19/10/2022 - 22:04

استشهاد عدي التميمي في اشتباك مسلح مع الاحتلال شرق القدس

أظهر مقطع مصور يوثق العملية، أن الشهيد التميمي اشتبك مع قوات الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة، وبقي يطلق الرصاص حتى استشهاده.

استشهاد عدي التميمي في اشتباك مسلح مع الاحتلال شرق القدس

من موقع العملية (Getty Images)

استشهد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، الأربعاء، قرب مستوطنة "معالي أدوميم" شرقي مدينة القدس المحتلة، وذلك في اشتباك مسلح مع عناصر أمن الاحتلال الذين تواجدوا عند مدخل المستوطنة.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن تحقيقات الاحتلال الإسرائيلي خلصت إلى أن الشهيد في "معالي أدوميم" هو الشاب عدي التميمي (22 عاما)، منفذ عملية مخيم شعفاط قبل نحو أسبوعين؛ علما بأن إذاعة الجيش الإسرائيلي كانت قد ذكرت أنه شاب من سكان بلدة العيزرية شرق القدس.

وأفادت الطواقم الطبية الإسرائيلية بأنها أسعفت "رجلا في العشرينيات من عمره، أصيب في يده" ثمّ نقلته إلى مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس، وأوضحت التقارير أن المصاب هو أحد حراس أمن الاحتلال المتواجدين عند مدخل مستوطنة "معالي أدوميم" التي تعتبر إحدى أكبر المستوطنات في الضفة المحتلة.

وادعت التقارير الإسرائيلية أن أمن الاحتلال عثر على قنبلة يدوية وسكين بحوزة الشهيد التميمي. وفي تغريدة على تويتر، علّق رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، على استشهاد التميمي قائلا إنه "لن نرتاح ولن نكل حتى نضع أيدينا على كل إرهابي يضر بالمواطنين الإسرائيليين وجنود الجيش الإسرائيلي، وسنعمل بجد وبدون تردد ضد الإرهاب"، على حد تعبيره.

واعتبر وزير أمن الاحتلال، بيني غانتس، في بيان، أن "يقظة حراس الأمن ومهنيتهم ​​وتصميمهم حالت دون (وقوع) مزيد من الضحايا"، وأضاف "سنضع أيدينا على كل الإرهابيين ومن يرسلهم، وسنعمل أينما ومتى لزم الأمر. وسنواصل زيادة العمليات وحالة التأهب والحفاظ على أمن مواطني إسرائيل".

الشهيد التميمي

وفي هذا السياق، أكد المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، أن المنفذ هو عدي التميمي، مشيرا إلى أن الشهيد خاض اشتباكًا قبل قتله هذه الليلة، إلا أن أوساطا في مخيم شعفاط، وأخرى مقربة من عائلة التميمي، دعت إلى التريث في انتظار التأكد مما تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية حول هوية الشهيد.

وكانت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") قد أشارت إلى أن أجهزة أمن الاحتلال تجري فحصا حول ما إذا كان منفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "معالي أدوميم" هو الشاب عدي التميمي، الذي ينسب له الاحتلال تنفيذ عملية إطلاق النار على حاجز مخيم شعفاط في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وأسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية.

وأظهر مقطع مصور يوثق العملية، نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الشهيد التميمي، اشتبك مع قوات الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة، وبقي يطلق الرصاص حتى استشهاده.

وعلى مدى 11 يوما، لم تتمكن أجهزة أمن الاحتلال من اعتقال التميمي، رغم إطلاقها عمليات تمشيط واسعة داخل مخيم شعفاط وبلدة عناتا المجاورة في سائر أحياء وبلدات القدس المحتلة، تطورت إلى مواجهات عنيفة مع الأهالي الذين حاولوا صد اعتداءات الاحتلال، كما اعتقل الاحتلال عددا من أقاربه.

وفي بيان أولي، قالت شرطة الاحتلال إن المنفذ "أطلق النار عند مدخل ‘معالي أدوميم‘ في اتجاه الحرس، فأصاب أحدهم في يده قبل أن يتم تحييده من جانب الحراس الآخرين". وأظهرت المقاطع المصورة الواردة من مكان العملية جثمان الشهيد الفلسطيني أرضا يحوط به عناصر من أمن الاحتلال.

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد أصدر أوامر لقادة قطاعات جيش الاحتلال في الضفة، بزيادة حالة اليقظة والتأهب في صفوف الجنود، عقب جلسة لتقييم الأوضاع عقدها الثلاثاء، وذلك في ظل التحقيقات الداخلية التي أجراها جيش الاحتلال في عمليتي إطلاق النار في شعفاط ونابلس.

وعقب عملية إطلاق النار، أغلقت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الشارع الرئيس المحاذي لمستوطنة "معالي أدوميم"، الذي يربط مدن وسط وشمالي الضفة مع جنوبها، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة من جنودها إلى المكان، بحسب ما أفاد شهود عيان.

وتقوم قوات كبيرة من جيش الاحتلال بعمليات بحث وتمشيط واسعة في محيط القدس المحتلة، خاصة في شطرها الجنوبي الشرقي وحتى مشارف بلدات الرام وعناتا وحزما شمال شرق القدس، حيث يشتبه بشريك لمنفذ الهجوم على مدخل مستوطنة "معالي أدوميم".

وفي هذا السياق نصبت قوات الاحتلال بصورة مفاجئة حواجز تفتيش على مدخلي بلدتي عناتا والرام وتقوم بالتدقيق في هويات المارة. في حين لا تزال قوات الاحتلال تمنع حركة السير في محيط مستوطنة "معالي أدوميم" وسط تواجد كثيف لقوات الاحتلال.

(Getty Images)

وفي أعقاب استشهاد التميمي، خرجت مسيرات غضب حاشدة في المدن والبلدات والمخميات في جميع أنحاء الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، وجابت تظاهرة حاشدة شوارع وأزقة مخيم شعفاط، وصولا إلى منزل عائلة الشهيد، ردد خلالها المشاركون الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال.

وأصدرت مجموعات "عرين الأسود" في نابلس، بيانا نعت فيه الشهيد التميمي، ودعت من خلاله إلى "ليلة غضب على الاحتلال، ويوم غضب يوم الخميس، لأجل عدي التميمي". وقالت مخاطبة الشهيد التميمي: "نقسم أننا سنؤدي لك التحية العسكرية في صدورهم قبل بزوغ الفجر".

ونعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس، الشهيد التميمي، وأعلنت غدا الخميس، يوم حداد وإضراب تجاري على روحه، ويوم "نفير عام" في كل أرجاء العاصمة المحتلة، وأن ترفع الرايات السوداء على المؤسسات والمنازل، ودعت إلى وقفة حداد في كافة المدارس.

وفي يوم السبت الثامن تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، فتح التميمي النار على قوات الاحتلال التي تواجدت على حاجز مخيم شعفاط العسكري، ما أسفر عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة آخر بجروح وصفت وقتها بالخطيرة، قبل أن يلوذ بالفرار.

يأتي ذلك في سياق تصاعد التوتر لا سيما في القدس وفي منطقتي نابلس وجنين، حيث كثّفت قوات الاحتلال من عمليات الاقتحام والمداهمة والتي تتخللها اشتباكات مسلحة في محاولة لصدها من قبل الشبان الفلسطينيين، الأمر الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني منذ مطلع العام الجاري، في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات، وفق الأمم المتحدة.

التعليقات