27/09/2022 - 21:32

إسرائيل ترفض الاعتراف بالاستفتاءات الروسية لضم مناطق في أوكرانيا

جاء إعلان الخارجية الإسرائيلية على خلفية الاستفتاءات الروسية التي انتهت اليوم في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، وفي منطقتَي خيرسون وزابوريجيا الخاضعتين لسيطرة الروس.

إسرائيل ترفض الاعتراف بالاستفتاءات الروسية لضم مناطق في أوكرانيا

من الاستفتاء الروسي في مدينة ماريوبول لضم مناطق تسيطر عليها في أوكرانيا، اليوم (Getty Images)

أعنلت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء اليوم، الثلاثاء، أن "إسرائيل تعترف بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ولن تعترف بنتائج الاستفتاءات في المقاطعات الشرقية لأوكرانيا"، في الوقت الذي بدأت فيه روسيا نشر نتائج الاستفتاءات التي أجرتها تمهيدا لضم أربع مناطق في أوكرانيا.

جاء إعلان الخارجية الإسرائيلية على خلفية الاستفتاءات الروسية التي انتهت اليوم، في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، وفي منطقتَي خيرسون وزابوريجيا الخاضعتين لسيطرة الروس، في خضمّ الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

ويتوافق بيان الخارجية الإسرائيلية مع موقف حليفتها الولايات المتحدة الأميركية الذي عبر عنه اليوم، وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ودول غربية أخرى.

ويأتي ذلك في رسالة دعم تبثها وزارة الخارجية الإسرائيلية تجاه كييف، وذلك في ظل القيود والحساسية التي تخيم على العلاقات الإسرائيلية - الروسية، في ظل النشاط العسكري العدواني الإسرائيلي المتواصل في سورية؛ كما يأتي ذلك في أعقاب إعلان إسرائيل عن قرارها استقبال 20 عسكريا أوكرانيا، أصيبوا خلال الحرب مع روسيا.

وأعلن السفير الإسرائيلي في كييف، الأول من أمس، الأحد، أن إسرائيل ستستقبل 20 جنديًا أوكرانيًا أصيبوا خلال النزاع المستمر منذ سبعة أشهر لعلاجهم. وأكدت وزارتا الصحة والخارجية الإسرائيلية، في بيان صدر عنها مساء اليوم، الثلاثاء، ما أورده السفير في كييف.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، إن "لدى إسرائيل خبرة كبيرة في إعادة تأهيل الجرحى والمبتورين. لدينا فرق طبية ومستشفيات ممتازة فتحت أبوابها وقلوبها للجرحى من أوكرانيا. ستواصل دولة إسرائيل مساعدة أوكرانيا ومواطنيها. أتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

ولفت بيان الخارجية الإسرائيلية إلى أن المساعدة الطبية للمقاتلين الأوكرانيين "يأتي كجزء من التزام إسرائيل المستمر بمواصلة تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لأوكرانيا"، وقالت إن هذه الخطوة جاءت بمبادرة وزارة الصحة الإسرائيلية، وتمت بالتنسيق بين الخارجية الإسرائيلية والسلطات في أوكرانيا.

وتجنبت إسرائيل، منذ بدء الحرب في أوكرانيا، تقديم مساعدات عسكرية أو مسعدات موجهة لقوات الأمن في كييف، كما تجنبت توجيه انتقادات لاذعة لموسكو، وسط مخاوف في تل أبيب من توتر العلاقات مع موسكو، صاحبة النفوذ في سورية المجاورة، حيث تشن إسرائيل هجمات بشكل متكرر مستهدفة مواقع للنظام وأخرى للجماعات المسلحة الموالية لإيران.

الغرب ضد الاستفتاءات "غير القانونية"

وفي سياق متصل، تعهد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن الغرب لن يعترف مطلقًا بضم روسيا لمناطق في أوكرانيا، وذلك بعد أن بدأت السلطات الموالية للكرملين، تعلن نجاح استفتاءات نظمتها في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو.

وقال بلينكن في حديث للصحافيين، اليوم، إنه "نحن والعديد من الدول الأخرى كنا واضحين تماما. لن نعترف - في الواقع لن نعترف مطلقًا - بضم روسيا لأراض أوكرانية". وكرر بلينكن تهديد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن الولايات المتحدة "ستفرض على روسيا تكاليف سريعة وإضافية" لأنها مضت في إجراء الاستفتاءات.

وقال إنه "من المهم أن نتذكر ما يجري هنا. روسيا غزت أوكرانيا واستولت على أراض وتشارك في مخطط شيطاني على بعض الأراضي التي استولت عليها وأخرجت منها سكانها". وأضاف أن بعض الأشخاص يتم ترحيلهم والبعض الآخر "يختفي ببساطة".

وقال "بعد ذلك ينقلون مواطنين روس إليها وينصبون حكومات تابعة لهم وينظمون الاستفتاء ويتلاعبون، بأي حال من الأحوال، بالنتيجة ليدّعوا بعد ذلك أن الأراضي هي جزء من روسيا".

