متطرفون يهود يحاولون اقتحام كنيسة ودير مار إلياس في حيفا

واصلت مجموعات من المتطرفين اليهود محاولاتها لاقتحام كنيسة ودير مار إلياس في مدينة حيفا، صباح اليوم، وتصدى لها عدد من الشباب وأحبطوا محاولاتهم.

متطرفون يهود يحاولون اقتحام كنيسة ودير مار إلياس في حيفا

دير وكنيسة مار إلياس في حيفا

سادت أجواء متوترة ومشحونة بين الحضور في كنيسة ودير مار إلياس للروم الكاثوليك على جبل الكرمل بمدينة حيفا، صباح اليوم الأحد، في أعقاب محاولة اقتحام جديدة من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود.

وأفاد شهود عيان بأن نحو 50 متطرفا يهوديا، بينهم أعضاء في منظمة 'لافاميليا' الفاشية، وصلوا إلى دير مار إلياس بواسطة حافلات للركاب، وحاولوا اقتحام الكنيسة، ولكن تصدى لهم عدد من الشباب الذين تواجدوا في المكان.

وهذه المحاولة الثانية خلال أسبوع لاقتحام المكان المقدس، إذ حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود اقتحام الكنيسة، يوم الثلاثاء الماضي، ومنعهم الشباب من تنفيذ ذلك.

وقال الناشط السياسي، إبراهيم غطاس، لـ"عرب 48" إن "مسؤولية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في البلاد تقع على عاتق الشرطة الإسرائيلية. نحن نحيي كل الشباب والرهبان الذين يدافعون بأجسادهم عن الدير خلال اقتحامات هذه الجماعات، ولكن علينا مسؤولية تجاه هؤلاء الشباب لحمايتهم من هذه الاعتداءات".

وحول ما يحصل في الدير، أوضح أن "ما يحصل من اقتحامات لدير مار إلياس هو استمرار لتهديد الوجود العربي في حيفا واستهدافه، مثل ما حصل في مقام الخضر في حيفا، إذ سيطرت عليه هذه الجماعات وتم تحويله لكنيس لليهود، وهذا ما يحصل في دير مار إلياس بسبب فتوى يهودية ليس لها أساس وعارية عن الصحة، وذلك لمحاولة السيطرة على الدير".

وأضاف غطاس أنه "ندعو الجميع للتضامن وحتى نكون ورقة ضغط، وذلك حتى تتحفز هذه الشرطة للقيام بعملها في حماية المقدسات من هذه الجماعات التي تريد السيطرة على كل شيء".

إبراهيم غطاس

وعن الحل لهذه الاعتداءات، أشار إلى أنه "حقيقة يوجد حل فوري وجذري لهذه الاعتداءات، وهو إنشاء جدار واق للدير، خاصةً أن الدير والكنيسة على أرض خاصة وبالإمكان حمايتها عن طريق هذا السور، بالإضافة إلى حراسة مهنية تتواجد في المكان، ونحن وكل أهل حيفا على أتم استعداد للمساهمة في ذلك".

وأكد أن "ما يحصل، اليوم، هو استفزاز من أجل الانتخابات، وحتى توفر هذه الأحزاب المتطرفة مواد تحريضية لها كي ترتفع بعدد المقاعد على حساب العرب في البلاد، والاعتداء على المقدسات. هناك فرق شاسع بين القول والفعل، السلطات الإسرائيلية معنية بكل ما يحصل في المقدسات، وهذا ما حصل في بيت لحم والقدس والرملة وحيفا، وهو نتيجة الشرعية المؤسساتية للشرطة والحكومة التي تعطي الشرعية لهؤلاء، وهذا ما حصل قبل عدة أيام في جبل صهيون بالقدس".

وختم غطاس حديثه بالقول إن "الحل الحقيقي حاليًا هو وضع سور حديدي يحيط بالكنيسة والدير ومع حماية متواصلة لمنع هؤلاء من الاعتداء على المقدسات، ونخشى من تكرار مثل هذه الاعتداءات التي ستولد انفجارا ومشاكل، خاصةً تجاه هذه الأماكن التي تعيش بها أرواحنا".

وقال ناشط سياسي من حيفا إن "الاعتداء على كنيسة ودير مار إلياس يستهدف وجودنا العربي الفلسطيني في حيفا والساحل".

ودعا الناشط كافة الكنائس والأطر والمؤسسات والأحزاب والحركات الوطنية إلى "التصدي ومنع تهويد الدير والكنيسة في حيفا".

ووفقا لادعاء الشرطة الإسرائيلية فإنه "في الساعة الأخيرة، وصلت مجموعة مكوّنة من 30 طالبا في مدرسة دينية يهودية للصلاة مدخل كنيسة (ستيلا مارس) في حيفا، ووقعت مشاحنات مع المصلين المسيحيين الذين وصلوا إلى الكنيسة تطوّرت لشجار لم تقع خلاله إصابات".

وأضافت أن "قوة من الشرطة وصلت إلى المكان وأبعدت طلاب المدرسة الدينية اليهودية عن المكان، وباشرت بالتحقيق في الحادثة".

وفي السياق، اقتحمت مجموعة متطرفة من المتدينين اليهود، فجر يوم الثلاثاء الماضي، الساحات الخارجية لكنيسة ودير مار إلياس في حيفا، وذلك في محاولة للدخول إلى الدير، من أجل أداء طقوس وصلوات فيه والبحث عما يسمى "قبر النبي إليشع"، إذ تزعم هذه المجموعة أن الضريح داخل الدير.

وفي حيفا كاتدرائية مار إلياس وتسمى أيضًا باسم كاتدرائية مار إلياس للروم الكاثوليك، وهي مقر أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك. وتُعد كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك أكبر الطوائف المسيحية في البلاد ويتبعها ما يزيد عن 64 ألف مُعمّد جُلهّم من فلسطينيي 48.

التعليقات