تركيا توافق على ترشيح فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو

أعلنت الرئاسة الفنلندية، مساء الثلاثاء، أن تركيا وافقت على دعم عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

تركيا توافق على ترشيح فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو

بعيد توقيع المذكرة في مدريد (Getty Images)

وافقت تركيا، مساء الثلاثاء، على دعم عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو". كما تمّ توقيع مذكرة ثلاثية بين تركيا والسويد وفنلندا بشأن عضوية الأخيرتين في الحلف. وفي المقابل، رأت واشنطن أن الضوء الأخضر التركيّ، يعطي "دفعا قويا" للوحدة الغربيّة، معلنةً أن أنقرة لم تطلب أي "تنازلات" من واشنطن لقبولها انضمام هلسنكي وستوكهولم إلى الناتو، فيما أعلنت الرئاسة التركية، أن أنقرة "حصلت على ما تريده" من المحادثات مع السويد وفنلندا.

وهذا الاتفاق الذي وقعه وزراء خارجية الدول الثلاث أمام الكاميرات في بداية قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد "يؤكد أن تركيا ستدعم في القمة هذا الأسبوع دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو"، وفق ما قال الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو، في بيان.

جاء ذلك بعد ساعات قليلة من لقاء الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الذي يؤدي دور الوساطة، بالرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره الفنلندي ساولي نينيستو، ورئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسن، قبل ساعات من الافتتاح الرسمي للقمة في العاصمة الإسبانية.

وقال الرئيس الفنلندي إنّ "مذكرة التفاهم تؤكد التزامنا المشترك مع تركيا والسويد، بتقديم الدعم في مواجهة التهديدات الأمنية".

(Getty Images)

وأضاف: "رحلتنا للحصول على عضوية في الناتو قد اكتملت، وملتزمون بسياسات الحلف في مكافحة الإرهاب".

من جانبه، أفاد ستولتنبرغ بأنّ قادة الناتو سيدعون السويد وفنلندا للانضمام إلى عضوية الحلف، الأربعاء.

وأكّد أنهما "التزمتا بالاستجابة للمخاوف الأمنية التركية"، مشيرا إلى أن "الحلف قادر دائما على إيجاد أرضية مشتركة وحل خلافاته".

وقال الأمين العام للناتو: "فنلندا والسويد جاهزتان للعمل مع تركيا بشأن تسليم الأفراد المشتبه فيهم كإرهابيين"، مشددا على أنهما "اتفقتا على تعزيز التعاون مع تركيا بشأن مكافحة الإرهاب".

وذكر ستولتنبرغ أنّ "انضمام فنلندا والسويد مهم للحلف برمّته، ويبعث برسالة (للرئيس الروسي، فلاديمير) بوتين الذي يعارض توسع الحلف".

وأوضح بيان الرئاسة التركية أن البلدين المرشحين تعهدا التزام "التعاون التام مع تركيا في مكافحة" حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، وكذلك ضد الحركات التابعة له.

وتابع البيان أن البلدين سيحظران أيضا "نشاطات جمع الأموال والتجنيد" للمسلحين الأكراد و"سيحظران الدعاية الإرهابية ضد تركيا".

كذلك، تعهدت هلسنكي وستوكهولم "إظهار التضامن مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله".

كذلك، قبلت العاصمتان بعدم "فرض قيود أو حظر على الصناعات الدفاعية" وفق بيان الرئاسة التركية، في إشارة إلى الحظر المفروض على تسليم الأسلحة إلى تركيا ردا على التدخل العسكري لأنقرة في سوريا عام 2019.

وقال ستولتنبرغ في وقت سابق، الثلاثاء: "نأمل أن نحقق تقدما على مسار انضمام فنلندا والسويد" خلال القمة.

والإثنين، لم يشأ الأمين العام للحلف الأطلسي "التكهن بمهل زمنية محددة" بالنسبة لحلحلة المأزق.

ومن المقرر أن يعقد إردوغان لاحقا اجتماعين ثنائيين، الأربعاء، مع نظيريه الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان: "سنفعل ما فعله حلفاء كثر، وهو القول في العلن وفي المجالس الخاصة إننا نعتقد أنه يصب في مصلحة التحالف" أن "يتحقق" انضمام البلدين الشماليين. لكنه شدد على أن هذا الموضوع لن يكون "العنصر المحوري" للنقاش بين بايدن ونظيره التركي.

وأوضح إردوغان قبيل توجّهه إلى مدريد للمشاركة في القمة أن "الموضوع الأهم هو مقاتلات إف-16. إنه مطروح على الطاولة"، في إشارة إلى الطائرات التي طلبتها أنقرة وسددت جزءا من ثمنها، والتي علّقت واشنطن تنفيذ عقد تسليمها بعدما اشترت تركيا منظومة الصواريخ الروسية إس-400.

ويعود اللقاء الأخير بين بايدن وإردوغان إلى تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في روما بعد أشهر من التوتر بين أنقرة وواشنطن.

وتقف تركيا عائقا أمام انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، إذ تتّهمهما بإيواء مقاتلين في حزب العمال الكردستاني، الذي تصّنفه أنقرة "منظمة إرهابية".

وتندد تركيا بإيواء البلدين أيضا مناصرين للداعية فتح الله غولن الذي يشتبه بأنه العقل المدبر للمحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في تموز/ يوليو 2016.

وقبل لقائه الرئيس الفنلندي ورئيسة وزراء السويد، قال إردوغان: "نريد نتائج، لا نريد كلاما فارغا".

وتابع الرئيس التركي: "الأمر الرئيسي الذي ننتظره من هذه القمة هو التضامن غير المشروط الذي يمكن (لحلف شمال الأطلسي) أن يبرهنه. نحن أعضاء في حلف الأطلسي منذ 70 عاما، تركيا ليست عضوا في التحالف بالصدفة".

وشدد الرئيس التركي على أن نيل السويد وفنلندا العضوية في حلف الأطلسي "يقتضي منهما أن تأخذا في الاعتبار مخاوف تركيا"، مؤكدا أن "هذا هو السبيل الوحيد".

وقبل لقاء مدريد أشار البلدان إلى إحراز "تقدم" في المحادثات مع أنقرة.

التعليقات