هذا وأكّد الناطق باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم، أن استفتاءات الضمّ التي تنظّمها روسيا في أوكرانيا "غير قانونية" وأن جميع الأشخاص الذين شاركوا في تنظيمها ستُفرض عليهم عقوبات.

واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن الاستفتاءات التي نظمتها روسيا في مناطق في أوكرانيا "زائفة" وتشكل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".

وأفاد ستولتنبرغ، على حسابه في تويتر، بأنه أكد للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن "الحلفاء في الناتو مستمرون في دعم سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن النفس".

وقال إن "الاستفتاءات الزائفة التي نظمتها روسيا ليست شرعية وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. هذه الأراضي أوكرانية".

وقال المتحدث الأوروبي، بيتر ستانو، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، إنه "ستكون هناك عواقب على جميع الأشخاص الذين شاركوا في هذه الاستفتاءات غير القانونية وعلى الذين دعموها".

ولفت ستانو إلى أن المواطنين الأوروبيين الذين تقدّمهم موسكو بصفة "مراقبين دوليين" في استفتاءات الضم هذه يمكن أيضًا أن تفرض عليهم عقوبات. وتابع أن "أي دعم لهذه الاستفتاءات غير القانونية هو أمر غير قانوني".

وأضاف "كل هذا يتوقف على المشاركة في هذا الدعم. سيكون الأمر متروكًا للدول الأعضاء لتحديد ما إذا كانت أنشطة هؤلاء الأشخاص تتوافق مع معايير نظام العقوبات وما إذا كانت هناك حاجة لفرض عقوبات".

وفي منطقتي زابوريجيا وخيرسون، طرح على المشاركين في ورقة الاستفتاء، السؤال على الشكل الآتي: "هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا وتحويل المقاطعة إلى دولة مستقلة والانضمام إلى روسيا؟". أما دونيتسك ولوغانسك، فتمت صياغة السؤال كالآتي: "هل تؤيد الانضمام إلى روسيا كأحد مكونات الاتحاد (الروسي)؟".

نتائج أولية لاستفتاءات الضم

هذا وأعلنت اللجنة الانتخابية الروسية، مساء اليوم، أن النتائج الأولية للاستفتاءات، تظهر تأييدًا واسعًا لضم أربع مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة روسية كليًا أو جزئيًا، وذلك بعد فرز أصوات مكاتب الاقتراع في روسيا.

وتحدّث رئيس الإدراة الروسية في خيرسون، فلاديمير سالدو، مع وسائل إعلام روسية، عن نجاح الاستفتاء الذي نُظم في حالة طوارئ استمرت خمسة أيام، رغم القصف، وبحضور القوات المسلحة الروسية.

وقال إنه بالحديث عن المناطق الواقعة تحت سيطرة روسية فإنه "من الواضح بالفعل أن الغالبية الساحقة من الناس أيدت الخروج من أوكرانيا والاتحاد مع روسيا".

وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014، فُتحت مراكز اقتراع للاجئي الحرب من منطقة دونيتسك (شرق) التي تسيطر عليها بشكل جزئي موسكو مع حلفائها الانفصاليين.

وفي وقت سابق اليوم، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الاستفتاءات تهدف إلى "إنقاذ سكان" هذه المناطق. وقال بوتين خلال اجتماع حكومي إن "إنقاذ سكان كل هذه المناطق التي يجري فيها الاستفتاء هو في صلب اهتمامات مجتمعنا وبلادنا بكاملها".

وأعلن الكرملين أن عمليات الاستفتاء ستكون لها "انعكاسات" كبيرة على هذه المناطق ولا سيما على الصعيد الأمني. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إنه "ستكون هناك تغييرات جذرية في هذه المناطق من وجهة النظر القانونية ومن وجهة نظر القانون الدولي وبفعل كل انعكاسات (التدابير المتخذة) لضمان الأمن" فيها.

وتابع "نظامنا القانوني سيدرس كل الخيارات، وبالطبع مشرّعونا وأجهزتنا التنفيذية وفرقنا القانونية جاهزة". وكان رئيس الوزراء الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، قد تحدث اليوم، عن احتمال أن تطبق روسيا في هذه المناطق عقيدتها حول الردع النووي القاضية بشن ضربات نووية في حال واجهت روسيا هجوما مماثلا أو تهديدا وجوديّا لها.

متى تقدم روسيا على الضم الفعلي؟

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، انضمام المناطق المحتلة إلى روسيا الاتحادية في الأسابيع المقبلة، ومن المرجح أن يتم ذلك خلال خطاب أمام البرلمان، في 30 أيلول/ سبتمبر.

وقال رئيس مجلس الاتحاد، الغرفة العليا للبرلمان الروسي، إن المجلس ربما يدرس دمج المناطق الأربع في روسيا في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، اليوم الثلاثاء، إن نتائج الاستفتاءات "لن تؤثّر" على تحركات الأوكرانيين على الجبهة في مواجهة الجيش الروسي.

وقال كوليبا، خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نظيرته الفرنسية، كاترين كولونا، إنه "لن يؤثّر ذلك على سياستنا وعلى دبلوماسيتنا وعلى تحركاتنا في المجال العسكري".

التعليقات