الملك عبد الله: تصعيد محتمل على حدودنا مع سورية والفراغ الذي ستتركه روسيا ستملؤه إيران

قال ملك الأردن، عبد الله الثاني، إن هناك "تصعيدا محتملا" على حدود بلاده مع سورية، مشيرا إلى أن الوجود الروسي في جنوب سورية، كان يشكل مصدرا للتهدئة، مضيفا أن "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم".

الملك عبد الله: تصعيد محتمل على حدودنا مع سورية والفراغ الذي ستتركه روسيا ستملؤه إيران

الملك عبد الله في البيت الأبيض (Getty Images)

حذّر ملك الأردن، عبد الله الثاني، ممّا وصفه بـ"تصعيد محتمَل" على حدود بلاده مع سورية، مشيرا إلى أن الوجود الروسي في جنوب سورية، كان يشكل مصدرا للتهدئة، مضيفا أن "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم".

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع الملك عبد الله، الجنرال الأميركيّ المتقاعد هربرت ماكماستر، ضمن البرنامج العسكري المتخصص "Battlegrounds"، الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأميركية، والتي تم بثّها الأربعاء عبر منصات المعهد، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ("بترا").

كما يأتي ذلك بعد الإعلان الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيجري نهاية الشهر الجاري، مناورات عسكرية تحاكي هجوما واسعا على إيران، وعلى حلفائها وبخاصة في لبنان، في حين يتواجد وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، في الولايات المتحدة، إذ من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي الأميركيّ، جيك سوليفان.

وأوضحت الوكالة أن الملك عبد الله "أكد في معرض إجابته على سؤال حول العنف والحروب في المنطقة، أن الجميع في الإقليم حاليا يسعون للنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب للمضي قدما، مشيرا إلى التحديات التي يواجهها اليمن، والقلق بشأن الكارثة الإنسانية في لبنان".

خلال المقابلة مع الملك عبد الله ("بترا")

وذكر الملك عبد الله أنّه بعد عامين من انتشار فيروس كورونا، عاد تنظيم "داعش"الإرهابي للظهور سواء أكان ذلك في سورية أو العراق، أو في إفريقيا، مشيرا إلى أن زيارته إلى الولايات المتحدة أتت من أجل التنسيق، ومناقشة ما يمكن القيام به من الناحية التكتيكية والإستراتيجية لما تبقى من عام 2022.

وحول رؤيته لمستقبل العمل العربي المشترك ودور الأردن في المنطقة، و"جهود محاربة الإرهاب"، قال إنه لطالما كان هناك عمل عربي مشترك، وتنسيق ضد تهديد "داعش" وأماكن تواجده بالمنطقة، مشددا على أهمية اتباع نهج شمولي للتعامل مع التحديات المختلفة المتزامنة.

وأشار الملك عبد الله إلى أنه تم البحث مع قادة عرب أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي تعاني منها المنطقة، موضحا أن اجتماعات عُقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة.

وأضاف: "لذلك سترى الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى، تجتمع وتنسق مع بعضها، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها" قبل طلب أي مساعدة.

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، "أشار إلى حديثه المستمر مع الرؤساء الأميركيين، وتأكيداته بأن تجاهل الشرق الأوسط ’سيعود عليكم بمخاطر أكبر إذا لم تكونوا حريصين’، ولذلك يجب حل القضية الفلسطينية"، بحسب الوكالة.

وشدد على أنه لا بديل عن حل القضية الفلسطينية، قائلا: "مهما أقيمت علاقات بين الدول العربية وإسرائيل، إذا لم تحل القضية الفلسطينية، فهذا من منظورنا كمن يخطو خطوتين للأمام وخطوتين للخلف".

وفي إجابته حول سؤال عن طريقة التعامل مع إيران، أشار إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران، قائلا: "نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءا من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية".

وذكر أن الوجود الروسي في جنوب سورية، كان يشكل مصدرا للتهدئة، مضيفا أن "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا".

وادعى وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، الثلاثاء، عشية زيارته واشنطن، أن إيران تبذل في هذه الأثناء جهدا من أجل استكمال وإنتاج 1000 جهاز طرد مركزي متطور من طراز IR6 في موقع تحت الأرض وقريب من نطنز.

وقال غانتس في كلمة ألقاها في جامعة رايخمان في هرتسيليا إن "أحد الدروس من الحرب في أوكرانيا هو أنه من الصواب ممارسة القوة الاقتصادية، السياسية إذا احتاج الأمر القوة العسكرية أيضا، مسبقا بقدر الإمكان، وربما يمكن منع حرب بهذه الطريقة".

وتابع أن "هذا الأمر ينطبق أيضا على الوضع الذي نتواجد فيه مقابل إيران. وبالإمكان تقليص ثمن هذه الحرب المستقبلية المحتملة من خلال ممارسة ضغوط متعددة الأبعاد، من جانب العالم كله، ومن خلال تعاون إقليمي ودولي واسع. وأثمان مواجهة التحدي الإيراني في الأبعاد العالمية والإقليمية اليوم أعلى مما كانت عليه قبل سنة وأقل مما ستكون بعد سنة".

التعليقات