حيفا: اعتقالات خلال تظاهرة إسناد لجنين ومخيّمها

شارك محتجّون في تظاهرة غضب في حيفا، إسنادا لمدينة جنين ومخيّمها، مساء اليوم الثلاثاء، في ظلّ تواصُل عدوان الاحتلال الإسرائيليّ عليهما، ليومه الثاني، ما أسفر عن استشهاد 12 شخصا، وإصابة 120 على الأقلّ، بينهم عشرون بحالة خطيرة. واعتقلت الشرطة خلال التظاهرة عددا من الأشخاص.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وهتف المشاركون في التظاهرة بشعارات منددة بعدوان الاحتلال المستمرّ على جنين ومخيمها، من قبيل: "من حيفا تحية لجنين الأبية"، و"تحيتنا العالية لجنين الغالية".

ورفع مشاركون في التظاهرة، لافتات كُتبت عليها عبارات منددة بعدوان الاحتلال، باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى العلم الفلسطيني الذي عمد عناصر الشرطة إلى مصادرته من المحتجين.

وقالت الناشطة ماريا حداد في حديث لـ"عرب 48": "رسالتي من مشاركتي اليوم هي التضامن مع أهالي مخيم جنين، ومع أمهات الشهداء، لكنني لا أستطيع أن أصرح بأي كلمة لأنني لن أتمالك نفسي من شدة القهر، وأشعر أن موجة من البكاء تجتاحني".

وقال حليم حداد: "لا يوجد وصف يعطي هذه الجريمة حقها، ومن شدة غضبنا لا نجد تعبيرا مناسبا لما يحدث. نحن هنا نقاوم بالكلمة، لكن أهالي جنين يقدمون الشهيد تلو الشهيد، نحن نتضامن مع ذوي كل الشهداء سواء أكانوا في جنين أم غيرها من المدن الفلسطينية الأخرى، وهذا واجبنا تجاه قضية شعبنا في التعبير عن غضبنا من ممارسات الاحتلال الغاشم وعنجهيّته، ولن نحيد عن الثوابت الوطنية".

وفي السياق قالت دلال حسين، وهي إحدى المشاركات في التظاهرة: "وجودي هنا اليوم هو ردة فعل طبيعية، نتيجة العنف والاجتياحات والتهجير ضد أهالي مخيم جنين، وهذا ما جعلني كتلة من الغضب ودفعني رغم وضعي الصحي الذي ترونه لأشارك جماهير شعبي في غضبه إزاء هذه الممارسات اللاإنسانية".

وأضافت: "أنا هنا لأوصل رسالة مفادها؛ أننا يجب أن نقف صفًّا واحدًا، ضد ممارسات الاحتلال، وألا يثنينا شيء عن ذلك، علنا نستطيع أن نفعل شيئا لقضيتنا العادلة، ولا تخيفنا الاعتقالات الجارية، وقبل قليل شهدت عدة اعتقالات لا مبرّر لها، ولم يرتكب المعتقَلون ما يستوجب اعتقالهم أصلا".

من جانبها، قدمت المحامية سوسن زهر المختصة بحقوق الإنسان، استشارة للمعتقلين بالتعاون مع عدد من المحاميين، وقالت: "أشارك في المظاهرة كناشطة، عدا عن كوني محامية أدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، لأن ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي من ممارسات عدوانية همجية، ممنهجة، لم تترك لي خيارا في أن أشارك، أم لا، فهذا واجبي الوطني تجاه قضية شعبي، لأطلق من هنا صرخة ضد الاجتياح والعدوان، والاحتلال للأراضي الفلسطينية".

وأضافت زهر أن "هذا التهجير الذي يُفرَض على أهالي مخيم جنين، يعود بذاكرتنا إلى الوراء، إلى مأساة النكبة التي لم تُنسَ، والتي ما يزال يرددها أهالينا الذين عايشوا تلك الحقبة المرعبة، وكما أسلفت أنا هنا متواجدة كمحامية، وخلال مسيرة عملي... رأيت أنا وزملائي بأمّ أعيننا، ممارسات العنف والقمع والاضطهاد التي انتهجتها وما تزال تنتهجها قوات الشرطة الإسرائيلية ضد المتظاهرين، وهذا ما نراه اليوم، فالشرطة تخيفها الكلمة الحرة، ويرعبها صوت الحق، وهي تمارس البطش والقوة تجاه المتظاهرين، وتعتقل من تشاء بلا حسيب ولا رقيب".

وتابعت: "واجبنا كمحامين يقوم على إعطاء الاستشارات القانونية اللازمة للمعتقلين، وفعلا؛ وصل عدد لا بأس به من المحامين إلى مراكز الشرطة، للقيام بهذه المهمة".

وتأتي الوقفة بدعوة من مجموعات وحراكات شبابية، بينها: حراك حيفا، وحركة أبناء البلد، وحركة شباب حيفا، والتجمع الطلابي، و"ارفض شعبك بحميك".

كما حاول متظاهرون، إغلاق الشارع، حيث نُظِّمت الوقفة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم، "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 11 شهيدا، بعد استشهاد مواطن متأثرًا بجروح حرجة في الرأس، أصيب بها برصاص الاحتلال اليوم، إضافة إلى نحو 120 جريحا بينهم 20 بحالة الخطر".

وواصل طيران الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات فجر اليوم، غاراته على مخيم جنين، واستهدف حارة الدمج في المخيم، بينما عمّ إضراب شامل مدن الضفة الغربية، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي، وتعطلت الحركة في مختلف المدن الفلسطينية.