تصاعد التوتر بين واشنطن والرياض على خلفية خفض إنتاج النفط

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في رد على بيان للسعودية رفضت فيه الانتقادات الأميركية لقرار تحالف "أوبك بلاس"، إن السعودية "يمكن أن تحاول التلاعب أو تحويل الانتباه، لكن الوقائع واضحة".

تصاعد التوتر بين واشنطن والرياض على خلفية خفض إنتاج النفط

بلينكن (Getty Images)

تصاعد التوتر بشكل أكبر بين السعودية والولايات المتحدة الخميس مع تبادلهما انتقادات بشأن خفض إنتاج النفط وموقف الرياض من موسكو. وسط اتهامات للرياض بتقديم "دعم اقتصادي" لروسيا، الأمر الذي رفضته السعودية وقالت إن البيت الأبيض طلب تأجيل القرار إلى ما بعد الانتخابات التشريعية النصفية في الولايات المتحدة المقرر إجراؤها في 8 تشرين الثاني/نوفمبر والحاسمة في تحديد ما تبقى من ولاية جو بايدن الرئاسية.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الخميس، إن الولايات المتحدة تراجع حاليا تداعيات قرار "أوبك بلاس" على علاقاتها مع السعودية. وأضاف أنه "لم نشعر بخيبة أمل عميقة من ذلك فحسب، وإنما نعتقد بأنه قصر نظر. وكما أوضح الرئيس، يجب أن يكون لهذا القرار عواقب وهذا شيء نراجعه بينما نتحدث".

واتهم البيت الأبيض، الخميس، السعودية بـ"سلوك الاتجاه الخاطئ" عبر قرار خفض إنتاج النفط اعتبارا من الشهر المقبل الذي اتخذه تحالف "أوبك بلاس"، الأسبوع الماضي، بعد أن حذّرها الرئيس الأميركي، جو بايدن، من مواجهة "عواقب" لم يحددها.

كيربي (Getty Images)

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في رد على بيان للسعودية رفضت فيه الانتقادات الأميركية لقرار تحالف "أوبك بلاس"، إن السعودية "يمكن أن تحاول التلاعب أو تحويل الانتباه، لكن الوقائع واضحة".

وأضاف أن واشنطن "ستواصل رصد أي إشارة إلى موقف (الرياض) على صعيد الرد على العدوان الروسي ضد أوكرانيا"، وقال إن قرار "أوبك بلاس" بقيادة السعودية يعادل بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، تقديم "دعم اقتصادي" لروسيا.

وأضاف كيربي في تصريحات للصحافيين "يمثل ذلك أيضا دعما معنويا وعسكريا لأنه يسمح (لروسيا) بمواصلة تمويل آلتها الحربية"، واعتبر أنه "كان بإمكانهم (السعودية) بسهولة انتظار اجتماع أوبك المقبل ليروا كيف تتطور الأمور". وقال إن السعودية "يمكن أن تحاول التلاعب أو تحويل الانتباه، لكن الوقائع واضحة".

وتابع أنه "في الأسابيع الأخيرة، أوضح لنا السعوديون سرا وعلنا أنهم يعتزمون خفض إنتاج النفط، مع علمهم أن ذلك سيزيد من عائدات روسيا ويخفف من تأثير العقوبات. لقد سلكوا الاتجاه الخاطئ". واتهم خلال مؤتمره الصحافي المملكة بـ"لي ذراع" دول أخرى أعضاء في أوبك "للحصول على ما تريد"، لكنه رفض ذكر أسمائها واكتفى بالتأكيد أنها أكثر من دولة.

السعودية ترفض الانتقادات الأميركية

وفي وقت سابق، الخميس، أعربت السعودية في بيان نادر عن "رفضها التام" للاتهامات الأميركية لها بتقديم دعم لروسيا، وأكدت أن قرارات تحالف "أوبك بلاس" تعتمد في أساسها على "منظور اقتصادي بحت"، وذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية السعودية، نقلا عن مصدر مسؤول لم تسمه.

وذكرت البيان أنّ "حكومة السعودية اطلعت على التصريحات الصادرة تجاه المملكة عقب صدور قرار ‘أوبك بلس‘... والتي تضمنت وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية وأنه قرار بُني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأميركية".

وتابعت وزارة الخارجية أن السعودية "تود الإعراب عن رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار ‘أوبك بلاس‘ خارج إطاره الاقتصادي البحت". وأشارت إلى أن قرار خفض إنتاج النفط "اتخذ بالاجماع من كافة دول مجموعة أوبك بلاس".

وأكد المصدر أنّ "المملكة لا تقبل الإملاءات وترفض أي تصرفات أو مساع لتحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الاسواق البترولية". وشدد المصدر الدبلوماسي السعودي على أنّ "المملكة تنظر لعلاقتها مع الولايات المتحدة الأميركية من منظور إستراتيجي يخدم المصالح المشتركة للبلدين".

قالت الرياض إن الولايات المتحدة "اقترحت" تأجيل قرار "أوبك+" لمدة شهر حتى لا يرتفع سعر البنزين وبالتالي التأثير على الناخبين الأميركيين. ويعني ذلك أن البيت الأبيض طلب من الرياض الانتظار إلى ما بعد الانتخابات التشريعية النصفية في الولايات المتحدة المقرر إجراؤها في 8 تشرين الثاني/نوفمبر والحاسمة في تحديد ما تبقى من ولاية جو بايدن الرئاسية، وهو ما لم تنكره واشنطن.

وأعلن كارتل "أوبك بلاس" المكون من الدول الـ13 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائهم العشرة بقيادة روسيا، الأسبوع الماضي، خفضًا كبيرًا في حصص الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر.

وجاءت الخطوة وسط أزمة طاقة ناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وفيما يستعد الناخبون الأميركيون المنهكون من التضخم للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، ما أثار غضب واشنطن، بحيث حذر الرئيس الأميركي، السعودية، من مواجهة "عواقب" لم يحددها.

ولم يقدم بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، يوم الثلاثاء الماضي، تفاصيل عن طريقة رد بلاده على قرار الكارتيل النفطي بقيادة السعودية، فيما واصلت التصريحات السعودية الرسمية التركيز على مكاسب العلاقات القوية مع واشنطن.

التعليقات