16/10/2022 - 23:25

إصابات خلال اقتحام الاحتلال حي الضاحية في مدينة نابلس

أفادت تقارير محلية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة نابلس المحاصرة منذ أيام، وحاصرت أحد المنازل في منطقة الضاحية شرق المدينة، وداهمته واعتقلت شابا تواجد فيه.

إصابات خلال اقتحام الاحتلال حي الضاحية في مدينة نابلس

(Getty Images)

أصيب شاب برصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون بالاختناق بالغاز السام، مساء الأحد، خلال محاولة للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت حي الضاحية شرق مدينة نابلس.

وأوضح شهود عيان أن عددا من آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت منطقة الضاحية شرقي مدينة نابلس، وحاصرت بناية سكنية.

وأضاف الشهود أن الاحتلال طالب أحد الشبان عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه، قبل أن يجري اعتقاله، واقتياده إلى جهة مجهولة.

وفي حين لم تعرف هوية المعتقل على وجه التحديد بعد، قالت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") إنه أحد المطلوبين لدى أجهزة أمن الاحتلال.

وبحسب الأنباء التي تم تداولها، فإن الشاب المحاصر هو حمزة العزيزي، وسط مزاعم بأنه أحد قادة مجموعة "عرين الأسود" التي تقاوم الاحتلال في منطقة نابلس، شمالي الضفة.

من جانبها، نفت مجموعة "عرين الأسود" أن يكون الشاب المعلن اسمه من ضاحية نابلس هو أحد مقاتليها. وقالت في بيان مقتضب إنه "لا وجود لإسم الشاب المُعلن اعتقاله أو محاصرته في الضاحية من قبل قوات الاحتلال بين مُقاتلين عرين الأسود إطلاقًا".

وأضافت المجموعة أن "كل مايقوم به الاحتلال من مُناورات هي مكشوفة تماما بالنسبه لنا".

وأفادت مصادر محلية بأن مواجهات متفرقة اندلعت في منطقة الضاحية في نابلس، في محاولة لصد القوات المقتحمة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والصوت.

وأعلنت الطواقم الطبية التابعة لجمعة "الهلال الأحمر" الفلسطيني أن المواجهات في نابلس أسفرت عن إصابة شاب بالرصاص المعدني، و4 آخرون بالاختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وفي وقت سابق، مساء الأحد، أعلنت مجموعة "عرين الأسود"، تنفيذ مُقاتليها صباح الأحد، عملية نوعية في منطقة "المربعة" بين طريق مستوطنة "يستهار" الالتفافي وقرية تل غرب نابلس شمال الضفة الغربية.

وأكدت المجموعة إصابة عدد من جنود الاحتلال بعد استهدافهم بقنبلة يدوية "غير محلية الصنع"، بالتزامن مع إطلاق المنفذين وابلا مكثفًا من الرصاص، بحسب ما جاء في بيان.

وسخرت المجموعة من عدم اعتراف قوات الاحتلال بوقوع ضحايا جراء مثل هذه العمليات: "نترك للاحتلال كالعادة توزيع الإصابات والقتلى على حوادث الطرق أو التسلق في جبال الإكوادور".

وحيت المجموعة أهالي مدينة نابلس "الصامدين الصابرين على الحصار الإسرائيلي"، داعية أهالي القدس المحتلة إلى تصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال: "نريد منكم ليلة سوداء على العدو بحجم إجرامه لأن القدس أول الرصاص وأخره، أول البدايات، وأول النهايات".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت حاجز "المربعة" العسكري المقام جنوب قرية تل غرب نابلس، ومنعت المركبات من المرور في ظل الحصار وإغلاق مداخل مدينة نابلس، وذلك بزعم أن مقاومين ألقوا عبوة ناسفة محلية الصنع على جنودها في الحاجز، وفق ما أكده رئيس مجلس قروي تل، نعمان صالح.

وانتشرت قوات الاحتلال بين الأراضي في قريتي تل وعراق بورين، ولاحقت المتهمين بتنفيذ العملية، بمشاركة طائرة مروحية وطائرة استطلاع، حيث عثرت على مركبة دون وجود أحد فيها في عراق بورين.

مداولات أمنية خاصة للاحتلال حول "عرين الأسود"

وفي وقت سابق، الأحد، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، جلسات "استثنائية" لتقييم الأوضاع الأمنية، في ظل التصاعد المتواصل لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين منذ بدء فترة الأعياد اليهودية نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11")، بأن لبيد عقد جلسة "استثنائية" لإجراء مداولات أمنية عشية عيد "بهجة التوراة" (عيد العرش الثاني)، بمشاركة وزير الأمن، بيني غانتس، وأخرى بمشاركة رئيس الحكومة البديل، نفتالي بنيت، زممثلين عن الجهات الأمنية المعنية.

واتضح، لاحقا، أن المداولات الأمنية عقدت ضمن منتدى رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي يترأسها رئيس الموساد، دافيد برنياع، وتضم كل من الأخير ورئيس جهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك)، رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أهارون حاليفا، بالإضافة إلى رئيس الحكومة، لبيد، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، ووزير الأمن، غانتس، ورئيس الحكومة البديل، بينيت.

وكان غانتس قد قرر سحب تصاريح العمل في مناطق الـ48، من 164 فلسطينيا من سكان مدينة نابلس المحاصرة منذ أسبوع، في ظل اتساع دائرة عمليات المقاومة المسلحة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وأكدت التقارير التي وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجلسة التي وصفتها بـ"الاستثنائية"، تأتي لبحث "سبل التعامل مع مجموعة عرين الأسود‘" في نابلس، وذكرت التقارير أن الاحتلال يسعى لبث رسالة للمقاومين من أفراد مجموعة "عرين الأسود" بأن هوياتهم معروفة، وذلك عبر سحب تصاريح عمل من أقربائهم.

ولفتت "كان 11" إلى أن المداولات عقدت في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية (الكرياه) في تل أبيب، وذلك في أعقاب اجتماعين منفصلين أجراهما وزير الأمن، غانتس، مساء السبت، مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، للتداول في "التصعيد في الضفة الغربية واستمرار التعامل مع (مجموعة) ‘عرين الأسود‘" في نابلس.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن الاحتلال يسعى لتوجيه رسائل إلى الفلسطينيين في الضفة من خلال الحصار المفروض على نابلس وسحب التصاريح، مفادها أن عمليات المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه "لا تضر فقط في منفذي العمليات وإنما كذلك بأفراد عائلاتهم وأقاربهم الذين لن يتمكنوا من العمل في إسرائيل أو دخولها لأسباب أخرى".

وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن الاحتلال "سيواصل الضغط" على مقاتلي مجموعة "عرين الأسود".

التعليقات