17/05/2022 - 23:59

مناورات عسكريّة إسرائيليّة تحاكي هجوما واسعا بإيران.. و"خيار اغتيال السنوار والضيف لا يزال قائما"

يجري الجيش الإسرائيلي نهاية الشهر الجاري، مناورات عسكرية تحاكي هجوما واسعا على إيران، وعلى حلفائها وبخاصة في لبنان. كما أنّ "خيار" اغتيال قائد حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، "ما يزال قائما"

مناورات عسكريّة إسرائيليّة تحاكي هجوما واسعا بإيران.. و

طائرات حربية إسرائيلية قبيل تدريب سابق (Getty Images)

يجري الجيش الإسرائيلي نهاية الشهر الجاري، مناورات عسكرية تحاكي هجوما واسعا على إيران، وعلى حلفائها وبخاصة في لبنان. كما أنّ "خيار" اغتيال قائد حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، وقائد هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، محمد الضيف؛ "ما يزال قائما"، بالنسبة للجيش، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، مساء الثلاثاء. في المقابل، أفاد تقرير إسرائيليّ بأن المناورات المذكورة ستشهد مشاركة من قِبل الولايات المتحدة، التي ذكرت وزارة خارجيتها، قبيل انتصاف ليل الثلاثاء، أن "الدبلوماسية هي السبيل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

يأتي ذلك فيما يتوجه وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة، الليلة، ليلتقي الأربعاء في واشنطن، وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، و مستشار الأمن القومي الأميركيّ، جيك سوليفان.

وفي وقت سابق الثلاثاء، ادعى غانتس أن إيران تبذل في هذه الأثناء جهدا من أجل استكمال وإنتاج 1000 جهاز طرد مركزي متطور من طراز IR6 في موقع تحت الأرض وقريب من نطنز. وقال في كلمة ألقاها في جامعة "رايخمان" في هرتسيليا، إن "أحد الدروس من الحرب في أوكرانيا هو أنه من الصواب ممارسة القوة الاقتصادية، السياسية إذا احتاج الأمر القوة العسكرية أيضا، مسبقا بقدر الإمكان، وربما يمكن منع حرب بهذه الطريقة".

وأضاف أن "هذا الأمر ينطبق أيضا على الوضع الذي نتواجد فيه مقابل إيران. وبالإمكان تقليص ثمن هذه الحرب المستقبلية المحتملة من خلال ممارسة ضغوط متعددة الأبعاد، من جانب العالم كله، ومن خلال تعاون إقليمي ودولي واسع. وأثمان مواجهة التحدي الإيراني في الأبعاد العالمية والإقليمية اليوم أعلى مما كانت عليه قبل سنة وأقل مما ستكون بعد سنة".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يكثف استعداداته لشن هجوم محتمل على إيران، فيما أوضحت القناة أن ذلك يأتي "على خلفية الجمود في المحادثات النووية بين إيران والقوى العظمى"، وعلى هامش التدريبات العسكرية الإسرائيلية المسمّاة بـ"عربات النار"، والتي بدأت الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تستمر نحو شهر كامل، و"تحاكي حربًا على جميع الساحات والجبهات"، والتي شتمل تدريبا لمحاكاة هجوم جوي إسرائيليّ مكثف في إيران.

وأوضح الجيش أن لديه حاليًا عدة خطط لشن هجوم في إيران، لكن وفقا لهيئة البث، فإنّ "كبار المسؤولين (الإسرائيليين) يقدّرون بأن الجيش يحتاج إلى عام على الأقل لاستكمال الاستعدادات لخطة أساسية، ووقتًا أطول لاستكمال الاستعدادات للخطة الأفضل".

ووفق هيئة البثّ، فإنه يُتوقَّع أن تُجرى المناورات الواسعة المذكورة، خلال الأسبوع الرابع من التدريبات التي ستُقام في الفترة الممتدة بين 29 أيّار/ مايو والثاني من حزيران/ يونيو.

طائرات حربية إسرائيلية قبيل تدريب سابق (Getty Images)

وتضمّ التدريبات قوات من فرقتيْن من المظليين، واللتيين تحاكيان اجتياحا أرضيًا عميقًا في لبنان. ولفتت الهيئة إلى أنه "تمّ تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهذه التدريبات".

وأوضحت أن "معظم التدريبات تجري في الشمال، بما في ذلك منطقة وادي عارة وأم الفحم"، مشددة على أن الجيش "لا ينوي تغيير مخطط التمرين رغم معارضة رؤساء السلطات العربية".

فيما ذكر المراسل العسكري لموقع "معاريف"، طال ليف رام، عبر تغريدة نشرها في "تويتر" في وقت لاحق، أنّ "مخطط التدريب في وادي عارة سيتغير. لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد ولكن هذا هو الاتجاه بعد المناقشات التي عقدت اليوم"، ليتبعها بتغريدة أخرى جاء فيها: "أوصت الجهات المعنية على مختلف المستويات في الجيش بتغيير المخطط، رهنا بالإعلان النهائي عن موافقة رئيس الأركان (أفيف كوخافي) على تغيير المخطط".

