تقرير: حماس تعلق مفاوضات الرهائن بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء

لليوم الثالث على التوالي، تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية حصار مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة. مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الرهائن في غزة يقول لرويترز إن حركة حماس علقت المفاوضات بشأن الرهائن بسبب ما تقوم إسرائيل تجاه مستشفى الشفاء.

تقرير: حماس تعلق مفاوضات الرهائن بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء

(Getty Images)

علقت حركة حماس، اليوم الأحد، المفاوضات بشأن الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة المحاصر، بسبب ما تقوم به إسرائيل تجاه مجمع الشفاء الطبي الذي تحاصره قوات الاحتلال لليوم الثالث على التوالي، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاتلين الفلسطينيين في محيطه.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

جاء ذلك بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول فلسطيني وصفته بـ"المطلع على محادثات الرهائن في غزة"، فيما يتعرض المستشفى لإطلاق نار كثيف مع اقتراب القوات الإسرائيلية منه، وسط تقارير عن استهدافات مباشرة لكل ما يتحرك في محيطه، فيما باتت "الطواقم الطبية عاجزة عن العمل".

وصفقة تبادل الأسرى المطروحة حاليا تشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من الأطفال والنساء في سجون الاحتلال وإدخال وقود لقطاع غزة، مقابل إطلاق سراح حوالي 80 امرأة وطفلا من المدنيين الذي تحتجزهم فصائل المقاومة في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ومن المتوقع أن تتم هذه الصفقة في غضون أيام على أن يسلم الرهائن تدريجيا.

نتنياهو يتحدث عن احتمال التوصل إلى اتفاق

بدوره، أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، مساء اليوم، الأحد، إلى احتمال التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة.

ولدى سؤاله عن إمكان التوصل إلى اتفاق بشأن النساء والأطفال والمسنين المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، أجاب نتنياهو: "ذلك محتمل، ولكن كلما قللت كلامي عن هذا الموضوع، ازدادت فرص تحقّقه".

من استهداف إسرائيلي سابق للنازحين في مجمع الشفاء (الأناضول)

وادعى نتنياهو أن الأمور تتقدم بفضل الضغوط العسكرية الإسرائيلية، قائلا: "لم نكن قريبين على الإطلاق (من التوصل إلى اتفاق)، حتى بدأنا العمليات البرية... في اللحظة التي بدأنا فيها العمليات البرية، بدأت الأمور تتغير".

وأضاف أن "الضغط على قادة حماس هو ما يمكن أن يؤدي إلى اتفاق، وإذا أتيح اتفاق فسنتحدث عنه عندما يكون قائما، وسنعلن عنه إذا تم التوصل إليه".

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حوالى 240 شخصا تم احتجازهم أسرى ورهائن في قطاع غزة خلال اليوم الأول من هجوم حماس.

مستشفيات غزة أمام كارثة إنسانية جراء التوغل الإسرائيلي

وأكد مدير مجمع الشفاء، محمد أبو سلمية، أن "الجثث بالعشرات لا يمكن التعامل معها أو دفنها"، وأن "المستشفى محاصر تماما والقصف مستمر في محيطه".

وأكد شهود عيان أن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف المجمع بقنابل الفوسفور وقنابل الدخان، وقصفت مبنى العناية المركزة وقسم جراحة القلب، ما أدى إلى أضرار كبيرة بالمبنيين.

وأكد مسؤول في وزارة الصحة في قطاع غزة أن غارة إسرائيلية دمّرت مبنى قسم أمراض القلب في مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة، مع احتدام القتال في محيط مستشفيات القطاع. وقال وكيل وزارة الصحة، يوسف أبو الريش، إن "الاحتلال دمر بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء" الأكبر في قطاع غزة.

استهداف إسرائيلي للنازحين في الشفاء، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة، إن "أضرارا كبيرة لحقت بمبنى العناية المركزة بمجمع الشفاء، جراء استهدافه للمرة الثانية من جانب الجيش الإسرائيلي". وأضاف القدرة أن "الاحتلال استهدف قبل قليل عددا من الأشخاص، خلال محاولتهم مغادرة مجمع الشفاء الطبي".

مزاعم إسرائيلية: حماس رفضت عرضا إسرائيليا بتقديم الوقود لمستشفى الشفاء

وفي المقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، زعم نتنياهو أن إسرائيل عرضت تقديم الوقود لمستشفى الشفاء في غزة والذي توقف عن العمل في خضم قتال عنيف مع حماس، لكن الحركة رفضت استلامه.

وسئل نتنياهو عما إذا كانت مزاعم إسرائيل بأن حماس لها مركز قيادة تحت المستشفى الرئيسي في غزة، تبرر تعريض حياة المرضى والأطفال للخطر.

