طمرة: إضراب عام وشامل الأحد عقب جريمة قتل فتى

أعلنت بلدية طمرة واللجنة الشعبية في المدينة مساء السبت، عن الإضراب العام في المدينة غدا احتجاجا على جريمة القتل التي راح ضحيتها الفتى أمير دواهدي أبو الهيجاء (16 عاما).

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وجاء قرار الإضراب بعد جلسة دعت إليها بلدية طمرة بمشاركة اللجنة الشعبية ولجنة أولياء أمور الطلاب المحلية وعدد من الناشطين من المدينة.

وقتل الفتى أبو الهيجاء في جريمة إطلاق نار ارتكبت بعد انتصاف ليل الجمعة – السبت، وأقر وفاته في مستشفى "رمبام" في ساعات الفجر بعد فشل محاولات إنقاذ حياته.

وقال رئيس بلدية طمرة، موسى أبو رومي، إن "كافة الأطياف بالمدينة اتفقت على إعلان الإضراب العام، وباسم بلدية طمرة نتبنى هذا الموقف الموحد الذي يؤكد على أن المصاب مصابنا جميعا في طمرة، وجريمة قتل الفتى أمير مؤلمة لنا جميعا، بهذا أدعو جميع أهالي المدينة والمؤسسات المختلفة إلى الالتزام بالإضراب غدا، والذي أسميناه حداد عام على مقتل ابننا أمير دواهدي".

وأضاف "سأدعو قيادة الشرطة لبلدية طمرة ونطالبها بخطة مدروسة وواضحة لمكافحة العنف والجريمة في المدينة، سنضع الشرطة عند مسؤوليتها ونراقب خطتها لمكافحة العنف والجريمة. أما على مستوى البلدية سنتخذ خطوات جريئة لم تُتخذ من قبل ضد ظاهرة العنف والجريمة، وسأكون أول من يتجند لمحاربة هذه الظاهرة".

وأشار أبو رومي إلى "أننا في بلدية طمرة بصدد بناء خطة لمكافحة العنف والجريمة في المدينة تكون معالم الخطة واضحة وبمشاركة الجمهور الطمراوي، بهذا سنعلن عن مؤتمر جامع لجميع أطياف مدينة طمرة تنبثق من خلاله لجنة توجيه تضع خطة بالاستعانة بالخبراء ليتم تطبيقها في مدينة طمرة، تشمل 3 مسارات: خطة آنية لمحاربة الوضع الحالي وخطة متوسطة المدى وأخرى بعيدة المدى".

وناشد جبر حجازي الذي قتل شقيقه برصاص الشرطة الإسرائيلية، الجميع الالتزام في الإضراب العام لمساندة أهالي الفقيد أمير قائلا "عندما فقدنا أخي الشهيد أحمد شعرنا بمساندة الناس وموقفهم لجانبنا، وأدرك جيدا رغم المصاب الجلل والألم الكبير إلا أن الالتزام بالإضراب والمشاركة في الجنازة لتكون مهيبة ستكون رسالة لعائلة الفقيد بأنها ليست وحدها بل جميعنا نساندها في هذا الفقدان".

ومن جانبها، حملت عضو بلدية طمرة، المربية مريم عواد، المسؤولية للشرطة في ظل تفاقم ظاهرة العنف والجريمة قائلة "الشرطة لا تساعد في نزع السلاح والقضاء على ظاهرة العنف والجريمة، وللأسف تحولت جرائم العنف لأمر روتيني في حياة مجتمعنا، ما تسبب بإحباط وخنوع لدى شبابنا لعدم توفر الأمن والأمان وملاحقة المجرم. إعلان الاضراب هو خطوة مهمة بالإضافة لدعوة الجميع للمشاركة في الجنازة غدا، لكننا لن نتراجع عن مطالبة الشرطة بالقيام بواجبها لاقتلاع الأسلحة المنتشرة بالبلد لأنها سلاح مدمر للبنية والنسيج الاجتماعي في بلدنا".

وتحدثت المستشارة التربوية وعضو لجنة الأولياء المحلية في مدرسة د. هشام أبو رومي، منال سرحان حجازي عن تجند المستشارين والاختصاصيين النفسيين في مدارس طمرة بهدف تحديد دوائر الإصابة النفسية المتعلقة بالطلاب الذين بحاجة لدعم عاطفي ونفسي. وأن اللجنة على استعداد للتعاون مع أي خطة تهدف لاجتثاث العنف والجريمة من المجتمع".

وذكر رئيس اللجنة الشعبية في طمرة، محمد صبح، أن "الإضراب العام غدا يحمل عدة رسائل وهي أولا أن المصاب بفقدان أمير دواهدي هو مصابنا جميعنا كأهالي طمرة، والرسالة الثانية موجهة ضد كل من يخطط بالانحدار في مستنقع العنف والجريمة بأن أهالي المدينة موحدون ضده، أما الرسالة الأخيرة فهي موجهة للشرطة للقيام بدورها وواجبها إزاء ظاهرة العنف والجريمة ورغم تقاعسها إلا أننا ملزمين باستمرارية المطالبة".

ودعا عضو بلدية طمرة، المحامي لؤي لوباني، رئيس بلدية طمرة إلى تشكيل لجنة خاصة لمكافحة العنف والجريمة والتي تضم اختصاصيين لتكون مسؤولة عن العمل أمام الجهات الرسمية، وأولها مراقبة عمل مركز الشرطة في مدينة طمرة، وقال "نحن خصصنا أموالا لمركز الشرطة مع توفير مبنى لها في المدينة ومن حقنا كلجنة أن نراقب عمل الشرطة، وفقا لإدارة مستندة إلى معطيات عن ملفات العنف في المدينة التي بحوزة الشرطة".

وجاء في بيان مشترك للبلدية واللجنة الشعبية ولجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في طمرة، أن "هذه الجريمة النكراء لم يردع منفذوها شهر رمضان المبارك ولا استمرار الحرب على أبناء شعبنا في غزة، وتأتي استمرارا لحوادث القتل شبه اليومية في مجتمعنا العربي النازف".

وأضاف البيان "نحمل الشرطة مسؤولية هذه الجريمة خصوصًا وغياب الأمن والأمان في مجتمعنا العربي عموما، بفعل تقصيرها وتواطئها مع انتشار السلاح والعنف والجريمة، وسنستخدم كل الوسائل المتاحة للضغط عليها وإلزامها القيام بواجباتها".

وتابع "نؤكد على أننا عائلة طمراوية واحدة كالجسد الواحد والبنيان المرصوص نقف في وجه العنف والجريمة، ولن تمر هذه الجريمة النكراء دون صرخة طمراوية موحدة ومدوية في وجهها".

وورد في البيان "نتابع عن كثب إجراءات تسريح جثمان الشاب المرحوم أمير دواهدي مع العائلة منذ حصول الجريمة. وسيتم الإعلان عن موعد الجنازة فور توفر المعلومات الدقيقة".