مقتل تسعة مدنيين بقصف في شمال العراق وبغداد تحمّل تركيا المسؤولية

قتل 5 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 20 بجروح متفاوتة، اليوم الأربعاء، في قصف نسب إلى تركيا طاول منتجعًا سياحيًا في زاخو بإقليم كردستان شمال العراق، كما أفاد مصادر محلية.

مقتل تسعة مدنيين بقصف في شمال العراق وبغداد تحمّل تركيا المسؤولية

من قصف تركي سابق استهدف مواقع شمال العراق (أرشيفية - Getty Images)

قتل تسعة مدنيين على الأقلّ بينهم نساء وأطفال، اليوم الأربعاء، وأصيب 23 آخرون بجروح، في قصف طاول منتجعًا سياحيًا في زاخو بإقليم كردستان، شمالي العراق، نُسِب إلى تركيا المجاورة التي غالبًا ما تستهدف متمردين أكراد في المنطقة.

وإثر القصف، ندّد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بارتكاب "القوات التركية مجددًا انتهاكًا صريحًا وسافرًا للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين وأمنهم باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك".

وأضاف الكاظمي في تغريدة أن "العراق يحتفظ بحقّه الكامل بالرد على هذه الاعتداءات وسيقوم بكل الاجراءات اللازمة لحماية شعبه وتحميل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر".

وأفاد قائم مقام زاخو (حيث يقع منتجع برخ الذي تعرّض للقصف)، مشير بشير، بأن غالبية الضحايا هم "من السياح العراقيين العرب"، الذين غالبًا ما يتجهون إلى هذه المناطق ذات الحرارة المعتدلة هربًا من الحرّ في وسط وجنوب البلاد.

وقال بشير إن "تركيا قصفت قرية برخ مرتين اليوم". في حين قال مصدر في وزارة الدفاع التركية، تحدث لوكالة "فرانس برس" إن "لا معلومات لدينا تؤكّد أو تشير إلى قصف في هذه المنطقة".

وقال المتحدث باسم دائرة الصحة في زاخو، أمير علي، إن عدد قتلى القصف الذي وقع الأربعاء ارتفع إلى تسعة بينما بلغ عدد الجرحى 23. ومن بين القتلى الذين قضوا في القصف "ثلاث نساء وطفلان وثلاثة رجال"، كما قال علي في وقت سابق للصحافيين.

وفي وقت سابق، قال مصدر أمني كردي ومسؤول كردي تحدثا لوكالة "رويترز"، إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 15 في هجوم صاروخي تركي على محافظة دهوك شمال العراق.

وأكد المسؤول أن الهجوم استهدف منتجعا في مدينة زاخو الواقعة على الحدود بين إقليم كردستان العراق وتركيا. في حين ذكرة وكالة محلية إن عدد القتلى وصل إلى ثمانية في حين ارتفع عدد الجرحى إلى 23.

لا إشارة رسمية إلى تركيا

وفيما تنسب التقارير القصف إلى تركيا، أشارت مصادر أمنية إلى أنه لم تُعرف طبيعة القصف بعد، كما لم يتم حتى الآن التأكد من مصدره. وبحسب المصادر فإنه "بسبب وجود أنشطة لمسلحي حزب العمال الكردستاني لا يمكن البتّ في طبيعة القصف أو الجهة التي تقف خلفه حتى الآن".

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر محلي قوله إن سلطات إقليم كردستان ستصدر موقفًا رسميًا في وقت لاحق حيال الحادث، مبينًا أن أصوات الانفجارات تشير إلى أنها "كانت ناجمة عن قصف مدفعي".

وتداول ناشطون عراقيون صورًا للحظات الأولى للقصف الذي قالوا إنه ناجم عن غارات تركية، لكن حتى الآن لم يصدر ما يؤكد ذلك.

وبحسب قائم مقام قضاء زاخو، بشير، فإن الهجوم ناجم عن قصف تركي استهدف مصيف برخ في ناحية دركار التابعة لمدينة زاخو، وتابع المسؤول المحلي بالقول إن الموقع المستهدف تعرض لأربع قذائف مدفعية.

وأصدرت خلية الإعلام الأمني العراقية بيانا لم تشر فيه إلى جهة القصف، وأصدرت أرقاما رسمية أشارت من خلالها إلى حصيلة الهجوم إضافة إلى تأكيدها فتح تحقيق بالحادث.

من أمام مستشفى دهوك في أعقاب القصف (Getty Images)

وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "في تمام الساعة 13:50 من هذا اليوم الموافق العشرين من شهر يوليو/ تموز الجاري تعرض مصيف قرية برخ في ناحية دركار التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك بكردستان العراق إلى قصف مدفعي عنيف".

وأضافت "أدى إلى استشهاد 8 مواطنين وجرح 23 مواطنًا آخرين جميعهم من السياح المدنيين وتم إخلاؤهم إلى قضاء زاخو". وأضاف أن "القائد العام للقوات المسلحة وجه بالتحقيق الفوري بالحادث وإيفاد وزير الخارجية ونائب قائد العمليات المشتركة وسكرتيره الشخصي وقائد قوات حرس الحدود إلى محل الحادث للوقوف على حيثياته وزيارة الجرحى".

إدانة رسمية للقصف

وفي أعقاب الحادث، أوفد الكاظمي وزير الخارجية ووفدًا أمنيًا إلى منطقة القصف في دهوك، كما أفادت وكالة الأنباء العراقية. ونقلت عن الناطق باسم الخلية، سعد معن، قوله إن الوفد توجه إلى "مكان القصف للتحقيق بالحادث وزيارة الجرحى".

ودانت الحكومة العراقية "بأشَدِّ العبارات القصف الذي استهدفَ منتجعًا سياحيًّا في مدينة زاخو"، بحسب بيان صادر عن الخارجية العراقية. واعتبرت أن القصف يمثّل "انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق، وتهديدًا واضحًا للآمنين من المدنيين، الذين استُشهِدَ عددٌ منهم وجُرِحَ أخرون جرّاء هذا الفعل".

وقالت إنه "سيتم اتخاذ أعلى مستويات الرد الدبلوماسيّ، بدءًا من اللجوءِ إلى مجلس الأمن".

وصول المصابين إلى مستشفى دهوك عقب القصف (Getty Images)

وأعرب رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح، من جهته، عن استنكاره لـ"القصف التركي الذي طال دهوك وأسفر عن استشهاد وإصابة عدد من أبنائنا"، معتبرًا أنه "يُمثل انتهاكًا لسيادة البلد وتهديدًا للأمن القومي العراقي".

وأضاف أن تكرار مثل هذا القصف "غير مقبول بالمرة بعد دعوات سابقة لوقف مثل هذه الاعمال المنافية للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار".

وتقيم أربيل، عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي شمال العراقي، علاقات معقدة مع حزب العمال الكردستاني، الذي يعرقل وجوده في المنطقة العلاقات التجارية الحيوية مع تركيا المجاورة.

وتشهد المناطق الحدودية مع تركيا في العراق توترًا وعنفًا متكررًا، فيما تفاقم العمليات العسكرية التركية الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد، التي تتهم تركيا بانتهاك حرمة أراضيها، رغم أن البلدين شريكان تجاريان هامان.

التعليقات