تواصل الحراك الدبلوماسي لمنع "غزو روسي" يراه الغرب "وشيكا" لأوكرانيا

أعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، اليوم الأحد، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، اتفق مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا؛ فيما صعّدت واشنطن من تحذيراتها بأن روسيا "على وشك" أن تغزو أوكرانيا

تواصل الحراك الدبلوماسي لمنع

(أرشيفية - أ ب)

أعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، اليوم الأحد، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، اتفق مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا؛ فيما صعّدت واشنطن من تحذيراتها بأن روسيا "على وشك" أن تغزو أوكرانيا، وذلك في أعقاب الإعلان عن تمديد التدريبات العسكرية الروسية - البيلاروسية، بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت فرنسا عن محادثات مرتقبة خلال الساعات المقبلة، بين الرئيس الفرنسي، ونظيريه الأميركي والألماني، وذلك بعدما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيسين الفرنسي والروسي اتّفقا على "تكثيف الجهود الدبلوماسية" في الملف الأوكراني.

وأفاد الإليزيه بأن ماكرون سيجري محادثات "خلال الساعات المقبلة" مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن الأزمة الأوكرانية. كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون قد يجري محادثات أيضًا مع رئيسي الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والإيطالي ماريو دراغي، وكذلك مع "شركاء مقربين آخرين".

وعلى الصعيد الميداني، أفادت شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، بأن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية بأن القوات الروسية "تلقت أوامر بالمضي في غزو أوكرانيا".

وأضافت أن "القادة على الأرض يضعون خططا محددة" للغزو المحتمل.

مسنة تسير في منطقة تشهد مواجهات عسكرية؛ لوهانسك، شرقي أوكرانيا (أ ب)

كما نقلت "سي إن إن" عن مسؤول أميركي رفيع (لم تسمه)، أن التقييمات الاستخباراتية تشير إلى أن 75% من القوات التقليدية الروسية بوضعية هجومية ضد أوكرانيا.

وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيستهدف مدنا عدة.

وذكرت مصادر "بلومبيرغ" أن "الغزو الروسي لأوكرانيا قد يستهدف خاركيف في الشمال الشرقي وأوديسا وخيرسون في الجنوب".

وصرّح مسؤولون أميركيون لـ"إن بي سي نيوز" الأميركية، بأن هناك "تحركات ميدانية تشير إلى تنفيذ العسكريين الروس أوامر ببدء عملية واسعة ضد أوكرانيا".

من جانبه، نفى السفير الروسي في واشنطنن هذه التقديرات، وشدد على أنه "لا يوجد غزو روسي لأوكرانيا وقواتنا موجودة داخل أراضينا ولا تشكل تهديدا لأحد".

واشنطن: كل شيء يشير إلى أن روسيا توشك على غزو أوكرانيا

بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبر قناة "سي بي إس" أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مستعدّ "للقاء" نظيره الروسي، فلاديمير بوتين "في أي وقت وبأي صيغة إذا كان ذلك يسمح بتجنّب حرب" في أوكرانيا.

وقال بلينكن إن كل شيء يشير إلى أن روسيا على شفا غزو أوكرانيا، ومع ذلك أضاف أن الولايات المتحدة ملتزمة حتى آخر دقيقة باغتنام كل فرصة لترى ما إذا كانت الدبلوماسية ستردع روسيا عن الغزو.

وأكد بلينكن، الذي كان تحدث كذلك لقناة "سي إن إن"، موقف واشنطن الذي يرى أن التأثير الرادع للعقوبات سيضيع إذا فُرضت قبل الغزو، رغم مطالبة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس، السبت، بفرضها.

أوكرانيا تتسلم شحنات عسكرية من الناتو (أ ب)

وقال وزير الخارجية الأميركي إن "كل ما نراه يشير إلى أن هذا أمر في غاية الخطورة، بأننا على وشك غزو. سنبذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعه قبل حدوثه"، مشيرا إلى أن الغرب مستعد بشكل متواز إذا أقدمت موسكو على تنفيذ الغزو.

وتابع "إلى أن تتحرك الدبابات بالفعل وتحلق الطائرات، سنستغل كل فرصة وكل دقيقة لدينا لمعرفة ما إذا كانت الدبلوماسية ما زالت قادرة على إثناء الرئيس (فلاديمير) بوتين عن المضي قدما".

وقال بلينكن إن اجتماعه المزمع مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما زال قائما، الأسبوع المقبل، ما لم تقدم موسكو على الغزو.

الكرملين: استفزازات الأوكرانيين "سبب" التصعيد في دونباس

من جانبها، أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، أن بوتين "أشار خلال المحادثة الهاتفية مع ماكرون إلى أن استفزازات العسكريين الأوكرانيين هي سبب التصعيد في دونباس".

