انهيار أجزاء من إهراءات مرفأ بيروت المتضررة من جراء الانفجار

سقطت أجزاء متصدعة من إهراءات مرفأ بيروت، اليوم الأحد، بعد تكرر اندلاع النيران فيه، قبل أيام من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للانفجار المروع، وفق شهود عيان ومقاطع مصورة، وثقت تحطم وانهيار أجزاء من الإهراءات ومشاهد الغبار الأبيض يغطي أجواء المرفأ.

انهيار أجزاء من إهراءات مرفأ بيروت المتضررة من جراء الانفجار

أعمدة الدوخان تتصاعد من إهراءات مرفأ بيروت، الأول من أمس، الجمعة (Getty Images)

سقطت أجزاء متصدعة من إهراءات مرفأ بيروت، اليوم الأحد، بعد تكرر اندلاع النيران فيه، قبل أيام من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للانفجار المروع، وفق شهود عيان ومقاطع مصورة، وثقت تحطم وانهيار أجزاء من الإهراءات ومشاهد الغبار الأبيض يغطي أجواء المرفأ.

وفور انهيار الأجزاء الشمالية المتصدعة من المرفأ، غطى غبار كثيف أجواء مرفأ بيروت. ونقلت وسائل إعلام محلية أن صومعتين سقطتا حتى الآن، بسبب الحريق الذي كانت السلطات قد ذكرت أنه نتج عن تخمر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية، بـ"سقوط جزء من إهراءات القمح في مرفأ بيروت"، وأشارت إلى أن "الغبار يتصاعد في المنطقة"، وأوردت أن "الجزء الذي سقط هو الأكثر هشاشة منذ وقوع الانفجار وكان سقوطه متوقعا".

وقال وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، إن "صومعتين سقطتا حتى الآن، وهناك احتمال أن تسقط أخريان". وأشار إلى أن صومعتين أخريين انفصلتا "بشكل أكبر" عن البناء تمامًا. وبعد انهيار الصومعتين، واصلت طوافات الجيش عملها في رش المياه فوق الإهراءات، التي لا يزال يتصاعد منها قليل من الدخان.

وحذرت السلطات اللبنانية، قبل أيام، من أن الجزء الشمالي المتصدّع من جراء الانفجار معرّض لـ"خطر السقوط". وتحولت الإهراءات رمزا لانفجار مرفأ بيروت، الذي تسبب في الرابع من آب/ أغسطس 2020 بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح.

وجاء التحذير بعد أسبوعين من اندلاع حريق في القسم الشمالي من الإهراءات نتج، وفق السلطات وخبراء، عن تخمر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة. وزادت محاولة إخماد النيران عبر رش المياه في الأيام السابقة من رطوبة الحبوب.

وأصدرت وزارتا البيئة والصحة العامة توجيهات وقائية، مطلع الأسبوع الماضي، حول انبعاث الغبار المكون من مخلفات البناء وبعض الفطريات من الحبوب المتعفنة في حال سقوط الصوامع الشمالية. وتضمن أبرزها وجوب إخلاء المرفأ فورًا ووضع كمامات عالية الفعالية، وإغلاق الأبواب والنوافذ في المنطقة المحيطة بالمرفأ لمدة 24 ساعة مع ارتداء الكمامات في الخارج

وأبلغ وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، ناصر ياسين، رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، وفق بيان عن مكتب الأخير يوم الأربعاء الماضي، أنّ أجهزة الرصد والاستشعار في الإهراءات "رصدت تغييرات في سرعة الانحناء من 2 ملمتر في اليوم إلى 2.5 ملمتر في الساعة لمجموعة الصوامع الشمالية التي باتت في خطر السقوط".

وأعادت انهيار أجزاء من إهراءات المرفأ إلى أذهان اللبنانيين مشاهد من انفجار الرابع من آب/ أغسطس 2020، الذي تسبّب بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، وألحق دمارًا واسعًا بالمرفأ وعدد من أحياء العاصمة.

وقد امتصت الإهراءات، البالغ ارتفاعها 48 متراً وكانت تتسع لـ120 ألف طن من الحبوب، القسم الأكبر من عصف الانفجار المدمّر لتحمي بذلك الشطر الغربي من العاصمة من دمار مماثل لما لحق بشطرها الشرقي، وفق خبراء.

وتحتوي بعض الصوامع على قرابة ثلاثة آلاف طن من القمح والحبوب، تعذّر تفريغها من جراء خطورة العمل قربها، خشية من أن يسرّع ذلك "تحريك بنية الصوامع المتصدعة أصلاً وإنهيار أجزاء كبيرة منها"، وفق السلطات.

إهراءات مرفأ بيروت، الأسبوع الماضي (Getty Images)

واتخذت الحكومة، في نيسان/ أبريل الماضي، قرارًا بهدم الإهراءات خشية على السلامة العامة، لكنها علّقت تطبيقه بعد اعتراضات قدّمتها مجموعات مدنية ولجنة أهالي ضحايا انفجار المرفأ التي تطالب بتحويل الإهراءات إلى معلم شاهد على الانفجار.

ونتج الانفجار، وفق السلطات، عن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم، داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية، إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقًا أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكنًا.

ولم تحرز التحقيقات القضائية المعلّقة منذ أشهر أي تقدم، على ضوء تدخلات سياسية ودعاوى ضد المحقق العدلي يرفعها تباعاً عدد من المدعى عليهم، بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون.

التعليقات