وكالة: مخزون اليورانيوم الإيراني تخطى حاجز الاتفاق النووي

تجاوزت إيران، اليوم، الإثنين، السقف الذي حدّده الاتفاق النووي مع الدول الكبرى عام 2015، لتخزين اليورانيوم المخصّب.

وكالة: مخزون اليورانيوم الإيراني تخطى حاجز الاتفاق النووي

روحاني في مفاعل نووي (أ ب)

تجاوزت إيران، اليوم، الإثنين، السقف الذي حدّده الاتفاق النووي مع الدول الكبرى عام 2015، لتخزين اليورانيوم المخصّب.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن رسميّة أن مستوى اليورانيوم المخصّب الموجود عندها تجاوز اليوم عتبة الـ300 كيلوغرام.

وانسحبت الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع إيران في أيار/ مايو 2018، من جانب واحد، وأعادت فرض عقوبات عليها، بسبب البرنامج النووي، أضافت إليها، لاحقًا، عقوبات بسبب "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، الأمر الذي رفع من حدّة التوترات في المنقطة، خصوصًا بعد التعزيزات العسكريّة الأميركيّة في الخليج العربي.

وفي العشرين من حزيران/ يونيو الماضي، وصل التوتر بين إيران والولايات المتحدة إلى حدّ توجيه ضربة عسكريّة أميركيّة لمرافق إيرانيّة، تراجع عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد أن أمر بها، في أعقاب إسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركيّة قالت إنها اقتحمت مجالها الجويّ.

وردًا على إعادة العمل بالعقوبات الأميركية، أعلنت إيران في أيار/ مايو الماضي، نيتها تعليق تنفيذ عدد من التزاماتها في حال لم يساعدها الأوروبيون والروس والصينيون في الالتفاف على التدابير الأميركية.

وأشارت طهران إلى أنها باتت في حل من التزاماتها الواردة في اتفاق فيينا بشأن مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم الضعيف التخصيب، وهددت بالتخلي عن التزامات اخرى ابتداء من السابع من تموز/ يوليو المقبل.

وإيران ملزمة بحسب الاتفاق بعدم تخصيب اليورانيوم بمعدل أعلى من 3,67%، وهي مجبرة بيع إنتاجها من اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة إلى الخارج حتى لا يتخطى مخزونها المعدلات المنصوص عليها في الاتفاق.

ويمكن لإيران، في إطار تخليها عن التزاماتها، أن تتوقف عن بيع إنتاجها من اليورانيوم المخصب، نظراً لأنه بسبب العقوبات الأميركية الجديدة التي فرضت عليها مطلع أيار/ مايو، بات من المستحيل لطهران أصلًا أن تتمكن من بيع إنتاجها من اليورانيوم المخصب.

وأعطت إيران في إعلانها مهلة ستين يومًا للأوروبيين حتى يتوصلوا إلى حلّ يمكن أن يخرج القطاعين النفطي والمصرفي الإيرانيين من عزلتهما التي تسببت بها العقوبات الأميركية. وتهدد طهران في حال فشل الأوروبيون في ذلك، بتخصيب اليورانيوم بمعدل يفوق 3,67% وأن تستأنف التعديلات على مفاعل آراك (وسط البلاد) للمياه الثقيلة والتي أوقفت بموجب اتفاق فيينا.

والأسبوع الماضي، اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن "أقصر طريق لتحقيق مصالح الجميع"، هي وفاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتعهداتهم، والعودة للاتفاق النووي، فيما أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، أن بلاده لن تتراجع أمام العقوبات الأميركية و"الإهانات" ضدها.

وقال خامنئي في خطاب نشر مكتبه مقتطفات منه إن "الشعب الإيراني أظهر اقتداره ومجده وعزته ليس في الفترة الأخيرة فقط إنما خلال الأربعين سنة الماضية"، مؤكدا أن "إيران لن تتراجع أمام الحظر الأميركي القاسي والإهانات"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

وأضاف أن "أكثر الحكومات شرّاً في العالم أي أميركا، التي تتسبب للشعوب بالحروب والنزاعات والغارات طوال التاريخ، بادرت إلى اتهام الشعب الإيراني ذائع الصيت وإهانته"، مؤكدا أن "الشعب الإيراني سيحقق بقوة وجدارة جميع الأهداف التي رسمها" كما ذكرت "إرنا".

وتابع خامنئي "أن ضغوط الأعداء الظالمين مهما بلغت لن تترك تأثيرا على الشعب الإيراني الطامح للعزة والاستقلال والتقدم".

وأشار روحاني أن الولايات المتحدة أرسلت لبلاده رسالة مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وفي نفس اليوم أعلنت تطبيق عقوبات على قطاع البتروكيماويات الإيراني، وهو أمر يتعارض مع العرف السياسي.

وحول تصريح ترامب عن قلقه من امتلاك إيران سلاح نووي، قال روحاني إنه في حال كان ترامب قلق بالفعل بشأن السلاح النووي فعليه أن يوجه حديثه لإسرائيل.

وبخصوص إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة الأسبوع الماضي قال روحاني: "نحن لا نريد حربا ولا صراعا في المنطقة، ولكننا لن نسمح أيضا بالهجوم على بلادنا. انتهاك حدودنا خط أحمر لا نسكت عليه".

التعليقات