الرملة: مظاهرة رفضا للجريمة واحتجاجا على تواطؤ الشرطة

انطلقت مظاهرة حاشدة، مساء اليوم الثلاثاء، في مدينة الرملة، رفضا للعنف والجريمة واحتجاجا على تواطؤ الشرطة الإسرائيلية؛ وذلك ضمن سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية المتواصلة في حملة شعبية لاجتثاث العنف.

الرملة: مظاهرة رفضا للجريمة واحتجاجا على تواطؤ الشرطة

من المظاهرة (عدسة "عرب 48")

انطلقت مظاهرة حاشدة، مساء اليوم الثلاثاء، في مدينة الرملة، بمشاركة المئات من أبناء المجتمع العربي، للتعبير عن رفضهم للعنف والجريمة واحتجاجا على تواطؤ الشرطة الإسرائيلية؛ وذلك ضمن سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية المتواصلة في حملة شعبية لاجتثاث العنف.

وانطلقت المظاهرة سيرًا على الأقدام من مسجد العمري في مدينة الرملة، المكان الذي شهد جريمة إطلاق النار التي تعرض لها رئيس الحركة الإسلامية، علي الدنف، السبت الماضي، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة. 

وتابعت المظاهرة المسيرة وصولا إلى مركز الشرطة، حيث رفعوا لافتات تعبر عن احتجاجهم على الجريمة وتطالب بنبذ المجرمين كما تندد بتواطؤ جهاز الشرطة، كتبوا على بعضها: "الشرطة شريكة بالجريمة"، "كفى للترويج للسلاح"، "سلاح الإجرام بترخيص الشرطة"، "شرطة متخاذلة = جريمة متفشية"، "الثأر يهد الدار، القضاء هو الحل".

وردد المتظاهرون الهتافات المنددة بتفاقم جرائم القتل في البلدات العربية، والمستنكرة لجرائم القتل وتقاعس الشرطة في فك رموز الجرائم وغياب سلطة إنفاذ القانون في مكافحة ظاهرة السلاح المرخص وغير المرخص.

وفي حديث لـ"عرب 48"، اعتبر أيوب مغربي من الرملة، الذي فقد ابنته وزوجته بجريمة قتل قبل أربعة أعوام، أنه "لا تعويل على دور الشرطة، في النهاية جهاز الشرطة معني بموتنا إن لم يكن رحيلنا عن البلاد"، وأضاف "سمعتهم بنفسي في حوادث عنف مختلفة يتحدثون لبعضهم على جهاز اللاسلكي، ويطالبون بعضهم بعدم التدخل.. ‘ما حدا يخش؛ إللي يموت يموت‘".

ورأى أن الحل يكون على المدى البعيد، ويبدأ بإدخال حصة تربية تحث على التسامح ونبذ العنف والجريمة والمتورطين بأعمال عنف، وشدد على أنه "فقط في هذه الحال، قد نعيش في مجتمع سليم وطبيعي، بعيدا عن تهديد الجريمة والعنف والخطر الذي بات يلاحق الجميع".

وفي تعقيب للنائب سامي أبو شحادة حول مشاركته في المظاهرة، قال: "لا أذكر مظاهرة أو مسيرة  بهذا الحجم في مدينة الرملة على الأقل في العقدين الأخيرين. هذا يدل على أهمية القضية، على تضامن الأهل مع الشيخ علي الدنف، وعلى تضامن أهلنا مع كل المعركة الكبيرة التي تقودها لجنة المتابعة، القائمة المشتركة، ورؤساء السلطات المحلية ضد الجريمة والعصابات المنظمة". 

كما أضاف: "هذه هي أهم قضية يعاني منها مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل، نحن في معركة كبيرة جدًّا وكانت لنا رسالة قوية جدًّا للشرطة ولوزارة الأمن الداخلي. هذا سيزيد الضغط، ولكن علينا أن نتذكر أننا في بداية المعركة". 

وختم بالقول: "يجب استمرار هذه المعركة، يجب استمرار الضغط على الوزارة والشرطة، لتوقف التقاعس وتأخذ دورها بشكل جدي في القضاء على الجريمة في مجتمعنا".

تأتي المظاهرة ضمن سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية المتواصلة في المدن والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في حملة شعبية لاجتثاث العنف والجريمة، وبضمنها الإضراب العام وتنظيم مظاهرات قطرية، وقافلة مركبات احتجاجية، نظمت الخميس الماضي، من الشمال وصولا إلى مباني الحكومة الإسرائيلية في القدس.

وازدادت أعمال العنف والجريمة في المجتمع العربي بوتيرة خطيرة، وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل بمقتل محمد عدنان ضعيف من عارة إلى 74 شخصا، بينهم 11 امرأة، منذ مطلع العام الجاري 2019 ولغاية اليوم، فيما قتل 76 مواطنا عربيا في جرائم قتل مختلفة، بينهم 14 امرأة في العام الماضي 2018.

التعليقات