سين جيم: إيران والاتفاق النووي... ماذا بعد؟

على ماذا ينصّ القرار الإيراني؟ هل هنالك ضغوط داخليّة على روحاني؟ هل يشكّل القرار الإيراني خرقًا فوريًا للاتفاق النووي؟ ما هو الردّ الأوروبي المتوقّع؟ في ظلّ التحشيد العسكريّ الأميركي في المنقطة، هل أميركا مقبلة على مواجهة عسكريّة؟

سين جيم: إيران والاتفاق النووي... ماذا بعد؟

من لوحة في شوارع طهران (أ ب)

أعلنت إيران، اليوم، الأربعاء، وقف تنفيذ بعض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، مدفوعةً بتشديد العقوبات الأميركيّة عليها في محاولة لتصفير صادراتها من النفط، وبضغط من تيّار المتشددّين داخل النظام الإيراني.

سين: على ماذا ينصّ القرار الإيراني؟

جيم: بحسب ما أعلن الرئيس، حسن روحاني، فإنّ إيران أمهلت الدول الغربيّة ستين يومًا لإيجاد حلول لها للعقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركيّة عليها، خصوصًا في مجاليّ النفط والبنوك.

وفي ختام الستّين يومًا، إن لم "تحافظ الدول على المصالح الإيرانيّة في الاتفاق النووي"، فإن بلاده لن تلتزم بالسقف الذي حدده الاتفاق لمخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة.

خلال مفاوضات الاتفاق النووي (أ ب)
خلال مفاوضات الاتفاق النووي (أ ب)

وكان الاتفاق النووي قد ألزم إيران بألا تخزّن أكثر من 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بمستوى 3.5٪، على ألا تخزّن أكثر من 130 طنا من المياه الثقيلة.

سين: هل هنالك ضغوط داخليّة على روحاني؟

جيم: تعكس تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني الناريّة، خلال الأسابيع الماضية، والدعوة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي، صراعًا داخل النظام الإيراني، برز في اتهامات المعسكر المتشدّد لروحاني، أكثر من مرّة، بـ"تعليق آمال لا فائدة منها على الدول الأوروبيّة". وخلال الأسابيع الماضيّة، دعت صحيفة "كيهان" (المحسوبة على التيّار الأكثر تشدّدًا) الحكومة الإيرانيّة إلى الإعلان عن "تدابير عمليّة أبعد من التصريحات السياسيّة من خلال التوضيح أن إيران لا نيّة لديها لإبقاء الصفقة بأي ثمن"، بحسب موقع "ألمونيتور".

يُرجّح محللون غربيّون أن تكون الضغوطات الداخلية هي الدافع الأساس وراء قرار روحاني، بالإضافة إلى قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تصفير الصادرات النفطية الإيرانيّة.

سين: هل يشكّل القرار الإيراني خرقًا فوريًا للاتفاق النووي؟

جيم: لا، لا يشكّل خرقًا للاتفاق حتى الآن، ووصف مراقبون الإجراءات الإيرانيّة بأنها "رمزيّة"، ولن يكون رفع تخصيب اليورانيوم إلى الدرجة التي تشكّل خرقًا للاتفاق قريبًا، بحسب خبراء، ومن غير الواضح إن كانت ستخرقها عند انتهاء مهلة الستّين يومًا.

عندها، يكون القرار متروكًا للدول التي بقيت ضمن الاتفاق، وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصيّن لتحديد إن كانت إيران قد خرقت الاتفاق النووي، أو إن كانت هناك إمكانيّة لتعديل الاتفاق بشكل يتيح لإيران رفع التخصيب دون القدر اللازم لتحويل برنامجها النووي إلى برنامج عسكريّ.

سين: ما هو الردّ الأوروبي المتوقّع؟

جيم: لا زال الردّ الأوروبي غير واضحٍ، لكن الواضح أن هناك مسعىً لعدم إلغاء الاتفاق بشكل كامل، على الأقل في هذه المرحلة، فقد قالت ألمانيا إنها تريد الحفاظ على الاتفاق، "نحن كأوروبيين، كألمان، سنقوم بدورنا ونتوقع تطبيقا كاملا من إيران، أيضًا"، في حين كانت الردود في فرنسا وبريطانيا أكثر حدّة"، فبينما وصفت بريطانيا القرار بأنه "غير مرحّب به"، حذّرت فرنسا من عقوبات إضافيّة ضد إيران.

ترامب خلال التوقيع على قرار الانسحاب من الاتفاق النووي (أ ب)
ترامب خلال التوقيع على قرار الانسحاب من الاتفاق النووي (أ ب)

إلا أن هذه التصريحات لم تشر إلى قناعة أوروبيّة تامّة، حتى الآن، بضرورة إلغاء الاتفاق النووي.

سين: في ظلّ التحشيد العسكريّ الأميركي في المنقطة، هل أميركا مقبلة على مواجهة عسكريّة؟

جيم: من غير الواضح طبعًا ما هي السياسة التي قد تستند إليها الإدارة الأميركيّة "الصقوريّة" في البيت الأبيض، خصوصًا لمستشار الأمن القومي، جون بولتون؛ إلا أن التحليلات الصحافية الأميركية والأوربيّة أشارت إلى أن نقل حاملة طائراتها إلى الخليج العربي، بالإضافة إلى طائرات بي 52، لكنّ مسؤولًا أميركيًا شدّد على أن "لا حرب أميركية-إيرانية تلوح في الأفق"، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من التحركات في الخليج يتمثل في "إظهار قوة الردع العسكرية الأميركية في وجه تهديدات إيران"، بحسب قناة "الحرّة" الأميركيّة.

وقال بولتون، الأحد، إن الجيش الأميركي سيرسل مجموعة حاملة طائرات هجومية وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط، ردًا على "مؤشرات وتحذيرات" مثيرة للقلق من إيران، ولإظهار أن الولايات المتحدة سترد "بقوة لا تلين" على أي هجوم على مصالحها أو حلفائها.

التعليقات