السودان: مواصلة التعبئة لمواجهة الانقلاب والترويكا تحذر البرهان من "الإجراءات الأحادية"

أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، اليوم الثلاثاء، أن سفراءها التقوا مع قائد الانقلاب العسكري في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأبلغوه بضرورة إعادة القيادة المدنية إلى السلطة

السودان: مواصلة التعبئة لمواجهة الانقلاب والترويكا تحذر البرهان من

(أرشيفية - أ ب)

أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، اليوم الثلاثاء، أن سفراءها التقوا مع قائد الانقلاب العسكري في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأبلغوه بضرورة إعادة القيادة المدنية إلى السلطة في السودان.

وقالت الدول الثلاث المعروفة باسم ترويكا السودان، في بيان صدر عنها بعد الاجتماع: "حذرنا البرهان من الخطوات الأحادسة، وأكدنا ضرورة إعادة الوثيقة الدستورية وإعادة رئيس الوزراء (عبد الله) حمدوك لمنصبه كأساس للمناقشات حول كيفية تحقيق شراكة مدنية عسكرية، وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية تعكس بصدق تطلعات الشعب السوداني الذي أظهر شجاعة وثباتاً ملحوظين عند الدفاع عن حقوقه الديمقراطية".

وأشار البيان إلى أن "من شأن ذلك أن يعكس تعهد البقاء على المسارالصحيح نحو انتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية". وأوضح البيان أن السفراء "حثوا البرهان على الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ورفع حالة الطوارئ، وإنهاء العنف ضد المتظاهرين السلميين كخطوات أساسية نحو استئناف الانتقال الديمقراطي في السودان".

أمر قضائي بإعادة الإنترنت في السودان

هذا وأمرت محكمة سودانية، اليوم، بإعادة تشغيل شبكة الإنترنت المقطوعة في البلاد منذ انقلاب البرهان على شركائه المدنيين في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب ما قال أحد المحامين لـ"فرانس برس".

وفيما توقع أن تنفذ شركات الاتصالات الحكم فوراً كما جاء في نص الحكم، لم يصدر أي تعليق عن السلطات الانقلابية ولا شركات الاتصال.

ويُعدّ حكم المحكمة واحدًا من مناهضة الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش خلال الأسبوعين الماضيين، فيما دخلت نقابة العاملين بالسلطة القضائية على خط العصيان المدني بإعلانها الدخول في إضراب عن العمل اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، وذلك في سياق التصعيد ضد انقلاب الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وانقطع الإنترنت على نطاق واسع في السودان، منذ أعلن البرهان حلّ مؤسسات الحكم الانتقالي، وأوقف رئيس الوزراء، حمدوك، والعديد من الوزراء والسياسيين.

ولكن المعارضين للانقلاب لجأوا إلى أساليب تقليدية فدعوا إلى عصيان مدني من خلال الرسائل النصية القصيرة (إس إم إس) أو من خلال منشورات تُوزع على المنازل.

وتم قطع خدمة الهاتف كذلك في السودان في بعض الأوقات وخصوصا أثناء التظاهرات الحاشدة التي نظمت ضد الانقلاب في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ووعد الفريق البرهان، غداة انقلابه، بعودة خدمة الإنترنت "تدريجيا" بعد أن اتهم الشبكة العنكبوتية بأنها آلة لصنع "الفتنة".

تجمع "المهنيين السودانيين" يعلن جداول التصعيد الثوري

وعلى صلة، أعلنت نقابة أساتذة جامعة الخرطوم تنظيم وقفة احتجاجية ضد الانقلاب، اليوم الثلاثاء، مع مواصلة الإضراب عن العمل، فيما أصدر تجمع "المهنيين السودانيين" جداول التصعيد الثوري التي تتواصل اليوم بمشاركة الأجسام المهنية والنقابية والعمالية، في فعاليات المواكب المعلنة بواسطة لجان المقاومة.

ويوم غد، الأربعاء، ينظيم الحراك الثوري في السودان، وقفات احتجاجية وتتريس الشوارع، ومواكب توعوية ودعائية، على أن يخصص يوم الخميس المقبل للتوقيع على دفتر الحضور الثوري والدعاية لمليونية السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني، تحت شعار "إسقاط المجلس العسكري الانقلابي".

وذكر تجمع المهنيين في بيانه أن "الشعب السوداني قادر وبكل عزيمة، ومن أجل الدولة المدنية الكاملة، على استخدام كل وسائل المقاومة الرافضة للانقلاب العسكري"، وحث جميع القطاعات على المشاركة في مليونية يوم السبت المقبل، التي دعت إليها لجان المقاومة في كل مدن وقرى السودان "من أجل مواصلة المد الثوري لإسقاط المجلس العسكري المجرم".

هذا، ووقع 12 تنظيمًا نقابيًا على بيان جديد، أعلنوا فيه التوافق على الجداول الثورية التي تقررها لجان المقاومة ولجان الميدان بأجسامها المهنية والكيانات السياسية الوطنية الساعية لإسقاط المجلس العسكري ومحاكمة قادته، واستكمال بنود الثورة الواردة في إعلان "الحرية والتغيير"، وعلى رأسها التعجيل بمحاكمة رموز وقيادات نظام الإنقاذ البائد، وتفكيك تمكينه المستشري في كل مفاصل الدولة السودانية من مؤسساتها العسكرية حتى أصغر مؤسسة، وتعهدت بتنظيم الإضرابات السياسية.

وقُتل 14 متظاهرا على الأقل في قمع التظاهرات المعارضة للانقلاب، وفقا للجنة الأطباء المركزية. كما اعتقل عشرات من الناشطين من أنصار الحكم المدني في السودان.

التعليقات