روسيا تواجه "قوّات الغرب المتضافرة".. بوتين يعلن مواصلة موسكو تطوير القدرات العسكريّة النوويّة

أكد بوتين أن بلاده ستواصل تطوير "الاستعداد القتالي" لقواتها النووية، على وقع النزاع في أوكرانيا والأزمة مع دول الغرب. كما ذكر أن الأسطول الروسي سيحصل اعتبارا من مطلع كانون الثاني/ يناير على صواريخ جديدة فرط صوتية عابرة.

روسيا تواجه

خلال اجتماع روسيّ سابق، ترأسه بوتين (Getty Images)

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو ستواصل تطوير قدراتها العسكرية، بما في ذلك النووية، مشيرا إلى أن الأسطول الروسي، سيمتلك في "مطلع كانون الثاني/ يناير" صوارريخ جديدة فرط صوتيّة.

يأتي ذلك فيما باشر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم، في زيارة العاصمة الأميركية واشنطن، في أول رحلة خارجية له منذ بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير.

وأكد بوتين أن بلاده ستواصل تطوير "الاستعداد القتالي" لقواتها النووية، على وقع النزاع في أوكرانيا والأزمة مع دول الغرب. وقال خلال اجتماع مع كبار ضباط الجيش، إن "القوات المسلحة والقدرات القتالية لقواتنا المسلحة تتزايد باستمرار وكل يوم. وهذه العملية بالطبع سوف تتطور".

وأضاف بوتين: "سنواصل الحفاظ على الاستعداد القتالي لقواتنا النووية، وتحسينها" في مختلف المجالات.

وذكر بوتين أن الأسطول الروسي سيحصل اعتبارا من مطلع كانون الثاني/ يناير على صواريخ جديدة فرط صوتية عابرة من طراز "زيركون"، وهو سلاح من المجموعة الجديدة التي طورتها موسكو في السنوات الماضية.

وقال بوتين: "في مطلع كانون الثاني/ يناير، ستكون الفرقاطة أميرال غورشكوف في الخدمة ومزودة بصواريخ ’زيركون’ جديدة لا مثيل لها في العالم".

تخطيط لإقامة قاعدتين بحريتين روسيتين في مدينتين أوكرانيتين

في السياق، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم، أن روسيا لإقامة قواعد لدعم اسطولها في مدينتين ساحليتين بجنوب أوكرانيا، سيطرت عليهما خلال الحرب.

وذكر شويغو في تقرير خلال الاجتماع ذاته، أن "الميناءين في برديانسك وماريوبول يعملان بكامل طاقتهما". وأضاف: "نخطط لنشر قواعد فيهما، لدعم السفن وخدمات إنقاذ في حالات الطوارئ، ووحدات تصليح سفن البحرية".

وقال شويغو في تقريره عن النزاع للرئيس بوتين: "في أوكرانيا يتصدى الجيش الروسي لقوات الغرب المتضافرة".

لإمداد الصين: بوتين يدشّن حقل غاز في سيبيريا

وفي سياق ذي صلة، دشن الرئيس الروسي رسميا، اليوم، استغلال حقل غاز كوفيكتا الضخم في سيبيريا، مما يسمح بزيادة الصادرات إلى الصين في أوج أزمة بين موسكو والغرب.

ويأتي ذلك فيما كان وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، قد وافقوا أوّل من أمس، الإثنين، على سقف لأسعار الغاز، يمكن تفعيله إذا قفزت أسعار الغاز القياسية إلى 180 يورو لكل ميغاواط/ ساعة، وذلك بعد مناقشات شاقة ومكثفة عُقدت في بروكسل، في الوقت الذي تسعى دول الاتحاد إلى مواجهة أزمة الطاقة. وعدّ الكرملين أن قرار الاتحاد الأوروبي، يمثل "هجوما على آلية تحديد السوق للسعر وهو غير مقبول"، بحسب ما نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء نقلا عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.

وقال بوتين خلال مراسم عبر الفيديو بثّها التلفزيون: "نطلق حقل كوفيكتا وهو الأكبر في شرق سيبيريا... ابدأوا العمل"، مؤكدا أن هذه الخطوة ستعطي دفعة "تنموية حقيقية في المناطق الشرقية لروسيا".

وسيرفد حقل كوفيكتا خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا"، الذي يغذي الصين.

وتابع بوتين أن تشغيل هذا الموقع سيجعل من الممكن "ضمان تسليم الغاز بشكل موثوق... لكل من الشركات الروسية وشركائنا الأجانب".

من جهته، قال مدير شركة "غازبروم" الروسية العملاقة، أليكسي ميلر، إن حقل الغاز هذا يؤمن "فرصا جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفرصا جديدة لصادراتنا المتزايدة".

ويفترض أن يغذي حقل كوفيكتا الواقع بالقرب من بحيرة بايكال في سيبيريا، خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا 1"، الذي يربط منذ نهاية 2019 حقل تشاتشاندينا (ياقوتيا) بشمال شرق الصين.

وتحاول روسيا منذ عدة سنوات زيادة إمداداتها من الغاز للاقتصاد الصيني المستهلك الكبير للطاقة، وسرَّعت هذه الحركة في الأشهر الأخيرة.

ومنذ بدء الحرب مع أوكرانيا، تخضع موسكو لعقوبات اقتصادية غربية وخفضت بشدة شحنات المحروقات إلى أوروبا، والتفتت إلى آسيا للتعويض عن ذلك.

وتريد السلطات الروسية زيادة شحناتها لتصل إلى عشرين مليار متر مكعب من الغاز كل عام، لا سيما عبر الاستفادة من احتياطات حقل كوفيكتا.

كما تخطط لبناء خط أنابيب غاز "سيبيريا 2" ابتداء من 2024 لإمداد الصين عبر منغوليا، ما يشير إلى أن إستراتيجية الطاقة الروسية انعطفت في الواقع نحو الشرق.

التعليقات