بوتين: "لا أفق" لاتّفاقات "مينسك" في حلّ النزاع بأوكرانيا

بوتين: "لا أفق" لاتّفاقات مينسك في حلّ النزاع في أوكرانيا || موسكو تعلن القضاء على مجموعتين من "المخربين" الأوكرانيين وأسْر جندي أوكراني || أوكرانيا تطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن.

بوتين:

عناصر أمن أوكرانيّ عند نقطة تفتيش ("أ ب")

قال الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، إن اتفاقات "مينسك" التي أُبرمت في 2015 لإحلال السلام في شرق أوكرانيا بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو، ليس لها "أيّ أفق" بالنجاح، متّهما الحكومة الأوكرانية بإفشالها، فيما أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية، ألكسندر بورتنيكوف، خلال اجتماع مع بوتين، أن روسيا قضت على مجموعتين من "المخربين" الأوكرانيين وأسَرَت جنديا أوكرانيا. وفي المقابل، حذّر مسؤولون غربيون، من أن الصورة العامة "قاتمة للغاية مع تراكم سحب العاصفة على الحدود الأوكرانية"، بينما طلبت أوكرانيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدوليّ بشأن الأزمة.

وذكر بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي: "لقد أدركنا أنّ (الاتفاقات) ليس لها أيّ أفق مطلقا".

وقال بورتنيكوف خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي: "الليلة الماضية، توجّهت مجموعتان من المخربين من القوات الأوكرانية إلى الحدود الروسية (...) بعد اشتباكات، تم القضاء على هاتين المجموعتين. وأُسر أحد الجنود الأوكرانيين".

وذكر بوتين أنه من الضروري دراسة طلب منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا من روسيا الاعتراف بأنهما مستقلتان.

خلال اجتماع مجلس الأمن في الكرملين ("أ ب")

وأضاف بوتين في تصريحات بثها التلفزيون أن التهديد لروسيا سيزداد بشكل كبير إذا انضمت أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي.

وكان زعيما جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية قد طلبا من بوتين في وقت سابق اليوم الاعتراف بهما منطقتين مستقلتين.

وإذا اتخذت روسيا هذه الخطوة، فقد تمهد الطريق أمام موسكو لإرسال قوات عسكرية إلى كلا المنطقتين، بذريعة أنها تتدخل كحليف لحمايتهما من أوكرانيا.

"تغيير في موقف واشنطن"

وقال بوتين إن نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أبلغه بحدوث تغيير في موقف واشنطن إزاء المطالب الأمنية الروسية. لكنه لا يعرف ما هو التغيير.

وأضاف بوتين أن ماكرون أبلغه أيضا بأن القيادة الأوكرانية مستعدة لتنفيذ عملية مينسك للسلام وبأنها تعمل على أفكار جديدة لإجراء انتخابات في منطقتين انفصاليتين.

عناصر من الجيش الأوكراني ("أ ب")

وكان بوتين يعلق في تصريحاته على تقييم من مبعوثه الخاص لأوكرانيا، دميتري كوزاك، الذي قال إنه يعتقد بأن كييف لن تنفذ اتفاقيات السلام أبدا.

وأبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بوتين اليوم، بأن أوكرانيا حشدت قوات كثيرة بالقرب من مناطق الانفصاليين في شرق البلاد، وربما تستعد لمحاولة استعادتها بالقوة، وهو أمر نفته كييف مرارا.

واتهم شويغو، أوكرانيا، بتكثيف قصفها لمناطق الانفصاليين.

وفي وقت سابق، قالت روسيا إن قذيفة أُطلقت من الأراضي الأوكرانية دمرت نقطة لحرس الحدود في منطقة روستوف الروسية، في حين نفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الواقعة.

لافروف يؤكّد أنّه سيلتقي بلينكن في جنيف الخميس

وفي سياق ذي صلة، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، أنه سيلتقي نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن في جنيف الخميس، في وقت تزداد فيه حدة التوترات في ظل المخاوف من غزو روسي محتمل لأوكرانيا.

وقال لافروف خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للكرملين إنه تحدّث مع بلينكن عن مطالب روسيا الأمنية وسيعقد وإياه اجتماعا آخر "في 24 شباط/ فبراير في جنيف".

