08/09/2021 - 12:55

هيئة الأسرى: الحركة الأسيرة داخل السجون والمعتقلات تعلن النفير العام

أعلنت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، النفير العام والتمرد على كافة قوانين مصلحة سجون الاحتلال، في حال استمرار الإجراءات القمعية والعقابية المتخذة بحقهم لليوم الثالث على التوالي، فيما يستعد أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" لخوض إضراب عن الطعام

هيئة الأسرى: الحركة الأسيرة داخل السجون والمعتقلات تعلن النفير العام

اقتحام سابق لزنازين الأسرى في سجن عوفر (تصوير: مصلحة سجون الاحتلال)

أعلنت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، النفير العام والتمرد على كافة قوانين مصلحة سجون الاحتلال، في حال استمرار الإجراءات القمعية والعقابية المتخذة بحقهم لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد تمكن ستة أسرى تنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن الجلبوع؛ فيما يستعد أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" لخوض إضراب عن الطعام، بدءا من الأسبوع المقبل.

جاء ذلك بحسب ما كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء. وأوضحت الهيئة أن مشاورات سريعة حدثت بين قادة الحركة الأسيرة في السجون والمعتقلات، وتم الإتفاق على التصدي لهجمات وحدات القمع الخاصة وشرطة السجون بكل الوسائل والطرق.

ولفتت الهيئة إلى أن الأسرى أكدوا أنهم "لن يخضعوا لهذه الممارسات العنصرية الحاقدة، النابعة من الفشل العسكري والسقوط الأمني لحكومة الاحتلال وسجن الجلبوع تحديدًا".

وأشارت الهيئة إلى أن "حكومة الاحتلال وأجهزتها تعمل على التغطية على فشلها وانكسارها أمام الإرادة الصلبة للأسرى الفلسطينيين، من خلال هجمة شرسة على الأسرى داخل السجون والمعتقلات، وعلى أبناء الشعب الفلسطيني من خلال الاقتحامات والإعتقالات، والتي تركزت الليلة الماضية على أسر وعائلات الأسرى الستة الذين خرجوا عنوةً من سجن الجلبوع".

وجددت الهيئة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسساته للتحرك الفوري لـ"وضع حد لهذا الجنون الإسرائيلي في التعامل مع أسرانا ومعتقلينا"، لافتة إلى أن "استمرار الهجمة عليهم والمساس بهم سيشعل كل الساحات داخل السجون وخارجها، وستكون المؤسسات الدولية شريكة في هذه الجريمة في حال لم تتحمل مسؤولياتها، وسيدفع الاحتلال ثمنًا حقيقيًا على كل ممارساته".

وتسود حالة من التوتر الشديد، منذ الإثنين الماضي، داخل سجون الاحتلال نتيجة الإجراءات العقابية المتصاعدة التي اتخذها الاحتلال بحق الأسرى. فيما حذرت فصائل المقاومة وفي مقدمتها حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من الإجراءات الانتقامية التي يتعرض لها الأسرى.

وكانت التقارير التي أوردتها جهات مقربة من الحركة الأسيرة أن الأسرى سيعلنون خلال أيام معدودة عن مشروع إستراتيجي يشمل كافة السجون، لمواجهة هجمة الاحتلال التي تستهدفهم في كل النواحي والأصعدة.

وأفادت المصادر بأن "الهيئة التنظيمية لأسرى حماس اتخذت قرارا واضحا وقاطعا وتتشاور مع باقي التنظيمات حول الخطوة الإستراتيجية المرتقبة لمواجهة هجمة الاحتلال".

أسرى الجهاد يستعدون لخوض إضراب عن الطعام

أعلنت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة "الجهاد الإسلامي" في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، نيتها خوض إضراب مفتوح عن الطعام خلال الأسبوع القادم.

وقالت الهيئة القيادية، في بيان مقتضب: "سنقاوم اجراءات الإدارة القمعية ومستعدون لتقديم الشهداء في سبيل الدفاع عن كياننا التنظيمي ونستعد لخوض إضراب مفتوح عن الطعام خلال الأسبوع القادم، ما لم تتوقف الهجمة الشرسة بحقنا".

وتحاول مصلحة سجون الاحتلال إغلاق أقسام أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" وتوزيعهم على زنازين يقبع فيها أسرى فصائل فلسطينية أخرى، في محاولة لمنع وجود أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" في غرف تنظيمية.

