فاجعة في الطيبة: مقتل امرأة وطفليها طعنا واعتقال الزوج

تصاعد جرائم القتل في المجتمع العربي لتطاول امرأة وطفليها في مدينة الطيبة. الجريمة ارتكبت بواسطة طعن الضحايا بسكين؛ الشرطة تعلن اعتقال زوج الضحية ووالد الطفلين للاشتباه بارتكابه الجريمة.

فاجعة في الطيبة: مقتل امرأة وطفليها طعنا واعتقال الزوج

من موقع الجريمة في الطيبة ("عرب 48")

قتل طفلان ووالدتهما في جريمة طعن ارتكبت فجر اليوم، الإثنين، في مدينة الطيبة بمنطقة المثلث، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري إلى 57 قتيلا، علما بأن الفترة المقابلة من العام الماضي شهدت مقتل نحو 25 شخصا.

وعُلم أن الجريمة أسفرت عن مقتل طفلين أمير (عامان) وآدم (نصف عام) ووالدتهما براءة جابر مصاروة (26 عاما)، وارتكبت في منزل الضحايا في منطقة البنوك في الطيبة. واعتقلت زوج الضحية ووالد الطفلين للاشتباه بضلوعه في الجريمة.

المرحومة براءة جابر مصاروة وطفليها أمير وآدم

وفي حديث لـ"عرب 48"، عبّر شقيق الضحية، محمود جابر مصاروة، عن ذهول العائلة من وقوع الجريمة التي لم تسبقها أية مؤشرات، وقال إنه "لم يكن هناك أي خلافات بين الجاني والضحية".

وأشار إلى أن الضحايا، براءة وطفليها، قضوا أياما في رحلة عائلية برفقة زوجها وعائتلها (شقيقها وأسرته) خلال عيد الفطر، وعادوا يوم الخميس الماضي، بعد أن قرروا تمديد الرحلة للاحتفال بذكرى ميلادها الذي صادف 29 نيسان/ أبريل الماضي.

وقال إن علاقة قوية جمعت بين شقيقته وعائلة زوجها، الذي يشتبه بضلوعه بالجريمة، وقال إنهما متزوجان منذ 7 سنوات، وجمعت بينهما علاقة طبيعية، ولم تكن هناك أي مؤشرات توحي بأنه قد يقدم على ارتكاب جريمة بحق زوجته وطفليه.

وفجر الإثنين، أعلنت الشرطة اعتقال زوج الضحية (30 عاما) للاشتباه في "قيامه بقتل زوجته وابنيه الصغيرين"، وقالت، في بيان صدر عنها، إنها اعتقلت "مشتبها بطعن زوجته وابنيه الصغيرين حتى الموت".

إنسانة مرحة جدا تحب الحياة وعائلتها

وقال سائد شيخ علي مصاروة قريب المشتبه به لـ"عرب 48" إن الأخير "كان إنسانا عاديا، لم تكن لديه سمات عنيفة، ولا أي سمات لحالة مرضية نفسية. كان يحب عائلته وقبل الجريمة كانوا برحلة سويا".

من جانبه، قال سمير حاج يحيى صديق المشتبه به إن الأخير "كان يعمل معه ولم تظهر عليه سمات إنه بحالة نفسية. كان في العمل يبدو طبيعيا وكثيرا ما تحدث عن أولاده وزوجته، وكان يحبهم".

وقال والد الضحية لـ"عرب 48" إن "آخر حديث كان بيننا يوم العيد، ألقت علي تحية العيد، ومن ثم لم أرها من وقتها".

وتابع "كانت امرأة متعلمة، وأكاديمية وكانت ترفع رأسي دائما، تعلمت مدرسة لغة إنجليزية، وكانت إنسانة مرحة جدا تحب الحياة وعائلتها".

وأكد جابر "لم تكن هناك أي سمات لحالة شخصية نفسية للمشتبه، ولم أسمع أنها تعرضت للعنف قبل ذلك".

ولم تشر الشرطة في بيانها إلى خلفية الجريمة أو الدوافع المحتملة التي أدت إلى ارتكابها، فيما يتم فحص شبهات حول ما إذا كان المشتبه به قد أصيب في حالة من الذهان لحظة ارتكابه الجريمة.

