12/10/2023 - 23:05

القيادات الأمنية الإسرائيلية عشية "طوفان الأقصى": من عرف ماذا؟

سلسلة من الإخفاقات العسكرية والإستخباراتية تتكشف في الجانب الإسرائيلي في ظل الكشف عن معلومات وصلت إلى أجهزة أمن الاحتلال في الليلة التي سبقت هجوم جماس، وقرأها الجانب الإسرائيلي على أنها "تدريبات" لكتائب القسام في غزة؛ مكتب نتنياهو يسارع لإصدار بيان.

القيادات الأمنية الإسرائيلية عشية

(مكتب الصحافة الحكومي)

أشارت تقارير إسرائيلية إلى مداولات أمنية إسرائيلية عشية الهجوم الذي شنته "كتائب القسام"، فجر السبت الماضي، على المواقع العسكرية لفرقة غزة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال والبلدات الإسرائيلية في "غلاف غزة"، على خلفية معلومات وردت للجانب الإسرائيلي في الليلة التي سبقت "طوفان الأقصى"، وتم تقييمها بأنها "ضعفية" وقد تشير إلى "تدريب" محتمل لفصائل المقاومة.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن هذه المعلومات وصلت إلى كبار القيادات العسكرية وأجهزة الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ("أمان")، أهارون حاليفا، وغيرهم من القيادات العسكرية والأمنية.

وشملت هذه المعلومات رصد "تحركات استثنائية" في قطاع غزة المحاصر، الأمر الذي تم تفسيره إسرائيليا، في أعقاب جلسة لتقييم الأوضاع عقدها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ورئيس الشاباك، على أنها "تدريبات عسكرية" لكتائب القسام؛ وتقرر عدم رفع حالة التأهب في محيط القطاع المحاصر أو تعزيز قوات الاحتلال في المنطقة.

بار وهليفي (تصوير: الجيش الإسرائيلي)

وفي خضم هذا الجدل، قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن "رئيس الحكومة، نتنياهو، أُطلع فقط في الساعة 06:29 بالضبط، عندما اندلع القتال وليس قبل ذلك. ذهب على الفور إلى مقر وزارة الأمن (الكرياه)، وقام بتقييم الوضع واستدعى الكابينيت".

جاء ذلك في بيان مقتضب صدر في ظل المؤشرات على سلسلة من الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، أدت إلى الفشل في التصدي للهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام على فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية والبلدات الإسرائيلية في ما يسمى بـ"غلاف غزة"، فجر السبت الماضي.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") بأنه على ضوء المعلومات التي وردت إلى الجانب الإسرائيلية عشية هجوم كتائب القسام، أجرى رئيس أركان الجيش، هليفي، جلسة لتقييم الأوضاع بمشاركة عدد من كبار الضباط تقرر في نهايتها عدم رفع حالة التأهب في القطاعات الجنوبية في جيش الاحتلال.

معلومات "ضعيفة"

كما أجرى، بحسب "كان 11"، رئيس الشاباك، بار، تقييما للأوضاع في مقر جهازه، وأجرى مداولات عقب تلقي المعلومات، واعتبرها الجهاز "ضعيفة" نسبيًا، ومع ذلك، تقرر خلال الليل إرسال فريق مشترك من الشاباك والقوات الشرطية الخاصة لـ"التعامل مع التهديد المحتمل بالتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية أو عمليات اختطاف إلى قطاع غزة".

ووفقا لهيئة البث، فإن بعض عناصر هذا الفريق قتلوا في المعارك الأولى التي اندلعت إثر هجوم كتائب القسام؛ ونقلت القناة عن مسؤول مطلع على المعلومات الواردة كان "هناك مؤشرات وكان هناك خطأ في التقييم المهني. الآن وقت القتال. التحقيق سيتم لاحقا، كلنا نرى العواقب الوخيمة".

