مليون و600 ألف شيكل غرامة على أهالي العراقيب

فرضت المحكمة المركزية في بئر السبع غرامة قدرها مليون و600 ألف شيكل على أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، جنوبي البلاد، والتي هدمتها السلطات الإسرائيلية للمرة 149 أمس، الإثنين.

مليون و600 ألف شيكل غرامة على أهالي العراقيب

هدم مساكن العراقيب (أرشيف "عرب 48")

فرضت المحكمة المركزية في بئر السبع غرامة قدرها مليون و600 ألف شيكل على أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، جنوبي البلاد، والتي هدمتها السلطات الإسرائيلية للمرة 149 أمس، الإثنين.

وبهذا القرار الذي أصدرته المحكمة، اليوم الثلاثاء، فقد قبل القضاء الإسرائيلي موقف السلطات ضد عشيرة أبو مديغم التي تعيش على أرضها في مساكن متواضعة، وتحرمها السلطات من كافة مقومات الحياة الأساسية وتعمل بكل قواها لاقتلاع أهالي العراقيب وتهجيرهم وتهويد أرضهم.

ووفقا لقرار المحكمة فإنه تم فرض هذا المبلغ الكبير على أهالي العراقيب مقابل تكاليف هدم مساكن وإخلائها عدة مرات، بعد "اقتحامهم أراضي جمهور بملكية الدولة" في العراقيب.

وليست هذه المرة الأولى التي تفرض فيها المحكمة المركزية في بئر السبع مثل هذه الغرامات الباهظة على أهالي العراقيب، فقد سبق وأن فرضت بناء على طلب الادعاء العام الإسرائيلي غرامات مالية تقدر بمئات آلاف الشواقل على الشيخ صياح الطوري وآخرين من العراقيب، ووجهت السلطات الإسرائيلية للشيخ الطوري تهمة "الاستيلاء على أراضٍ تابعة للدولة وعدم إخلاء قرية العراقيب" منذ العام 1999.

وكانت النيابة العامة قد قدمت دعوى مالية لمحكمة الصلح ضد أهالي العراقيب مطالبة بتغريمهم مقابل تكاليف هدم المساكن حيث يقوم الأهالي بإعادة بنائها من جديد بعد كل عملية هدم. وفرضت محكمة الصلح في حينه على أهالي العراقيب غرامة قدرها 262,000 شيكل ومصاريف محكمة قدرها 100,000 شيكل. 

وبعد هذا القرار، قدم كل من أهالي العراقيب والنيابة العامة استئنافين للمحكمة المركزية، وقررت المحكمة رد استئناف أهالي العراقيب وتبني قرار محكمة الصلح بادعاء "حق الدولة المطالبة بتعويضات عن أضرار وخسائر مقابل عمليات هدم وإخلاء ضد من استولى على أراضي الدولة وعدم فرضها على خزينة الدولة".  

 كما قبلت المحكمة موقف السلطات بفرض غرامة على كل واحد من أهالي العراقيب الذين قدمت النيابة ضدهم الدعوى وتحميلهم عبء الهدم والإخلاء. 

ووفقا للقرار، فرضت المحكمة على أهالي العراقيب دفع تكاليف الهدم بمبلغ قدره 1,636,767 شيكلا دُفع منه 319,440 شيكلا ضمن اتفاقية تسوية بين الطرفين، كما فرضت المحكمة على الأهالي 20,000 شيكل مقابل مصاريف.

اللجنة الشعبية: قرار تغريمنا بهذه المبالغ الخيالية محاولة أخرى لدفعنا إلى مغادرة أرضنا

وقال رئيس اللجنة الشعبية لنصرة العراقيب، أحمد خليل الطوري، في رده على سؤال مراسل "عرب 48"، رأفت أبو عايش: "نحن في اللجنة الشعبية لقرية العراقيب نرى ما تقوم به ما تسمى 'سلطة تطوير النقب' من تضييق على أهالي العراقيب من هدم وملاحقة وتخويف. وقرار تغريمنا بهذه المبالغ الخيالية هو استمرار لهذا النهج ومحاولة أخرى لدفعنا لمغادرة أرضنا".

وأضاف أنه "غير معقول أن يغرم أهالي العراقيب بمبلغ مليون و600 ألف شيكل على الرغم من عدم البت في النضال القضائي حول ملكية الأرض لغاية هذه اللحظة. قضية ملكية الأرض لا تزال في أروقة المحاكم، ونحن قد تقدمنا كثيرا في قضية الملكية على أرضنا، ولدينا طاقم محامين مختصين كما لدينا شهود ومستندات وهذا أكثر ما يثير قلق السلطة وهي تحاول بكل الطرق إبعادنا عن النضال".

وختم الطوري بالقول: "نحن مستمرون في دربنا رغم كل المحاولات للضغط علينا".

الطوري: أناشد عرب النقب أن لا يتركوا أرضهم مهما ضغطت السلطات

وقال الشيخ صياح الطوري لـ"عرب 48" إن "كل الغرامات والجرائم بحق أهالي العراقيب ملاحقة سياسية وليست قانونية. وهذه الممارسة العنصرية هي أحد الأساليب التي تستخدم ضد كل عرب النقب وليست العراقيب المستهدفة لوحدها".

وأضاف: "إن إبعادي عن العراقيب هو غير قانوني وحبسي أيضا غير قانوني، وبالرغم من ذلك لن نتنازل. عمليات الهدم والتغريم والانتقام وغيرها تنم عن عقلية الشرطة الحاقدة وممارسات تنبع من كره شخصي لأهالي العراقيب".

وختم شيخ العراقيب بالقول: "أناشد عرب النقب أن لا يتركوا أرضهم مهما ضغطت السلطات. نحن صامدون في أرضنا، ونناشد الحقوقيين والبرلمانيين بممارسة الضغط لمنع تهجيرنا".

يذكر أن السلطات الإسرائيلية تواصل مخططها هدم عشرات القرى العربية مسلوبة الاعتراف بالنقب، وتشريد سكانها، سعيا منها لمصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات، وذلك ضمن مخطط تهويد النقب، وتواصل هدم مساكن العراقيب في الوقت الذي تواصل السلطات الإسرائيلية بناء 4 بلدات استيطانية جديدة بالنقب.

ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات سكنية بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران.

 

التعليقات