وشدد بوتين لماكرون على أن كييف ترفض بشدة تنفيذ اتفاقيات مينسك، بحسب البيان نفسه. كما لفت إلى أن إمداد حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأوكرانيا بالسلاح يدفعها لحل الأزمة في دونباس عسكريا.

وبخصوص مطالب روسيا الأمنية، قال بوتين إن "على الولايات المتحدة وحلف الناتو التعاطي بجدية مع مطالب روسيا الأمنية وتقديم إجابات موضوعية".

أوكرانيا تتسلم شحنات عسكرية من الناتو (أ ب)

واختتم الكرملين بالقول لقد "اتفق بوتين وماكرون على أهمية تكثيف جهود البحث عن حلول للأزمة في دونباس عبر خطوط وزارات الخارجية، والمستشارين السياسيين لصيغة نورماندي".

و"رباعية نورماندي" معنية ببحث سبل حل الأزمة شرقي أوكرانيا، وعقدت قمتها السابقة قبل أسبوعين في العاصمة الفرنسية باريس، وسط توترات متزايدة في المنطقة.

يشار أن قمة رباعية عقدت بين روسيا، وأوكرانيا، وألمانيا، وفرنسا في حزيران/ يونيو 2014 خلال احتفالات الذكرى السبعين لعملية إنزال الحلفاء في النورماندي بفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وعرفت حينها بـ"رباعية نورماندي".

وفي 12 شباط/ فبراير 2015، توصل قادة البلدان الأربعة، إلى اتفاق في العاصمة البيلاروسية مينسك، يقضي بوقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا وإقامة منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة.

وعُرف الاتفاق بـ"اتفاق مينسك 2" ويعتبر تطويرا لـ"اتفاق مينسك 1" الذي وقعه ممثلو الحكومة الأوكرانية والانفصاليون، برعاية روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم 20 أيلول/ سبتمبر 2014.

"بوتين يؤكد نيته سحب القوات الروسية من بيلاروسيا"

وكرر الرئيس الروسي، بوتين تأكيده على "نيته سحب قواته" من بيلاروسيا "حين تنتهي المناورات المستمرة" في هذا البلد، وفق ما أفاد الاليزيه إثر المباحثات الهاتفية بين ماكرون وبوتين.

وأضافت الرئاسة الفرنسية "ينبغي التحقق من كل ذلك، هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت"، مع "الملاحظة أن تصريحات سلطات بيلاروسيا" التي أكدت بقاء القوات الروسية "لا تنسجم مع تصريحات الرئيس بوتين".

تدريبات للجيش الأوكراني (أ ب)

وأعلنت مينسك، حليفة موسكو في أزمتها مع الغربيين، أن القوات الروسية الموجودة على أراضيها منذ العاشر من شباط/ فبراير الجاري، لإجراء مناورات عسكرية من المقرر أن تنتهي الأحد، ستبقى من أجل إجراء مناورات أخرى مماثلة.

منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعقد اجتماعا طارئا لبحث الأزمة

وتعقد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اجتماعا طارئا لممثليها الدائمين، يوم غد، الإثنين، في محاولة لايجاد حل للأزمة في شأن أوكرانيا، وفق ما أعلنت الرئاسة البولندية للمنظمة، مساء اليوم، الأحد.

وقال نائب وزير الخارجية البولندي، بافيل جابلونسكي، إن "الاجتماع سيعقد الإثنين" بناء على طلب أوكرانيا، وذلك على وقع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب. فيما أوضح مسؤولون أميركيون أن الاجتماع سيبدأ في الساعة 16:00.

ورصد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خلال الأيام الأخيرة، تصاعدا لوتيرة المعارك في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لموسكو والجيش الأوكراني، مع تسجيل مئات الهجمات بقذائف الهاون والمدفعية.

تدريبات عسكرية للمدنيين في كييف استجابة لحالة حرب محتملة (أ ب)

وتأتي هذه الخروق لوقف إطلاق النار مع اتهام الولايات المتحدة لروسيا بأنها تعتزم غزو اوكرانيا عبر حشد نحو 150 الف جندي على حدود هذا البلد، الأمر الذي واظبت موسكو على نفيه.

وأوضح ممثل بولندا في منظمة الأمن والتعاون، آدم هالاتشينسكي، أن أوكرانيا طلبت عقد هذا الاجتماع لمناقشة "التدهور السريع للوضع الأمني على الأرض".

من جهته، أوضح جابلونسكي "أن هدف (اللقاء) هو مناقشة كل ما جرى في الساعات الأخيرة وماهية التدابير التي يجب أن تتخذها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ظل هذا الوضع، والهدف خصوصا هو احتواء التوتر".

وأضاف "سنستخدم كل الأدوات المتوفرة لتجنب نزاع مسلح". وتتولى بولندا هذا العام الرئاسة الدورية للمنظمة التي تتذخ من فيينا مقرا لها وبين أعضائها روسيا وأوكرانيا.

التعليقات