نبرة موسكو تتغيّر باتجاه التصعيد.. وواشنطن تكشف "خطّة الغزو"

طالبت روسيا الولايات المتحدة الأميركية، اليوم، الخميس، بسحب قواتها من وسط وشرقي أوروبا ومن دول البلطيق، وهدّدت بأنها "ستضطر للتحرك" في حال رفض الأميركيون مطالبها.

نبرة موسكو تتغيّر باتجاه التصعيد.. وواشنطن تكشف

دمار بعد القصف شرقي أوكرانيا (أ ب)

طالبت روسيا الولايات المتحدة الأميركية، اليوم، الخميس، بسحب قواتها من وسط وشرقي أوروبا ومن دول البلطيق، وهدّدت بأنها "ستضطر للتحرك" في حال رفض الأميركيون مطالبها.

وتغيّرت اللهجة الروسية، الخميس، من التأكيد على التهدئة، إلى التهديد بعمل عسكري في حال عدم الاستجابة لها.

كما أعلنت الخارجية الروسية طرد نائب السفير الأميركي لديها، في أحدث تصعيد للأزمة.

وعلى حسابها على تطبيق تلغرام، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنّ هذا الإجراء جاء ردًّا على قيام الولايات المتحدة أخيرًا بطرد دبلوماسي روسي من واشنطن "في شكل غير مبرّر".

من جهته، نقلت "رويترز" عن الرئيس الأميركي، جو بايدن، قوله إنّ "كل الإشارات تؤكد بأن الروس مستعدّون لاقتحام أوكرانيا خلال أيام".

بينما قالت موسكو في ردّها على الغرب بشأن الضمانات الأمنية إن "لا خطط لديها لغزو أوكرانيا"، بحسب ما نقلت "إنترفاكس".

ورفضت روسيا إصرار الولايات المتحدة على سحب موسكو لقواتها من "مناطق معيّنة على أراضيها"، قائلة إنّ "وجود القوات الروسية على أراضيها لا يقوض الأمن الأميركي".

وتابعت موسكو في ردّها على الضمانات الأمنية أنّ "تخفيض المخاطر العسكرية غير ممكن دون تخلّي الناتو عن تصرفاته التي تهدد روسيا"، وأنّ "عدم استعداد واشنطن للاتفاق مع موسكو سيدفعها للرد عبر إجراءات عسكرية تقنية".

سيناريو الغزو الروسي

وفي مجلس الأمن، عرض وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، السيناريو الذين تتوقعه الاستخبارات الاميركية ويتضمّن إطلاق "صواريخ وقنابل" على أوكرانيا، إضافة إلى "هجمات إلكترونية" على "مؤسسات أوكرانية حيوية"، ثم عملية توغل "لدبابات وجنود تستهدف أهدافًا رئيسية"، بينها العاصمة الأوكرانية.

بلينكن خلال جلسة مجلس الأمن (أ ب)
بلينكن خلال جلسة مجلس الأمن (أ ب)

وقال بلينكن، الذي ألغى رحلة له إلى الخارج في الدقيقة الأخيرة وتوجّه نحو مجلس الأمن، "أنا هنا اليوم ليس لبدء حرب بل لتجنّب" اندلاعها، مضيفًا أنّه اقترح، الخميس، على لافروف أن يلتقيا "الأسبوع المقبل في أوروبا".

وأضاف "لا اشك في ان الرد على تصريحاتي اليوم هنا سيكون مزيدًا من الإنكار من جانب الحكومة الروسية".

وتابع بلينكن "تستطيع الحكومة الروسية أن تعلن اليوم أنها لن تجتاح أوكرانيا، أن تقول ذلك بوضوح أمام العالم أجمع، ثم تعمد إلى إثبات ذلك عبر إعادة جنودها ودباباتها وطائراتها إلى ثكناتهم ومخازن (السلاح)، وعبر إرسال دبلوماسييها إلى طاولة المفاوضات. في الأيام التالية، سيتذكر العالم هذا الالتزام أو رفض القيام بذلك".

وأورد أن "معلوماتنا تظهر بوضوح" أن القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، "بما فيها قوات برية وطائرات، تستعدّ لشنّ هجوم على أوكرانيا في الأيام المقبلة".

وأمس، الأربعاء، جدّدت الخارجية الأميركية التأكيد على أن بلينكن مستعدّ للقاء نظيره الروسيّ، سيرغي لافروف، بمجرّد تسلّم هذه الرسالة والاطّلاع على مضمونها.

ووعد لافروف بجعل مضمون الرسالة الروسية "علنيا".

المقترحات الأميركية

ورفعت واشنطن مقترحاتها الخطية في 26 كانون الثاني/يناير، لكنّها رفضت المطالب الروسية الرئيسيّة، ومن بينها ضمانة رسمية بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وسحب قوات للحلف منتشرة على مقربة من روسيا.

في المقابل، تقترح الولايات المتحدة إجراء نقاشات حول نشر الصواريخ في أوروبا، وقيودًا متبادلة على المناورات العسكرية.

واقترحت واشنطن، في كانون الثاني/يناير، تقديم "التزامات متبادلة من جانب الولايات المتحدة وروسيا بعدم نشر أنظمة إطلاق صواريخ هجومية من الأرض، وعدم نشر قوات قتالية دائمة على الأراضي الأوكرانية".

كما اقترحت أن تفحص موسكو بعض البنى التحتية العسكرية التي تقلقها في أوروبا.

وأعربت الولايات المتحدة، أيضًا، عن استعدادها لمناقشة "عدم تجزئة الأمن". ويرتكز الكرملين على هذا المفهوم للمطالبة بانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من جواره، بحجة أن أمن البعض لا يمكن أن يتحقق على حساب الآخرين، رغم حق كل دولة، بينها أوكرانيا، في اختيار تحالفاتها.

التعليقات