واشنطن تستخدم الفيتو بمجلس الأمن: 13 دولة من أصل 15 صوتت لصالح وقف إطلاق نار فوري في غزة

فشل مجلس الأمن الدولي بتبني مشروع قرار عربي يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري وإنساني في قطاع غزة رغم تصويت 13 دولة من أصل 15 لصالحه، وذلك بعد أن استخدمت واشنطن حق النقض "الفيتو".

واشنطن تستخدم الفيتو بمجلس الأمن: 13 دولة من أصل 15 صوتت لصالح وقف إطلاق نار فوري في غزة

من جلسة مجلس الأمن (Gettyimages)

استخدمت الولايات المتحدة الجمعة حق النقض (الفيتو) خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف "إطلاق نار إنساني فوري" بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع بريطانيا عن التصويت.

واعتبر نائب المندوبة الأميركية روبرت وود أن مشروع القرار "منفصل عن الواقع" و"لن يؤدي إلى دفع الأمور قدما على الأرض".

وقال وود "في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار" لأن ذلك "سيؤدي فقط إلى زرع بذار الحرب المقبلة"؛ على حد تعبيره.

واعتبر السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، غلعاد إردان، أن "الطريق الحقيقي للسلام هو فقط دعم مهمة إسرائيل، وليس على الإطلاق الدعوة لوقف إطلاق النار".

من جهته، قال سفير فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور "لقد حان وقت التحلي بالشجاعة (...) يجب أن تتحركوا الآن".

وكان أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد وجه الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لها منذ عقود.

ويأتي ذلك فيما يعاني القطاع من نقص المواد الغذائية والماء والوقود والأدوية في وقت نزح 1,9 مليون شخص أي 85% من سكانه وسط دمار وأضرار طالت نصف مساكنه. وتقول الأمم المتحدة إن هؤلاء يواجهون نقصا حادا في الغذاء والوقود والمياه والدواء، فضلا عن التهديد المتزايد للأمراض.

ودعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، في وقت سابق الجمعة إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة.

وقال "أدعو جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، مضيفا "إن الدعوة إلى وضع حد لإزهاق أرواح الفلسطينيين في غزة لا تمثل إنكارا للهجمات البغيضة التي وقعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل".

وسبق لمجلس الأمن أن رفض في الأسابيع التي تلت اندلاع الحرب اربعة مشاريع قرارات في ظل انقسام الدول الكبرى. وتتالت الدعوات الجمعة لحضّ المجلس على تبنّي قرار لوقف النار.

وقد دعا وفد يضم وزراء خارجية دول عربية وتركيا يزور الولايات المتحدة الجمعة إلى وقف فوري للأعمال القتالية في قطاع غزة. وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، باسم وزراء الخارجية العرب "نعتقد بأنه من الضروري وضع حد للمعارك بشكل فوري".

من جهتها، اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة أن عدم تحرك مجلس الأمن يجعله "شريكا في المجزرة" في غزة.

وخرج المجلس عن صمته أخيرا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر باعتماده قرارا دعا إلى "هدنات وممرات إنسانية" في قطاع غزة، وليس إلى "وقف إطلاق نار".

ومنذ اندلاعها، لم تتوقف الحرب والمعارك سوى لفترة سبعة أيام تخللها تبادل رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وتثير الحرب مخاوف من توسعها إقليميا. إذ منذ اندلاعها تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وهجمات ينفذها الحوثيون باتجاه إسرائيل، باستثناء هدنة الأيام السبعة في غزة.

التعليقات