قتيلان في بولندا بـ"صواريخ روسيّة": وارسو ترفع التأهّب العسكريّ واجتماع طارئ للناتو

قال الناطق باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، إن كبار القادة يعقدون اجتماعا طارئا بسبب "وضع متأزم"، كما أفادت وارسو بأن صاروخا روسي الصنع سقط في بولندا، وأوقع قتيلين.

قتيلان في بولندا بـ

عناصر شرطة بولندية في موقع سقوط الصاروخين ("أ ب")

أعلنت وارسو أن صاروخا روسيّ الصنع، قد سقط في بولندا، الثلاثاء، مُوقِعا قتيلين ضمن حدود البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما أعلنت الحكومة وضع وحدات البلاد العسكريّة في حالة "تأهّب قصوى"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ("البنتاغون")، أن الولايات المتحدة "ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو". وفي المقابل، وصفت موسكو ذلك، بأنه عبارة عن "استفزازات متعمّدة"، تهدف إلى التصعيد.

ويعتزم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، عقد اجتماع طارئ، الأربعاء، لمندوبي دول التحالف، لبحث سقوط صواريخ في بولندا، وفق ما أفادت الناطقة باسم الحلف، الثلاثاء.

وقالت الناطقة باسم الحلف، أوانا لونجيسكو، إن "الأمين العام سوف يترأس غدا اجتماعا طارئا لمندوبي الدول الأعضاء لدى الناتو، لبحث هذا الحادث المأساوي".

عناصر شرطة بولندية في موقع سقوط الصاروخين ("أ ب")

وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية، لوكاش ياشينا، أن صاروخا روسيّ الصنع، قد سقط في بولندا، الثلاثاء، عند الساعة 14:40 بتوقيت "غرينيتش"، وأوقع قتيلين في قرية بريفودوف.

وقال ياشينا إن "صاروخا روسي الصنع سقط، وأسفر عن مقتل اثنين من مواطني جمهورية بولندا"، مشيرا إلى استدعاء السفير الروسي لدى بولندا، للحصول منه على "تفسيرات مفصّلة فورية".

بايدن يحادث دودا وستولتنبرغ

وأجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، محادثات هاتفية، وفق ما أعلن البيت الأبيض، بعد انتصاف ليل الثلاثاء، بعد سقوط القتيلين.

وكان بايدن المتواجد في بالي، حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين، قد تحادث مع نظيره البولندي، أندريه دودا، وأعقب الاتصال بآخر مع ستولتنبرع.

كييف تنفي "نظرية مؤامرة" تفيد بأن صاروخًا أوكرانيًا سقط في بولندا

وقالت كييف، إن المزاعم بأن أحد الصواريخ الأوكرانية سقط في بولندا، هي "نظرية مؤامرة".

وكتب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في تغريدة أن "روسيا تروّج الآن لنظرية مؤامرة تزعم أن صاروخًا (أطلقه) سلاح الجوّ الأوكراني، سقط في أراضي بولندا".

وأضاف أن "هذا الأمر غير صحيح. يجب ألا يصدق أحد الدعاية الروسية أو ينشر رسائلها".

وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، قال الناطق باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، إن كبار القادة يعقدون اجتماعا طارئا بسبب "وضع متأزم"، ليضيف في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن القومي في وارسو: "اتُّخذ قرار برفع مستوى تأهب بعض من الوحدات القتالية وغيرها من الأجهزة".

وذكرت وسائل إعلام بولندية أن شخصين لقيا مصرعهما، بعد أن أصابت قذيفة منطقة كان يتم فيها تجفيف الحبوب بقرية برزيودوف البولندية، القريبة من الحدود مع أوكرانيا.

يأتي ذلك فيما شهدت أوكرانيا ومولدوفا، الثلاثاء، انقطاعا واسعا للكهرباء، إثر هجمات صاروخيّة روسيّة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها "تتحقق من" تقارير صحافية عن سقوط صاروخَين روسيَين "داخل بولندا أو على الحدود مع أوكرانيا"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء، في حين ذكرت وكالة "الأناضول" أن البنتاغون أعلن أن "الولايات المتحدة ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو".

وقال الناطق باسم الوزارة، بات رايدر لصحافيين: "نحن على علم بالتقارير الصحافية التي تفيد عن استهداف صاروخين روسيين مكانًا داخل بولندا أو على الحدود الأوكرانية".

وتابع: "ليس لدينا معلومات حتى الآن تؤكد وقوع ضربة صاروخية"، مضيفًا: "نتحقق من ذلك بشكل أعمق".

من جانبه، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه "يتحقق من" تقارير غير مؤكدة عن احتمال سقوط صواريخ روسية في بولندا، مؤكدا أنه يعمل عن كثب مع وارسو العضو في الحلف.

ونقلت "فرانس برس" عن المسؤول في الناتو، والذي لم تسمّه، القول: "إننا ننظر في تلك التقارير، وننسق عن كثب مع حليفتنا بولندا".

موسكو: استفزاز متعمّد هدفه التصعيد

بدورها، وصفت روسيا، التقارير التي أفادت بسقوط صواريخ روسية في بولندا، بأنها "استفزاز"، وذلك بعدما دعت وارسو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي البولندي.

