدًا".

وأضاف: "حتى اللحظة الأسرى أحرقوا 7 غرف بشكل كامل و4 غرف بشكل جزئي في سجن النقب وغرفا في قسمي 4 و5 في سجن ريمون".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الحركة الوطنية الأسيرة النفير العام والتمرد على كافة قوانين مصلحة سجون الاحتلال، في حال استمرار الإجراءات القمعية والعقابية المتخذة بحقهم لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد تمكن ستة أسرى تنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن الجلبوع؛ فيما يستعد أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" لخوض إضراب عن الطعام، بدءا من الأسبوع المقبل.

من جانبها، طالبت هيئة شؤون الاسرى والمحررين "المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التحرك الآن وفورًا لوضع حد للنازية الإسرائيلية التي تمارسها إدارة سجون الإحتلال ووحدات القمع في هذه اللحظات في سجن النقب الصحراوي".

وحذرت الهيئة "من الصمت الدولي المعيب"، مشددة على أن "استمرار التصعيد بهذا الشكل يعني حرب حقيقية داخل السجون والمعتقلات، والمساس بحياة الأسراى لن يقابل إلا بمواجهة حقيقية ترتقي إلى مستوى الأحداث داخل السجون وخارجها، ولن نقبل بتحويل الأسرى إلى فريسة لتغطية حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية على إنكسارها أمام بطولة وعزيمة 6 أسرى، كسروا المنظومة الأمنية لأكثر سجن تغنت بتحصيناته إدارة السجون".

وتأتي إجراءات الاحتلال كعقاب جماعي للحركة الأسيرة بسجون الاحتلال، وذلك بعد أن تمكن ستة أسرى من محافظة جنين، من تنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن الجلبوع، فجر الإثنين الماضي، عبر نفق تمكنوا من حفره.

والأسرى الستة هم محمد قاسم عارضة ويعقوب محمود قدري وأيهم فؤاد كمامجي ومحمود عبد الله عارضة ("الجهاد الإسلامي") وزكريا الزبيدي ("شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح") وجميعهم من جنين.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن الإثنين الماضي، فرض الطوق الأمني على الضفة وغزة، بدءا من منتصف ليل الإثنين حتى اليوم الأربعاء المقبل، بزعم أنه يصادف ما يسمى "يوم الغفران".

وبحسب قرار سلطات الاحتلال، تم إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرق قطاع غزة وحاجز "إيرز" شماله.

وبذريعة "عيد العرش" الذي يوافق يوم 22 أيلول/ سبتمبر، ستغلق الأراضي الفلسطينية للمرة الثالثة عند منتصف ليل السبت/ الأحد، وذلك حتى مساء يوم الإثنين الأول من تشرين الأول/أكتوبر القادم.

وأعادت سلطات الاحتلال فتح المعابر مع قطاع غزة يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد إغلاق دام ثلاث أيام بحجة "رأس السنة العبرية".

التعليقات