بار وليفي: مداولات مشتركة وأخرى مستقلة

وفي الليلة التي سبقت الهجوم، أجريت مداولات هاتفية بين هليفي وبار وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي، على رأسهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، بشأن رصد "نشاط غير عادي" في قطاع غزة، وفسّر الجانب الإسرائيلي ذلك على أنه تدريب، كما "دعمت" المعلومات الاستخباراتية الواردة الاعتقاد الإسرائيلي بأن هذه التحركات تأتي في إطار تدريب لفصائل المقاومة.

كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى "تحذيرات محددة" وصلت إلى الاستخبارات العسكرية تقرر على إثرها إلى إجراء مداولات أمنية هاتفية عشية هجوم القسام؛ وذكرت القناة أن قائد القيادة الجنوبية ورئيس "أمان" انضما إلى المداولات، وتقرر الانتظار حتى الصباح لمعالجة المعلومات الواردة.

وثيقة استخباراتية

وبحسب القناة 12، فإن المؤشرات بدأت ترد من قطاع غزة جاءت على محورين زمنيين؛ الأول قبل نحو شهر، والثاني عشية الهجوم؛ وذكرت القناة أن هذه المعلومات لم تعتبر "حاسمة"، معتبرة أن "تسلسل الأحداث يظهر أنه كان من الخطأ الانتظار حتى الصباح، بل تنفيذ بعض الإجراءات الوقائية التكتيكية كرد فعل أولي لمنع الخداع والمفاجأة".

وأكد التقرير أنه قبيل هجوم كتائب القسام، تم صياغة وثيقة استخباراتية أخرى، والتي تم تحويلها إلى قادة الأجهزة الأمنية في رسائل ولم يتم إجراء أي محادثات هاتفية بشأنها.

إطلاع السكرتير العسكري لنتنياهو

وفي ساعات الصباح الأولى يوم السبت، قبيل بداية الهجوم، تلقى السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، بحسب القناة 12، مكالمة هاتفية من الشاباك تحتوي على مؤشرات مثيرة للقلق حول وجود "استعدادات مشبوهة"؛ وتم نقل هذه المعلومات إلى نتنياهو الذي توجه إلى مقر وزارة الأمن.

وأكد موقع "واينت" أن "المعلومات الضعيفة" التي وصلت إلى الشاباك والجيش قبيل هجوم "طوفان الأقصى" تحرك قوات حماس على طول خط التماس، مؤكدا أن رئيس الشاباك ذهب خصيصا إلى مقر الجهاز لإجراء مداولات أمنية؛ وبقي هناك حتى اندلاع الهجوم.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن المشاورات الأمنية التي جرت بين منتصف الليل والخامسة صباحا، قبل هجوم القسام، في مقر الشاباك، تظهر أن رد الفعل الإسرائيلي كان جديا، حيث أرسل الشاباك فريقا خاصا إلى منطقة غزة في وقت مبكر من الصباح.

فشل في التقدير

وأضاف "مع ذلك، يعترف كبار المسؤولين في الجيش والشاباك أنهم لم يتوقعوا عملية واسعة النطاق لحماس، بل كانت إشارة ضعيفة تحدثت عن احتمال إطلاق صواريخ أو اختراق محدود للسياج، أو محاولة لإجراء عملية اختطاف"، وشدد مسؤولون في أجهزة الأمن الإسرائيلية "كان من المستحيل أن نستنتج من هذه المعلومات إمكانية حدوث هجوم كبير".

وبحسب "واينت"، فإنه تم إطلاع السكرتير العسكري لرئيس الحكومة على هذه المعلومات في حوالي الساعة السادسة صباحًا فقط، قبل بدء الهجوم مباشرة؛ علما بأن مكتب نتنياهو شدد في بيان مقتضب، أنه لم تم إطلاع رئيس الحكومة سوى في الساعة 6:29، مع بدء الأعمال القتالية.

وبحسب "واينت"، وصل نتنياهو إلى "الكرياه" في تمام الساعة السابعة والنصف صباح يوم السبت. وقال يهوشواع إنه ليس من الواضح خلال هذه الفترة كيف دارت الأمور وجرى الاتصال بين القيادات العسكرية والقوات هاجمها مقاتلو القسام في مقراتها العسكرية في محيط القطاع المحاصر.

التعليقات