وأوضح رئيس بلدية الطيبة، شعاع منصور، أنه لم يكن لدى العائلة أي ملف شخصي في قسم الرفاه الاجتماعي أو قسم الخدمات النفسية التابع لبلدية الطيبة؛ نحن نتحدث عن عائلة محترمة وميسورة الحال. لم يكن هناك ضوء أحمر".

وأفاد مراسل "عرب 48" بأن عائلة المعتقل تسكن في نفس البناية التي يسكن به المشتبه به مع الضحايا وهي من قام بإبلاغ الشرطة عن وقوع الجريمة.

وأفاد المسعفون بأنهم اضطروا لإقرار وفاة الضحايا في المكان. وقال أحدهم: "عندما وصلنا إلى المكان، كان المشهد صادمًا للغاية".

وتابع "كان هناك امرأة وطفلان فاقدين للوعي، وعلى أجسادهم علامات عنف، أجرينا لهم فحوصات طبية وحاولنا إنقاذهم. لكن للأسف لم يكن لدينا خيار سوى إقرار موت الثلاثة".

وفي بيان صدر عن اللجنة الشعبية في الطيبة، جاء أن "الجريمة آخذة بالتصاعد وأصبحنا نبدأ كل يوم نبدأ يومنا بتصفح المواقع للبحث عن أحداث عنف جرت بمجتمعنا العربي ولمعرفة مكان الجريمة الأخيرة التي حصلت".

وأضافت اللجنة "اليوم تلقينا خبر الفاجعة التي هزت كيان بلدنا الحبيب بمقتل الشابة براءة جابر مصاروة وطفليها آدم ابن العامين وأمير ابن الستة شهور. جريمة وفاجعة التي ارتعش منها الجميع".

وتابعت "لا بد من الإشارة إلى أن الوضع الذي يمر على مجتمعنا من الجريمة المستشرية والعنف المستمر والمتزايد يوما بعد يوم دون أن نقف لمعالجتها وأخذ الخطوات اللازمة من أجل أن نمنع الجريمة القادمة".

واعتبرت أن "هذا يتطلب منا مجهودا كبيرا لأن الوضع الذي نعيشه يتطلب أن نقيم وضعنا وانزلاقنا على منحدر العنف والجريمة".

القتيلان أمير وآدم (عرب 48)

وأشارت إلى ضرورة الحرص على "التربية السليمة والصالحة التي لها موقعها مما نراه من التصرفات اللاخلاقية بالشوارع وبالأماكن العامة".

ولفتت اللجنة إلى "دور المؤسسة الأساسي التي لا تقوم بدورها اتجاه مجتمعنا لمعالجة العنف والجريمة ووقفها أو حصرها، بل نرى أن المؤسسة في موضع اللامبالاة اتجاهنا واعتبارنا درجات أدنى من الغير وهذا الأمر يخلق أرضا خصبة لما يجري".

وتابعت "نقولها بصوت عال أنه على الحكومة وقف شلال الدماء ومنح المواطن العربي الشعور بالطمأنينة والأمن والأمان وكفى لنا من صراخ وأحاديث المسؤولين في الحكومة دون أن يقوموا بواجبهم".

وطالبت اللجنة بعقد "جلسة طارئة تضم بلدية الطيبة والأحزاب والحركات السياسية في بلدنا الطيبة لأخذ خطوات سريعة لمواجهة ما يجري".

الجاني والضحية

وبهذه الجريمة ترتفع ضحايا القتل من النساء في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري، إلى أربع نساء قتلن في جرائم عنف مختلفة، كان آخرهن الشابة سارة الغنامي (33 عاما) التي تعرضت للطعن في جريمة وقعت فجر الخميس الماضي، في بلدة أبو قرينات في النقب.

وتحولت عمليات إطلاق النار وسط الشوارع والقتل إلى أمر معتاد خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة في ظل ارتفاع معدلات الجريمة بشكل كبير ومتصاعد.

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، حيث يعتقد منفذو إطلاق النار أن كل شيء مباح بالنسبة لهم، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

التعليقات