قتلى وجرحى في قره باغ: تركيا تعدّ العمليّة الأذربيجانيّة "ضروريّة" وأرمينيا تندّد بدعوات "انقلاب"

ندّد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، اليوم الثلاثاء، بدعوات إلى تنفيذ "انقلاب" في بلده، بعدما شنّت باكو عملية عسكرية في ناغورني قره باغ، فيما تسعى موسكو إلى "إقناع" أرمينيا وأذربيجان، بالعودة إلى "طاولة المفاوضات".

قتلى وجرحى في قره باغ: تركيا تعدّ العمليّة الأذربيجانيّة

الدخان يتصاعد بعد أن بدأت أذربيجان عمليّتها العسكريّة (Getty Images)

قُتل 5 أشخاص على الأقلّ، وأصيب 80 آخرون، بينهم 15 مدنيا، في العملية العسكرية التي شنتها باكو، اليوم الثلاثاء، في منطقة ناغورني قره باغ المتنازَع عليها، بحسب ما أعلنت السلطات الانفصالية في الجيب، فيما أعلن الكرملين أن روسيا تسعى إلى "إقناع" أرمينيا وأذربيجان، بالعودة إلى "طاولة المفاوضات".

وأفاد الأرمن في قره باغ، بأنه "سقط 80 جريحا... بينهم، بحسب الاحصاءات الأولية، 15 مدنيا. للأسف، تم تسجيل خمس وفيات". وكانت سلطات باكو أعلنت مقتل مدني بعد إصابته بشظايا "في أعقاب هجوم شنته القوات المسلحة الأرمينية" في مدينة شوشا التي تسيطر عليها أذربيجان.

وندّد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، اليوم الثلاثاء، بدعوات إلى تنفيذ "انقلاب" في بلده، بعدما شنّت باكو عملية عسكرية في ناغورني قره باغ.

وقال في خطاب إنه "لا يجب أن نسمح لبعض الأشخاص، وبعض القوات أن تنفذ انقلابًا على الدولة الأرمينية. هناك بالفعل دعوات من أماكن مختلفة لتنفيذ انقلاب في أرمينيا"، في حين أفاد التلفزيون الأرميني بتجمّع مئات المتظاهرين أمام مقر الحكومة الأرمينية في يريفان.

ودعا باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات" حيال العملية العسكرية التي أطلقتها باكو في ناغورني قره باغ.

وقال: "أولًا، على روسيا اتخاذ إجراءات، ثمّ نأمل في أن يتخذ أيضًا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراءات".

موسكو تسعى إلى "إقناع" أرمينيا وأذربيجان بالعودة إلى "طاولة المفاوضات"

وأعلن الكرملين أن موسكو "القلقة" من "التصعيد المباغت" للوضع في ناغورني قره باغ، تسعى جاهدة لإعادة يريفان وباكو إلى "طاولة المفاوضات".

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحافيين إن "المهم هو إقناع يريفان وباكو بالجلوس إلى طاولة المفاوضات"، و"تجنّب الخسائر البشرية".

تركيا تعتبر العمليّة الأذربيجانيّة "ضروريّة"

وعدّت تركيا، اليوم، أن العملية العسكرية التي بدأتها حليفتها أذربيجان في ناغورني قره باغ "ضرورية"، داعية الطرفين للعودة إلى التفاوض.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "أذربيجان اضطرت لاتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية على أراضيها السيادية".

وشددت على ضرورة "استئناف مسار المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا".

ويعتزم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الاتصال اليوم بأطراف القتال في ناغورني قره باغ، لإنهاء العملية التي بدأتها باكو، ووصفها بأنها "فظيعة"، حسبما أعلن مسؤول أميركي.

وقال مسؤول أميركي، لم تسمّه وكالة "فرانس برس" للأنباء، إن واشنطن "كانت تأمل في أن نكون قادرين على التكيف مع المشاكل طويلة المدى"، بعد استئناف مرور المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الإثنين، مضيفًا: "يجعل ذلك هذا الحدث فظيعًا ومروّعًا بشكل خاص".

وفي وقت سابق اليوم، قال المسؤول الحقوقي في المنطقة، غيغام ستيبانيان عبر منصة "إكس": "وصل عدد الجرحى المدنيين إلى 23. عدد الضحايا المدنيين المسجّل هو اثنان". وأضاف: "استهدف (الجيش الأذربيجاني) أيضًا منشآت مدنية".

وكانت أذربيجان، قد أعلنت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أنها أطلقت "عمليات لمكافحة الإرهاب"، تستهدف القوات الأرمنية في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، إنها "بدأت عمليات لمكافحة الإرهاب في المنطقة"، مضيفة أنها تستخدم "أسلحة عالية الدقة عند الخطوط الأمامية، وفي العمق" في إطار هذه العمليات.

وتأتي هذه العملية إثر مقتل أربعة شرطيين ومدنيَّين بانفجار لغمَين في المنطقة، واتّهمت الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال "الإرهابية".

وقالت أجهزة الأمن الأذربيجانية في تقريرين منفصلين، إن الشرطيين الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشا في ناغورني قره باغ، الخاضعة لسيطرة أذربيجان، كما قُتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها.

وأوضح المصدر نفسه أن عناصر الشرطة قتلوا قرابة الساعة 04,30 بالتوقيت المحلي في نفق في إقليم خوجافند عندما كانوا يتجهون إلى موقع انفجار لغم مضاد للدروع في سيارة المدنيين اللذين قتلا في المنطقة نفسها. وأضاف أن المدنيين القتيلين موظفان في مصلحة الطرقات الأذربيجانية.

واتهمت الأجهزة الأمنية الأذربيجانية مجموعة من "المخربين" الانفصاليين الأرمن بزرع الألغام، وارتكاب عمل "إرهابي".

وتنتشر ألغام كثيرة في ناغورني قره باغ التي كانت مسرحا لحربين بين أرمينيا وأذربيجان في مطلع التسعينيات، ومن ثم في خريف العام 2020.

وأتى هذان الحادثان فيما أحرزت خطوة نحو التهدئة في ناغورني قره باغ مع وصول مساعدات إنسانية إلى المنطقة، الإثنين.

التعليقات