قلق غربيّ؛ صورة "قاتمة"

وقال ثلاثة مسؤولين غربيين اليوم، إن المخاوف الغربية من غزو روسي لأوكرانيا زادت في الأيام القليلة الماضية، وإن التوقعات قاتمة على ما يبدو.

وأضاف المسؤولون الذين أوردت وكالة "رويترز" للأنباء تصريحاتهم، دون أن تسمّهم، أن الوحدات العسكرية الروسية تستعد لغزو أوكرانيا، وأن هناك تصعيدا بشأن ما يُعتقد أنها استفزازات في منطقتين انفصاليتين مدعومتين من روسيا في أوكرانيا.

وذكر المسؤولون أن الصورة العامة "قاتمة للغاية مع تراكم سحب العاصفة على الحدود الأوكرانية".

البيت الأبيض: أي غزو روسي سيسعى إلى "سحق" الأوكرانيين

من جانبه، أفاد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جايك ساليفان، اليوم الإثنين، أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيقوم على إستراتيجية قاسية تستهدف "سحق" المدنيين.

وقال ساليفان لشبكة "إن بي سي نيوز" إن الغزو الذي تحذّر واشنطن والغرب من أنه قد يتم في أي لحظة، سيتمثّل بعملية "عنيفة للغاية".

("أ ب")

وأضاف: "لكن لدينا معلومات استخباراتية أيضا تشير إلى أن شكلا أكبر حتى من أشكال القسوة" سيتخللها. وتابع "ستكون حربا تخوضها روسيا ضد الشعب الأوكراني لقمعه وسحقه وإيذائه".

وزراء خارجية دول البلطيق في أوكرانيا هذا الأسبوع

وأعلن وزراء خارجية دول البلطيق الثلاثة إستونيا ولاتفيا وليتوانيا أنهم سيتوجهون إلى أوكرانيا هذا الأسبوع.

وكتب وزير خارجية لاتفيا، إدغارس رينكيفتش في تغريدة، أن هدف الزيارة هو "التعبير عن التضامن والدعم لأوكرانيا في معركتها من أجل استقلالها وسلامة أراضيها".

بدوره، قال نظيره الليتواني، غابرييلوس لاندسبرغيس: "إذا هناك مكان يجب أن يكون فيه المسؤولين السياسيين في الاتحاد الأوروبي الآن، فهو مع أصدقائنا الأوكرانيين".

وقال مسؤولون إنه من المقرر أن يبدأ الوزراء الثلاثة زيارتهم الأربعاء أو الخميس وأن يبقوا في أوكرانيا حتى الجمعة المقبل.

وأرسلت دول البلطيق الثلاث التي كانت سابقًا جزءًا من الاتحاد السوفييتي على غرار أوكرانيا، أسلحة إلى كييف في الأسابيع الأخيرة.

ودعت الدول الثلاث إلى ردّ حازم من جانب حلف شمال الأطلسي على الانتشار العسكري الكثيف للقوات الروسية حول أوكرانيا، وطالبت الدول الأخرى في الحلف بإرسال تعزيزات إلى أراضيها.

وإضافة إلى مطلبها عدم ضمّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وضعت روسيا لائحة مطالب أمنية من بينها خصوصًا انسحاب القوات الإضافية التابعة لحلف شمال الأطلسي المنتشرة في الدول الشرقية الأعضاء في الحلف.

وطلبت أوكرانيا، اليوم، عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة احتمالات تعرّضها لغزو روسي، مشيرة إلى التطمينات الأمنية التي حصلت عليها مقابل التخلّي عن ترسانتها النووية عام 1994.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا في تغريدة "طلبت رسميا بمبادرة من الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، عقد مشاورات فورا بموجب البند السادس من تفاهم بودابست"، وهو الاتفاق التاريخي العائد إلى العام 1994 والذي وقّعت عليه أيضا كلّ من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.

اقرأ/ي أيضًا | الأزمة الأوكرانية: انتهاكات واتهامات والكرملين يرد على ماكرون

اقرأ/ي أيضًا | فرنسا: الوضع بأوكرانيا خطير جدا وبوتين يضع شروطا لقمة بايدن

التعليقات