وبعيد ذلك، قال "واينت"، الموقع الإخباريّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الجيش "قرر تغيير مخطط التدريب الحربي الكبير ’عربات النار’"، مضيفا: "ولن تدخل القوات أم الفحم، لكنها ستعمل فقط في المناطق المفتوحة".

ولفت "واينت" إلى أن القرار جاء "بناءً على طلب رئيس البلدية (بلدية أم الفحم) سمير صبحي محاميد، والذي كتب في رسالة بعث بها إلى وزير الأمن، بيني غانتس: ’أنا وبلديّة المدينة، وسكان المدينة، نعارض بشدة هذه التدريبات، فانتقال ناقلات الجنود المدرعة في المدينة ومحاكاة احتلال ’حزب الله’ ضربة قاسية لمشاعر سكان المدينة".

إيران... "المزيد من العمليات الهجومية الأميركية"؟

ووفق الهيئة، فإنّه "بحسب معلومات في حوزة إسرائيل، فإن المشروع النووي الإيراني مستمر، وإن بوتيرة معتدلة نسبيا"، موضحة أن التقديرات الإسرائيلية، تشير إلى أنه "لدى إيران اليوم مادة مخصبة بدرجة منخفضة تكفي لقنبلتين نوويتين، و(يورانيوم) مخصّب بنسبة 60% لقنبلة واحدة".

أما في ما يتعلّق بالمفاوضات بين إيران والقوى الدولية العُظمى، فيقدر الجيش الإسرائيلي أن الأطراف قد وصلت إلى "طريق مسدود حقيقيّ، بناءً على مبادئ يصعب على أي من الطرفين (طهران من ناحية والقوى العظمى من ناحية أخرى) الانسحاب منها".

وفي هذا الصدد، لفتت هيئة البث إلى أن "الرسائل التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة هي رغبة في استنفاد المفاوضات في هذه المرحلة".

كما أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي، يأمل في زيادة العقوبات وحدّتها على إيران، أو على الأقل تطبيق العقوبات القائمة.

كما يأمل الجيش الإسرائيلي في "المزيد من العمليات الهجومية الأميركية، وخلق خيار عسكري أميركي... (من شأنه أن يمثّل) خيارا ثانويًّا للخيار العسكري الذي تُعدّه إسرائيل"، بحسب الهيئة.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية، قبيل انتصاف ليل الثلاثاء: "نؤمن بأن الدبلوماسية هي السبيل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".

وأضافت: "هناك عدد قليل من القضايا العالقة مع إيران، ويمكن حلها إذا قررت إيران ذلك".

وتابعت: "هناك أطراف عديدة في المفاوضات مع إيران، وجميعها تشهد على حسن نيتنا"، على حدّ قولها.

مشاركة أميركيّة تمثّل "رسالة للإيرانيين"

وبحسب تقرير أوردته القناة الإسرائيلية 13، فإن "القوات الجوية الأميركية ستشارك في التمرين على شكل تزويد طائرات مقاتلة إسرائيلية بالوقود في طريقها إلى الهجوم" المفتَرض.

وذكر تقرير القناة أن المشاركة الأميركية في المناوارت، يمثّل "رسالة للإيرانيين، فيما المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، متعثرة".

وأشار التقرير إلى أن وجهة النظر الإسرائيلية، ترى أنه "إذا لم يهاجِم الأميركيون (إيران، في حال هاجمتها إسرائيل)، فسوف يساعدوننا على الأقل".

ولفت إلى أن قائد القيادة المركزية الأميركية، إيريك كوريلا، قد وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، موضحا أنه "سيكون مسؤولا عن التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي".

احتمال "اغتيال الضيف والسنوار لا يزال قائما"

كما قال الجيش الإسرائيلي إن اغتيال السنوار والضيف، هو خيار مطروح، لكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن ذلك سيؤدّي إلى ردّ، وفق التقديرات الإسرائيلية.

السنوار (Getty Images)

وزعم الجيش الإسرائيليّ أن حماس تخشى حدوث تصعيد في غزة، بادعاء أنها مردوعة من إسرائيل. كما ادعى أن "قائد حماس في الضفة الغربية لا يتلقى أوامر من غزة، ولكنه تابع لحركة حماس في الخارج، بقيادة (نائب رئيس المكتب السياسي للحركة)، صالح العاروري"، وفق هيئة البثّ.

كما اعترف جيش الاحتلال بفشله في إحباط عمليتين، نُفِّذتا في إسرائيل، بعد أن تمكن منفذاهما من اجتياز الثغرات في السياج الفاصل، عند خط التماس.

وأوضح أنه ينوي إبقاء قوات الاحتلال التي تشمل 9 كتائب وآلاف الجنود، عند خط التماس، حتى إشعار آخر.

وذكرت الهيئة أنه "يؤخَذ في الاعتبار، أن هذا قد يضر بتدريب الوحدات ووحدات الاحتياط (في جيش الاحتلال)"، لكن الجيش يرى أن "الفترة تبرر زيادة الموارد للتعامل مع الحوادث الإرهابية الفورية".

التعليقات