وقال نتنياهو "بالعكس، عرضنا في الواقع الليلة الماضية منحهم ما يكفي من الوقود لتشغيل المستشفى وتشغيل الحضانات وما إلى ذلك لأننا (ليس لدينا) معركة مع المرضى أو المدنيين على الإطلاق".

وسُئل نتنياهو عما إذا كان لدى إسرائيل خطة لتوصيل الوقود إلى غزة لتشغيل المستشفيات، فقال "عرضنا على مستشفى الشفاء الوقود، لكنهم رفضوا.

توقف الخدمات الصحية في المستشفى.. عشرات الجثامين في محيطه

وتابع "حماس (التي) تختبئ في المستشفيات وتتمركز هناك، لا تريد الوقود للمستشفى... يريدون الحصول على الوقود الذي سيأخذونه من المستشفيات لأنفاقهم، إلى آلة الحرب الخاصة بهم".

وتنفي حماس مزاعم إسرائيل بأن لها مراكز قيادة تحت مستشفى الشفاء ومستشفيات غزة الأخرى. ولم تعلق بعد على تصريحات نتنياهو.

وفي أعقاب تصريحات نتنياهو، نشر ما ادعى أنه تسجيل لمكالمة توثق مزاعم بأن الجيش الإسرائيلي عرض تزويد مستشفى الشفاء بـ300 لتر من الوقود للأغراض الطبية العاجلة، الليلة الماضية، وأن حماس منعت استلام الوقود.

وقال جيش الاحتلال، في بيان، أن قواته وصلت صباح اليوم إلى مدخل المستشفى وزودته بـ300 لتر من الوقود للأغراض الطبية العاجلة. وادعت أن وكيل وزارة الصحة، يوسف أبو الريش، منع تسلم الوقود.

بدوه، نفى مدير مشفى الشفاء، أبو سلمية، مزاعم الاحتلال، وقال "تواصل معي الجيش الإسرائيلي لتسليمي 300 لتر من السولار لا تكفي إلا لربع أو نصف ساعة. لم نرفض استلامها، وطلبنا أن تأتينا عبر الصليب الأحمر الدولي وليس أن أتوجه أنا إلى الجيش لاستلامها".

لا بد من تدخل عاجل

ودعا إلى "تدخل عاجل، لإنقاذ الأوضاع في مجمع الشفاء الطبي، وإلا سنفقد مزيدا من الجرحى". كما حذر مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، الأحد، من أن نحو 650 مريضا وجريحا، منهم 36 طفلا، باتت حياتهم في خطر بسبب الوضع الكارثي في مجمع الشفاء الطبي.

واتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، الأحد، إسرائيل، بارتكاب كارثة داخل مستشفيات قطاع غزة، خصوصًا مجمع الشفاء الطبي. وقالت الكيلة، في بيان صحافي، إن الجيش الإسرائيلي يلقي الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم، و"هذا ليس إخلاءً بل طردًا تحت تهديد السلاح".

"الطواقم الطبية عاجزة عن العمل" في مستشفى الشفاء (أ.ب.)

ويبلغ عدد مباني مجمع الشفاء نحو 10 مبان للتخصصات المختلفة، أبرزها مباني العناية المركزة وجراحة القلب، والحروق، والكلى وثلاجات الموتى. كما تواصل القوات الإسرائيلية حصار مستشفى الرنتيسي، ومستشفى الرنتيسي للأطفال في حي النصر، وأصبحت على بُعد أمتار من مستشفى القدس في حي تل الهوى، في حين أنها لم تقتحم أيا منها.

الأطباء جمّعوا 30 من الأطفال الخُدّج في غرفة واحدة

ووفق مصادر طبية، فإن الأطباء جمّعوا 30 من الأطفال الخُدج بمجمع الشفاء في غرفة واحدة، لتوفير درجة حرارة مناسبة لهم، كي يبقوا على قيد الحياة في ظل تعطل الحاضنات الخاصة لهم. ولم تستطع الكوادر العاملة في مجمع الشفاء، حصر أعداد القتلى بسبب استمرار الاستهداف الإسرائيلي للمجمع ومحيطه، ما يُعيق التحرك في تلك المناطق المستهدفة.

القوات الإسرائيلية تحاول التوغل شرق مجمع الشفاء

وعلى صعيد العمليات العسكرية داخل مدينة غزة، فإن الاشتباكات ماتزال مستمرة في حي النصر ومخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، ومنطقة الميناء، بالإضافة إلى بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع.

ووفق مصادر محلية، فإن القوات الإسرائيلية تحاول التوغل بحذر شرقي مجمع الشفاء الطبي، بعدما أصبحت على بُعد أمتار منه غربا، لكنها لم تصل بعد إلى المناطق الشرقية، بالإضافة إلى قصف مركز يستهدف مناطق مختلفة لتأمين التوغل باتجاه الشرق.

التعليقات