عقاب جماعي وقمع متواصل

وكانت مصلحة سجون الاحتلال قد فرضت إجراءات عقابية جماعية على الأسرى، بما في ذلك إغلاق جميع الأقسام في كافة السجون ومنع الأسرى من الخروج إلى الفورة (ساحة السجن) والامتناع في بعض الأحيان عن توزيع الطعام على الأقسام، إضافة إلى عزل العشرات من أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" وتحويل قياداتهم إلى التحقيق في سجن الجلمة.

وقررت مصلحة سجون الاحتلال، منذ الأمس، تقليص مدة الفورة إلى ساعة واحدة، وتقليص عدد الأسرى في ساحات السجون، وإغلاق متجر الأسرى الذي يشترون منه احتياجاتهم الخاصة (الكانتينا).

كما أغلقت سلطات الاحتلال السجون أمام زيارة المحامين والأهالي، بحسب ما ذكرت هيئة شؤون الأسرى.

سلطات الاحتلال تتحمل المسؤولية كاملة عن حياة أسرى

بدورها، حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة، المسؤولية كاملة "عن حياة الأسرى الستة الذين تمكنوا من الفرار من سجن الجلبوع، ومعاناة ذويهم وأقاربهم، وعن تداعيات اعتقالهم والضغط عليهم وابتزازهم وترهيبهم".

وأدانت الخارجية في بيان صحافي صدر عنها اليوم، "حملة القمع والتنكيل وعمليات التصعيد الوحشي التي تمارسها دولة الاحتلال ومصلحة إدارة سجونها بحق كافة الأسرى الذي جرى نقلهم إلى سجون أخرى، بما في ذلك اقتحامات السجون وأقسامها والاعتداء على الأسرى، والتضييق عليهم، عبر تنقلات تعسفية وعمليات عزل فردية وجماعية، ومحاربتهم في كمية الغذاء، والماء، التي يمنحها القانون الدولي لهم".

وأشارت إلى أن "عقلية الاحتلال الاستعمارية العنصرية التي تعمل وتستهدف الأسرى هي ذاتها التي تستبيح المدن والبلدات والقرى والمخيمات، وتنكل بالمواطنين بشكل مستمر، في عملية متصاعدة نشهد في هذه الأيام أحد أشكالها؛ بحجة البحث عن الأسرى الستة".

وأكدت الخارجية أنها تتابع تداعيات ما يجري بـ"اهتمام بالغ على المستويات كافة، وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان، والصليب الأحمر الدولي، والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، ومحكمة الجنائية الدولية، وتحث الأخيرة على سرعة البدء في تحقيقاتها بجرائم الاحتلال".

وطالبت الخارجية، المنظمات الدولية بـ"تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من انتهاكات وجرائم ومخالفات صريحة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وللضغط على حكومة الاحتلال لوقف اختطافها واستفرادها بالأسرى".

قوات الاحتلال تنكل بالأسرى في سجن الجلبوع

وفجر اليوم، نفذت وحدات إسرائيلية خاصة، عملية اقتحام وتنكيل بأسرى فلسطينيين في سجن الجلبوع.

وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إن وحدات خاصة إسرائيلية قد اقتحمت قسم 3 في سجن الجلبوع، ونكّلت بالأسرى وشرعت بعملية نقل عدد منهم إلى سجن شطة المجاور.

وأوضح نادي الأسير أن العقوبات الجديدة جاءت بعد أن سكب معتقل فلسطيني يدعى مالك حامد، الماء الساخن على أحد السجانين، ردا على عمليات التنكيل التي تنفذها القوات. وأوضح النادي أن حالة من التوتر تسود في السجن.

ومساء أمس الثلاثاء، قمعت القوات التابعة لمصلحة سجون الاحتلال الأسرى في سجن عوفر وذلك بعد رفض أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" التنقل والإجراءات التعسفية والعقابية التي تنفذ بحق الأسرى.

وامتنعت مصلحة السجون عن تفريق أسرى "الجهاد الإسلامي" من سجن عوفر إلى سجون أخرى إثر تهديد من الأسرى بحرق زنازينهم ومخالفة القرارات وإيذاء حراس السجن، على حد تعبير صحيفة "هآرتس".

وتأتي إجراءات الاحتلال كعقاب جماعي للحركة الأسيرة بسجون الاحتلال، وذلك بعد أن تمكن ستة أسرى من محافظة جنين، من الهروب من سجن الجلبوع، فجر الإثنين الماضي، عبر نفق تمكنوا من حفره.

والأسرى الستة هم محمد قاسم عارضة ويعقوب محمود قدري وأيهم فؤاد كمامجي ومحمود عبد الله عارضة ("الجهاد الإسلامي") وزكريا الزبيدي ("شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح") وجميعهم من جنين.

التعليقات