من موقع سقوط الصاروخين الروسيين ببولندا

وعدّت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها في "تليغرام" أن "ما أفادت به وسائل إعلام بولندية ومسؤولون عن سقوط مزعوم لصواريخ روسية قرب بلدة بريفودوف، ينطوي على استفزاز متعمد هدفه تصعيد الأوضاع".

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن "أي ضربة لم تُشنّ على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية - البولندية".

وذكرت الوزارة أن مشاهد "الحطام التي نشرتها وسائل الإعلام البولندية من موقع الحدث في بلدة بريفودوف، لا علاقة لها" بمقذوفات روسية.

وأطلقت روسيا الثلاثاء عشرات الصواريخ على الأراضي الأوكرانية لا سيما العاصمة كييف.

ومن شأن شن روسيا ضربة في بولندا أن يشكل تصعيدا كبيرا للنزاع في أوكرانيا، يهدد بتوسيع نطاقه.

أوكرانيا تطلب عقد قمة للناتو "فورا"

زكانت أوكرانيا قد طلبت عقد قمة للأعضاء في حلف شمال الأطلسي "فورا"، لاتّخاذ تدابير قاسية بحق موسكو، قبل أن يُتّخذ القرار بإعلان اجتماع طارئ للمجلس، الأربعاء.

وجاء في تغريدة لوزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا أن "الرد الجماعي على الأفعال الروسية يجب أن يكون قاسيا ومبدئيا".

وأضاف كوليبا أنه "من بين التحركات الفورية: عقد قمة لحلف شمال الأطلسي بمشاركة أوكرانيا، لبلورة مزيد من التحركات المشتركة، بما سيجبر روسيا على تغيير مسارها التصعيدي، وتزويد أوكرانيا بمقاتلات حديثة".

زيلينسكي: سقوط صاروخ على أراضي الناتو استهداف للأمن المشترك

من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن صواريخ روسية سقطت على الأراضي البولندية، قائلا: "استهداف أراضي الناتو بالصواريخ هو هجوم روسي على الأمن المشترك".

وفي منشور عبر حسابه في "تليغرام"، أشار زيلينسكي لاستهداف الجيش الروسي مناطق عديدة في أوكرانيا بـ90 صاروخا.

وذكر أنّ القصف الصاروخي الروسي استهدف محطات الطاقة والبنية التحتية للمدنيين.

ووصف القصف الروسي بأنه "إرهاب لا يقتصر على حدود أوكرانيا".

وقال إن "امتداد الإرهاب الروسي أكثر هو مسألة وقت، بقدر ما بقيت روسيا بدون عقاب فإن صواريخها ستكون تهديدا للجميع".

الاتحاد الأوروبي يعرب عن "صدمته"

أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء عن "صدمته" إزاء تقارير أفادت بمقتل أشخاص، جرّاء سقوط صواريخ أو مقذوفات روسية في بولندا.

وأعرب ميشال في تغريدة عن "صدمته إزاء أنباء عن مقتل أشخاص في الأراضي البولندية جراء سقوط صاروخ" أو مقذوفات.

وتقدّم ميشال بالتعازي للعائلات، وقال: "نقف إلى جانب بولندا. أنا على تواصل مع السلطات البولندية ومع أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين".

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي أنه سيدعو إلى اجتماع عاجل للقادة الأوروبيين المشاركين في قمة مجموعة العشرين، بعدما أكد لرئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي دعم الاتحاد.

وكتب ميشال في تغريدة: "تحدثتُ للتو مع (مورافيتسكي). أكدتُ له وحدة صف الاتحاد الأوروبي وتضامنه الكامل دعمًا لبولندا. سأقترح اجتماعًا تنسيقيًا الأربعاء مع قادة الاتحاد الأوروبي المشاركين في (قمة) مجموعة العشرين هنا في بالي".

مسؤول روسي: مقتل شخصين إثر قصف أوكراني في بلغورود

وفي سياق ذي صلة، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، الثلاثاء، مقتل شخصين إثر قصف أوكراني على مدينة شيبيكينو.

وقال غلادكوف عبر "تليغرام" إن القصف الأوكراني على المدينة الروسية، تسبب في مقتل شخصين وإصابة 3 آخرين، حسبما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".

وأضاف أنه تم إرسال سيارات الإسعاف إلى مكان القصف، حيث تجري عمليات تفقدية لجميع المواطنين في المنطقة.

وجاءت تصريحات المسؤول الروسي بينما تصعد موسكو من هجماتها الصاروخية ضد أوكرانيا، اليوم، إذ أعلنت كييف تعرض العاصمة لضربات جوية، إضافة إلى مدن ومناطق أخرى خارجها بينها لفيف وخاركيف، وسماع دوي صافرات الإنذار في جميع أنحاء البلاد.

وجاءت الضربات في أعقاب إعلان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، صباح الثلاثاء، استبعاده إجراء مفاوضات مع روسيا في ظل الظروف الحالية.

وقال زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو أمام القادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين، المنعقدة في جزيرة بالي الإندونيسية: "من الواضح أنه لا يمكن للمرء أن يثق بوعود روسيا. لن يكون هناك (مينسك 3) الذي ستنتهكه روسيا فور توقيعه"، حسبما ذكرت وكالة "أوكرين فورم" الأوكرانية.

التعليقات