04/10/2022 - 22:35

لبنان يرد على العرض الأميركي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، إن لبنان قدم للولايات المتحدة قائمة بتعديلات يرغب في إدخالها على اقتراح بشأن كيفية ترسيم حدود بحرية متنازع عليها مع إسرائيل.

لبنان يرد على العرض الأميركي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

من المناطق الحدودية جنوب لبنان (أرشيفية - Getty Images)

أعلن نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، مساء اليوم، الثلاثاء، أن لبنان سلم السفيرة الأميركي لدى بيروت، "ملاحظاته" على عرض الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل.

وقال بو صعب، المكلّف من رئيس الجمهورية بمتابعة ملف التفاوض، إن لبنان قدم للولايات المتحدة قائمة بتعديلات يرغب في إدخالها على اقتراح بشأن كيفية ترسيم حدود بحرية متنازع عليها مع إسرائيل.

وأضاف بو صعب أنه قدم في وقت سابق اليوم، لسفيرة الولايات المتحدة في لبنان، دوروثي شيا، "التعديلات" التي تريدها بيروت. موضحا أن الأخيرة ستقوم بتسليم "التعديلات" إلى الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية، آموس هوشستين.

"أخذنا بلوكاتنا كاملة"

وشدد بو صعب على أن "التعديلات" التي طلبها لبنان لا تعد "الموافقة النهائية" على العرض الأميركي، مشيرا إلى أن الرد النهائي للبنان لم يصدر بعد، وقال إن المحادثات وصلت إلى مرحلة متقدمة بحيث انتهت مرحلة التفاوض.

وقال بو صعب، في مقابلة مع محطة تلفزيونية محلية، إنه "خلصنا المفاوضات". وأوضح أنه "لا يعتقد أن التعديلات المقترحة ستفسد" العرض الأميركي المقترح، مشددا على أن "لبنان لن يدفع قرشا من حصته في حقل قانا لإسرائيل وهذا من صلب الاتفاق"، وقال: "أخذنا بلوكاتنا كاملة".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، عقدت السفيرة الأميركية لدى لبنان، لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، للوقوف عند تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية، والتعديلات التي أدخلها الجانب اللبناني على مسودة العرض الأميركي. ومن المنتظر أن يجيب الوسيط الأميركي نهائيًا على التعديلات اللبنانية، بعد عرضها أيضًا من قبله على الطرف الإسرائيلي.

وتابع الرئيس اللبناني ميشال عون، التطورات المتعلقة بالملاحظات التي أبداها لبنان في ضوء الاجتماع الذي عقِد الإثنين في قصر بعبدا في حضور رئيس البرلمان، نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وأعضاء اللجنة الفنية لترسيم الحدود. وكان لافتًا لقاء عون بوزير الصناعة الأسبق، عماد حب الله، الذي كان يُعدّ من حصة "حزب الله" الحكومية.

وفي تصريحات صدرت عن حب الله بعد اللقاء، قال إنه اطلع من الرئيس عون على آخر مستجدات الترسيم، "خصوصًا بعد الاجتماع الذي عقد الإثنين، ومعرفة فحوى رسالة هوشستين، والرد اللبناني اليوم هو خطوة ثابتة، ومتقدمة على طريق ضمان حقوق لبنان في أرضه ونفطه وسمائه"، مضيفًا "لقد حققت مصادر قوة لبنان ووحدة دولته وقيادته ما وصلنا إليه على هذا الطريق".

والإثنين، درس الرؤساء، عون وبري وميقاتي، مسودة العرض الأميركي التي أرسلها إليهم الوسيط الأميركي، هوشستين، عبر السفيرة شيا، وقد وضعوا ملاحظاتهم عليها وبعض التعديلات التي صُنِّفت "بالقانونية والمنطقية" من دون ذكر تفاصيلها رسميًا، وذلك في موقف موّحد اتخذه لبنان بعد الأخذ أيضًا برأي لجنة تقنية مدنية عسكرية.

ويؤكد المسؤولون اللبنانيون أن التعديلات مفترض ألا تؤثر على مسار الاتفاق الذي يؤمَل أن تكون خواتيمه سعيدة، مشددين على أنّ لبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا، كما اعتماد الخط 23، والسماح له ببدء عمليات التنقيب في الحقول اللبنانية، وبدء شركة "توتال" الفرنسية بأعمالها أيضًا عند إنجاز الاتفاق، مع إعطاء ضمانات لها، خصوصًا أمنيًا، مع فصل الترسيم البحري عن البرّي.

التعديلات اللبنانية

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر مسؤول في قصر بعبدا، قوله إن "التعديلات منها جوهري وأخرى عادية تأتي في إطار تصحيح لغوي وإضافة كلمة من هنا وأخرى من هناك، لكن هدف التعديلات توضيح بعض النقاط منعًا لحصول أي التباس في المستقبل في حال تم التفاهم ودخل موضع التنفيذ".

وأشار المصدر إلى أنّ "أبرز الملاحظات التي وضعت، مرتبطة بطلب توضيح وضعية حقل قانا وطريقة الاستفادة منه، وهناك أمور تتصل بآليات العمل، وأخرى تتعلق في حال تبين أي مشترك تحت المياه؛ مثلاً حقول متصلة ببعضها، وسط تشديد لبنان على عدم مشاركة إسرائيل، إلى جانب نقاط تتعلق بالضمانات الأميركية، وما يتعلّق بحرية تحرّك المشغل، أي عمليًا شركة ‘توتال‘ من قبل لبنان بما يتعلق بعمليات التنقيب".

وشدد المصدر على أنه "لا مناطق آمنة أو غير آمنة تحت سيطرة العدو، ولن يقبل لبنان أي التزام من هذا النوع، في حين يؤكد أنّ المسائل والمشاكل المالية تبقى بين توتال وإسرائيل، ولبنان ليس شريكًا مع العدو بأي شيء، وغير معنيّ بالمحادثات التي تحصل، فحصّة لبنان من حقل قانا ستكون بكاملها للبنان".

وأشار إلى أنّ "التواصل قائم دائمًا مع الفرنسيين والرئيس إيمانويل ماكرون مع وجود ضمانات بعودة (توتال) وبدء عمليات التنقيب في حقل قانا الذي عمليًا هو جزء من البلوك رقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، لكن ذلك ينتظر الإعلان عن التفاهم".

وأكد المصدر تمسّك لبنان بأن يتم التفاهم في الناقورة جنوب البلاد، برعاية أممية ووساطة أميركية لكن بطريقة غير مباشرة، وهو الموقع الذي شهد انطلاقة المفاوضات في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، قبل أن تتوقف بعد خمس جولات في أيار/ مايو 2021، نتيجة خلافات حول المساحة المتنازع عليها، ومن ثم يتولى الوسيط الأميركي مهمة المفاوضات وإرسال العروض ونقل الأجوبة بين الطرفين.

التعليقات