في مكالمة مع غالانت: أوستن يشدد على ضرورة "احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي"

فيما ترفض إسرائيل الدعوات المتزايدة من الحلفاء الغربيين لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في قطاع غزة، وزير الدفاع الأميركي يهاتف نظيره الإسرائيلي، ويشدد على "ضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي".

في مكالمة مع غالانت: أوستن يشدد على ضرورة

(Getty Images)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم السبت، أن وزير الدفاع، لويد أوستن، أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، بحثا خلالها "حرب إسرائيل على حماس" في قطاع غزة المحاصر، وفقا لما جاء في بيان مقتضب صدر عن المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وأفاد البنتاغون بأن أوستن جدد التأكيد على ما تصفه واشنكن بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، كما جدد التأكيد على "أهمية حماية المدنيين وتقديم الإغاثة الإنسانية"، وذلك فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني "أن الدبابات الاسرائيلية أصبحت على بعد 20 مترا من مستشفى القدس"، وسط استهداف مباشر لمجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع.

وشدد وزير الدفاع الأميركي على "ضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي".

تزايد المخاوف لدى الحلفاء

يأتي ذلك فيما رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، السبت، الدعوات المتزايدة من الحلفاء الغربيين لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في قطاع غزة، في الوقت الذي اقتربت فيه قوات الاحتلال من أكبر مستشفى في غزة، والذي تدعي إسرائيل أنه مركز القيادة الرئيسي لحركة حماس، لكنه يستضيف آلاف المرضى والباحثين عن مأوى.

وقال نتنياهو إن المسؤولية عن أي ضرر يلحق بالمدنيين تقع على عاتق حماس، مكررا الاتهامات القائمة منذ فترة طويلة بأن الحركة تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وسط تأكيدات بأنه حتى لو كانت إسرائيلة صادقة في هذه المزاعم فإن ذلك لا يبرر ارتكاب جرائم حرب في استهداف المدنيين والمنشآت الطبية.

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد أن ضغط الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أجل وقف إطلاق النار وحث القادة الآخرين على الانضمام إلى دعوته، وقال لـ"بي بي سي" إنه "لا يوجد مبرر" للقصف الإسرائيلي المستمر؛ ومع دخول الشهر الثاني من الحرب، هناك اختلافات متزايدة في الرؤى الدولية حول الكيفية التي يجب على إسرائيل أن تخوض بها المعركة.

وتضغط الولايات المتحدة من أجل وقف مؤقت من شأنه أن يسمح بتوزيع المساعدات الضرورية على المدنيين في المنطقة المحاصرة حيث تزداد الظروف سوءا. لكن إسرائيل لم توافق حتى الآن إلا على فترات يومية قصيرة يتمكن خلالها المدنيون من الفرار من منطقة القتال البري في شمالي غزة والتوجه جنوبا سيرا على الأقدام على طول الشريان الرئيسي بين شمالي وجنوبي القطاع.

منذ الإعلان عن مواعيد الإخلاء هذه لأول مرة قبل أسبوع، نزح أكثر من 150 ألف مدني من الشمال، وفقا لمراقبي الأمم المتحدة. وما زال عشرات الآلاف غيرهم في شمالي غزة، يلجأ كثيرون منهم إلى المستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة المكتظة.

وعارض المدنيون الفلسطينيون والمدافعون عن حقوق الإنسان تصوير إسرائيل لمناطق الإخلاء الجنوبية على أنها "آمنة نسبيا"، مشيرين إلى أن القصف الإسرائيلي استمر في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الغارات الجوية في الجنوب التي تقول إسرائيل إنها تستهدف قادة حماس، ولكنها أدت أيضا إلى استشهاد النساء والأطفال.

كما أن لدى الولايات المتحدة وإسرائيل وجهات نظر متباينة حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه غزة بعد الحرب. فقد قال نتنياهو والقادة العسكريون إن هذا يجب أن تمليه فقط احتياجات إسرائيل الأمنية، مثل ضمان عدم ظهور أي تهديدات من المنطقة. وقالت إسرائيل إن الهدف الرئيسي للحرب هو "سحق حماس".

وطرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في حديثه للصحافيين، يوم الجمعة الماضي، خلال جولة في آسيا، ما قال إنها مبادئ أساسية لغزة ما بعد الحرب، والتي يبدو أن بعضها يتعارض مع النهج الضيق الذي تتبعه إسرائيل.

وقال بلينكن إن هذه المبادئ تشمل "عدم التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، وعدم استخدام غزة منصة لشن الإرهاب أو الهجمات الأخرى ضد إسرائيل، وعدم تقليص أراضي غزة، والالتزام بحكومة يقودها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، وبطريقة موحدة".

التعليقات