بايدن في السعودية: "أنجزنا أعمالا مهمة ولن نترك فراغا لروسيا والصين"

أدلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء الجمعة بتصريحات عقب اجتماعه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان في قصر السلام بجدة، وذلك بعد زيارة امتدت ليومين في إسرائيل وأخرى لبضع ساعات في الضفة الغربية المحتلة.

بايدن في السعودية:

بايدن في السعودية (Gettyimages)

أدلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء الجمعة بتصريحات عقب اجتماعه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان في قصر السلام بجدة، وذلك بعد زيارة امتدت ليومين في إسرائيل وأخرى لبضع ساعات في الضفة الغربية المحتلة.

واستهل بايدن حديثه بالقول إن "السعودية ستفتح مجالها الجوي أمام كافة شركات الطيران القادمة من إسرائيل، وآمل أن تكون هذه الخطوة نحو التطبيع، كما ناقشنا أهمية حرية الملاحة للجميع بما في ذلك إسرائيل".

وأضاف "كما تحدثنا بخصوص وقف إطلاق النار في اليمن الذي بدأ منذ 3 شهور، وقد وافقت السلطات السعودية على تمديد الهدنة".

بن سلمان وبايدن (Gettyimages)

وتابع "تحدثت بصراحة عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي والرئيس الأميركي لا يمكنه أن يسكت عن حقوق الإنسان، ومن جانبه نفى ولي العهد السعودي مسؤوليته الشخصية عن مقتل خاشقجي وأكد انه اتخذ الإجراءات اللازمة ضد الضالعين في ذلك".

وبيّن أنه "جرى إنجاز بعض الأعمال المهمة مع السعوديين فيما أجرينا مناقشات جيدة فيما يتعلق بضمان أمن الطاقة العالمي وإمدادات مناسبة للنفط، وأتوقع اتخاذ خطوات أخرى بشأن إمدادات النفط العالمية في الأسابيع القادمة".

وزاد بالقول "أنهينا الاتفاق على ربط شبكة الكهرباء العراقية بشبكة دول مجلس التعاون الخليجي عبر الكويت والسعودية، كما توصلنا لاتفاق تغادر بموجبه قوات حفظ السلام الدولية بما فيها القوات الأميركية جزيرتي تيران وصنافير".

وختم بايدن بالقول "لن نترك فراغا في الشرق الأوسط لتشغله روسيا والصين".

وصدر عن اللقاء بين بايدن وكبار المسؤولين السعوديين ومنهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بيانا مشتركا "رحبت فيه الولايات المتحدة بالتزام المملكة بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام".

وأشار البيان المشترك إلى أن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على أهمية منع إيران من "الحصول على سلاح نووي".

وقال البيان إن بايدن أكد التزام بلاده القوي والدائم بدعم أمن المملكة العربية السعودية والدفاع عن أراضيها وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية.

وبحث الملك السعودي والرئيس الأميركي، سبل تعزيز العلاقات في أول زيارة للأخير إلى المملكة منذ توليه الرئاسة، كما "استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات"؛ حسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وحضر اللقاء من الجانب السعودي وزير مستشار الأمن الوطني، مساعد بن محمد العيبان، ومن الجانب الأميركي وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

وتأتي زيارة بايدن للسعودية خلافا لما تعهد به خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة إلى دولة "منبوذة"، وهو أول رئيس أميركي يسافر مباشرة من إسرائيل إلى دولة عربية لا تقيم علاقات معها.

ونشرت وسائل إعلام سعودية رسمية صورا للطائرة الأميركية الرئاسية في مطار جدة بعد رحلة استمرت ساعتين.

(Gettyimages)

وستستمر زيارة بايدن إلى السعودية لمدة يومين، حيث من المقرر أن يلتقي بايدن خلال وجوده في جدة غرب السعودية بالملك سلمان بن عبد العزيز (86 عاما) قبل المشاركة في "جلسة عمل" وزارية برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد.

كما سيشارك بايدن في قمة عربية أميركية غدا، السبت، في جدة يحضرها قادة مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان) بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق.

وأفاد مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، في تصريحات له بأن "بايدن سيبحث أمن الطاقة في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا خلال اجتماعاته في السعودية، كما أنه يريد إعادة التوازن للعلاقات بالسعودية وليس الإضرار بها".

وأضاف أنه "سيتم الإعلان عن المزيد من الخطوات بشأن تعزيز الأمن في المنطقة خلال زيارتنا للسعودية".

وبعد توليه منصبه في أوائل عام 2021، نشرت إدارة بايدن نتائج تحقيقات استخباراتية أميركية تفيد بأن ولي العهد "وافق" على عملية تستهدف الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي أثار قتله المروع في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018 موجة غضب عالمية.

وينفي المسؤولون السعوديون تورط بن سلمان، ويقولون إن مقتل خاشقجي نتج من عملية نفذتها عناصر "مارقة"، لكنها شوهت بشدة سمعته كقائد مصلح في بلد محافظ.

ويبدو الآن أن بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا إستراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وموردا رئيسيًا للنفط ومشتريا متعطشًا للأسلحة.

وتريد واشنطن أن تقنع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بأن تفتح الباب لزيادة إنتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي يهدد فرص الديمقراطيين في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

(Gettyimages)

وفي وقت سابق الجمعة، غادرت الطائرة الرئاسية الأميركية "إير فورس واحد" مباشرة من مطار بن غوريون في إسرائيل، إلى مطار جدة بالسعودية.

وكانت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية أعلنت اليوم، فتح مجالها الجوي لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء، دون أن يستثني القرار الطائرات الإسرائيلية المدنية، وسط ترحيب أميركي وإسرائيلي.

ومما يذكر أن بايدن بدأ جولة بالمنطقة استهلها بزيارة إسرائيل، والتقى بعدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالضفة الغربية، على أن تختتم بزيارة السعودية وحضور القمة، وفق معلومات رسمية.

التعليقات